تسابق بين ترامب وهاريس لجذب ناخبي الولايات المتأرجحة

27 أكتوبر 2024
ترامب وهاريس خلال المناظرة الرئاسية، 10 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسعى كامالا هاريس ودونالد ترامب لجذب أصوات الناخبين في الولايات المتأرجحة، حيث نظمت هاريس تجمعات بمشاركة شخصيات بارزة، بينما ركز ترامب على استعادة الولايات التي فاز بها في 2016.

- تركز هاريس على استقطاب الجمهوريين المعتدلين وتسليط الضوء على سياسات ترامب المثيرة للجدل، بينما يحذر ترامب من التزوير الانتخابي ويعد بملاحقة المتورطين.

- تتضمن الحملة الانتخابية اتهامات متبادلة، حيث يصف ترامب هاريس بأنها غير مؤهلة، بينما تركز هاريس على تصريحات حول نزعة ترامب الاستبدادية، في ظل استطلاعات رأي متقاربة.

 كامالا هاريس ودونالد ترامب يسعيان لجذب أصوات في مختلف الولايات الأميركية المتأرجحة في نهاية الأسبوع ما قبل الأخير للحملة الانتخابية، مع مشاركة ميشيل أوباما في تجمّع للديمقراطيين في حين ينظّم المرشّح الجمهوري تجمّعاً في قلب مدينة نيويورك.

قبل عشرة أيام من موعد الاستحقاق الرئاسي الذي يشهد تنافساً محتدماً، ينظّم الخصمان تجمّعات انتخابية السبت في ميشيغن، إحدى ولايات "الجدار الأزرق" الثلاث مع ويسكونسن وبنسلفانيا التي يعتبرها الديمقراطيون حاسمة للمضي نحو الفوز في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.

وتظهر استطلاعات الرأي احتداماً كبيراً للسباق في أيامه الأخيرة، ومع إدلاء أكثر من 35 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد بأصواتهم مبكراً، في استحقاق قد يوصل للمرة الأولى امرأة إلى سدة الرئاسة أو قائداً أعلى للقوات المسلحة سيكون الأكبر سناً على الإطلاق في تاريخ البلاد.

تتمحور استراتيجية هاريس جزئياً حول إيجاد شرخ بين الجمهوريين المعتدلين وترامب الذي يصر على توصيف بعض الأميركيين بأنهم "أعداء"، فيما حذّر ترامب من أنه إذا فاز بالرئاسة فإن الذين مارسوا تزويراً في الانتخابات "سيحاكَمون بأقصى ما ينص عليه القانون، بما يشمل أحكاماً مطوّلة بالحبس".

وأما ما يخص الجمهوري إيه. دي. جيفرسون وهو عامل يبلغ 62 عاماً مشارك في تجمّع انتخابي لهاريس في هيوستن، فإن ما يثيره ترامب من اضطراب يتخطى المعقول. وقال في تصريح لوكالة فرانس برس "أعتقد أنها أقل إثارة للجدل. أنا جمهوري، لكني أشعر بأن ترامب فوضوي للغاية بالنسبة إلي".

فور انتهاء تجمّع مفعم بالحماسة نظّم في تكساس وشاركت فيه المغنية بيونسيه وسلّط الضوء على قيود يفرضها الجمهوريون على الإجهاض، تتوجّه هاريس إلى كالامازو في ميشيغن حيث ستسعى لجذب ناخبين بالاعتماد على إحدى أكثر شخصيات الحزب الديمقراطي تألقاً، السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما.

وأعربت ميشيل أوباما السبت عن "خوفها الحقيقي" من وصول ترامب إلى البيت الأبيض مجدداً، وذلك في حديثها خلال تجمع حاشد إلى جانب هاريس التي قالت عنها إنها ستكون "رئيسة استثنائية". وقالت في خطاب "كل آمالي المتعلّقة بكامالا مصحوبة أيضاً بخوف حقيقي، الخوف على بلدنا، الخوف على أطفالنا، الخوف مما ينتظرنا إذا نسينا ما هو على المحك في هذه الانتخابات". وأضافت "إذا أردنا أن نساعد هذا البلد على طي صفحة سياسات الكراهية والانقسام، فلا يمكننا أن نجلس مكتوفين ونتذمر".

