ضرب زلزال سياسي حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، اليوم الأربعاء، مع تسريب فيديو لاجتماع افتراضي على منصة "زووم"، بين رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وقيادات حزبية، يبحث في طرق التغيير داخل الحزب.
ويقود إمام أوغلو، منذ انتهاء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أيار/مايو الماضي، جهود التغيير في الحزب، والتي تصطدم بتمسّك رئيسه كمال كلجدار أوغلو بمنصبه.
وبحسب الفيديو، قاد إمام أوغلو اجتماعاً ضم قيادات من "الشعب الجمهوري" كانت استقالت بعد الانتخابات من اللجنة التنفيذية للحزب ولم تُعين في اللجنة الجديدة.
وناقش رئيس بلدية إسطنبول تطورات مسألة انعقاد مجلس الحزب تمهيداً للتغييرات المطلوبة، كما تناول الاجتماع مسألة التوجّه لمؤتمر طارئ للحزب دون المرور عبر انعقاد مؤتمرات المناطق والولايات التي تعتبر قضية صراع داخلي في الحزب، لأنها تشمل اختيار المندوبين الذين سينتخبون الرئيس.
ومن جهته، قال إمام أوغلو، في تعقيبه على التسريب، للصحافيين: "أجرينا حتى الآن قرابة 200 اجتماع من هذا القبيل، كلها تتناول مسائل ومشاكل الحزب منذ انتهاء الانتخابات وحتى الآن، وستستمر هذه الاجتماعات، ولا يوجد ما هو سري لدينا"، مضيفاً: "نحقق الآن في كيفية تسريب الفيديو".
ورداً على التسريب، قال المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري، فايق أوزتراك، في مؤتمر صحافي: "في الوقت الذي يمضي الحزب باتجاه عقد المؤتمر العام للحزب، لا نرى من المناسب عقد اجتماعات تخالف أعراف الحزب والتسلسل القيادي فيه، وهو اجتماع غير نزيه".
وتواصلت ردود الأفعال من المعارضة، حيث أفاد الصحافي إسماعيل سايماز، المقرب من "الشعب الجمهوري"، أن سياسة التسجيلات المصورة متواصلة في الحزب، في إشارة إلى تولي كلجدار أوغلو رئاسة الحزب بعد فيديو أطاح بالرئيس السابق دنيز بايكال في 2010.
ودخلت المعارضة في صراعات داخلية ومرحلة إعادة ترتيب الأوراق والصفوف وصولاً إلى استحقاق الانتخابات البلدية المقبلة، بعد 8 أشهر، في محطة سياسية جديدة ستكون إسطنبول وأنقرة أبرز ساحات الصراع فيها.
لماذا انتخبت أردوغان؟
في سياق آخر، نشرت صحيفة "حرييت"، اليوم الأربعاء، نتائج استطلاع رأي جديد أجرته شركة أوبتمار، تناولت فيه أسباب تصويت الشارع التركي للرئيس رجب طيب أردوغان وتفضيله على منافسه كلجدار أوغلو بالانتخابات الرئاسية التي أجريت قبل شهرين.
الشركة أجرت الاستطلاع في الفترة 10-14 تموز/يوليو الجاري، وكان السؤال الأول: "لماذا صوّت لأردوغان في الانتخابات الماضية؟".
وقال 21.6 بالمائة إن السبب هو أن أردوغان مصدر ثقة، ورأى 17.7 بالمائة أن ذلك يعود لنجاحه في القيادة.
ورداً على سؤال حول أسباب انتخاب كلجدار أوغلو، قال 16 بالمائة أن ذلك بسبب الرغبة في تغيير الحكومة، فيما أعاد 14.2 بالمائة ذلك للأوضاع الاقتصادية، وقال 9.9 بالمائة أنهم صوتوا له بسبب برامجه لحل المسألة السورية.
ورداً على سؤال "لماذا فشلت المعارضة في الانتخابات؟"، أكد 25.1 بالمائة أنهم يعتقدون أن سبب الخسارة هو عدم وضع المعارضة رؤية فعالة، فيما رأى 19.3 بالمائة أن السبب هو ترشح كلجدار أوغلو.
وعن مسؤولية قيادات المعارضة عن الخسارة، رأى 44.6 بالمائة أن السبب الأساسي لخسارة المعارضة هو كمال كلجدار أوغلو، وقال 19.2 بالمائة إن السبب هو زعيمة الحزب الجيد ميرال أكشنر، التي تركت تحالف المعارضة (الطاولة السداسية) وعادت له قبل الانتخابات، ووصفت الطاولة السداسية بـ"طاولة قمار".
وكان أردوغان فاز بالجولة الثانية للانتخابات الرئاسية بحصوله على 52.18 بالمائة، مقابل 47.82 بالمائة لصالح كلجدار أوغلو، كما تمكن التحالف الجمهوري الحاكم من حسم الانتخابات البرلمانية بفوزه بـ323 مقعداً من أصل 600 مقعد.