وكان الرئيس الأسبق باراك أوباما قد شارك مع هاريس الخميس في تجمّع انتخابي نظّم في ولاية جورجيا.

هاريس البالغة 60 عاماً تشارك الأحد في تجمّع انتخابي في فيلادلفيا، المدينة الأكبر في بنسلفانيا، كبرى الولايات المتأرجحة والتي من المرجّح أن تحدّد نتيجة الانتخابات الرئاسية. أما ترامب، الذي اكتسح ولايات الجدار الأزرق الثلاث في فوزه بالرئاسة في العام 2016 قبل أن يعيدها جو بايدن إلى الديمقراطيين بعد أربع سنوات، فيخطط لاستعادة واحدة أو أكثر من الولايات الثلاث والفوز بما يسمى الولايات المتأرجحة الأخرى في الجنوب والتي تطلق عليها تسمية "حزام الشمس"، للعودة إلى البيت الأبيض.

وفي حين قد يقتصر الفارق على بضعة آلاف الأصوات في الولايات المتأرجحة حيث التنافس على أشدّه، ينظّم ترامب تجمعات السبت في ميشيغن وبنسلفانيا، قد تكون حاسمة للمعركة الانتخابية.

في ميشيغن، كثّف ترامب هجماته ضد منافسته الديمقراطية في كل الاتجاهات، قائلاً في مدينة نوفي إن هاريس "لا يمكن أن تكون رئيسة. إنها أضعف وأغبى من أن تُمثّل أميركا على المسرح الدولي". وأضاف "هل يمكنكم أن تتخيلوا أن تتعامل مع الرئيس الصيني أو الروسي؟ لا أحد يحترمها، ولا أحد يأخذها على محمل الجد".

وفي هذه الضاحية الكبيرة في ديترويت، دعا ترامب عمّالاً في مجال صناعة السيارات إلى المنصّة، واعداً إياهم بـ"إعادة الوظائف"، خصوصاً من خلال إلغاء الدعم الحكومي للسيارات الكهربائية. وقال "في وقت قصير، ستكون لديكم وظائف أكثر من أي وقت مضى". يأتي ذلك عقب بث مقابلة مطوّلة مع ترامب امتدّت ثلاث ساعات مع جو روغان، مُعدّ البودكاست الأشهر في الولايات المتحدة، سعياً لجذب جمهوره.

وليل الأحد، ينظّم ترامب تجمّعاً انتخابياً لمناصريه في ماديسون سكوير غاردن، الساحة الشهيرة في قلب نيويورك ذات الأغلبية الديمقراطية. وتساءل محلّلون عن سبب تنظيم ترامب التجمّع الانتخابي في مسقط رأسه نيويورك على الرغم من أن حظوظه للفوز بالولاية شبه معدومة.

قد يكون الملياردير الجمهوري ونجم تلفزيون الواقع السابق يسعى من خلال ذلك لإظهار أنه قادر على ملء ساحة كبرى في معقل للديمقراطيين، بمناصريه. لكن ناقدين، بمن فيهم منافسة ترامب في انتخابات 2016 هيلاري كلينتون، أشاروا إلى أن ماديسون سكوير غاردن سبق أن كانت مسرحاً لمسيرة مؤيدة للنازية في العام 1939 نظمتها مجموعة موالية لأدولف هتلر.

وشدّد ترامب في التجمّع الانتخابي في ميشيغن على أن كلينتون "قالت إنه (التجمّع) أشبه بثلاثينيات القرن الماضي"، في إشارة إلى تصريحات أدلت بها في اليوم السابق على شبكة سي أن أن، وقال "لا ليس كذلك، لا. إنه ما يسمى (جعل أميركا عظيمة مجدداً)".

وتأتي الحملة الانتخابية في نهاية الأسبوع عقب سجال حاد حول اتهامات للرئيس الجمهوري السابق بأن لديه نزعة استبدادية، بعدما اتّهمه كبير موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي بأنه "فاشي" ولا يمكن أن تُعهَد إليه السلطة مجدداً، في تصريحات استعادتها هاريس في حملتها الانتخابية.

(فرانس برس)

المساهمون