قال رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، اليوم السبت، إن حكومته توصلت إلى تسوية بقيمة 555 مليون يورو (583.58 مليون دولار) مع مجموعة نافال الفرنسية، بشأن قرار العام الماضي إلغاء صفقة الغواصات الفرنسية.
وقال ألبانيز في مؤتمر صحافي: "هذه تسوية عادلة ومنصفة". وأضاف أن التسوية جاءت بعد مناقشات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وشكره على الطريقة الودية التي أُعيدت من خلالها العلاقات بين أستراليا وفرنسا.
وكانت أستراليا قد ألغت العام الماضي، طلبية بمليارات الدولارات لشراء غواصات من مجموعة نافال الفرنسية لصناعة السفن الحربية، واختارت بدلاً من ذلك صفقة بديلة مع الولايات المتحدة وبريطانيا.
وأثارت هذه الخطوة غضب باريس، وسبّبت أزمة دبلوماسية غير مسبوقة.
وأدى تراجع أستراليا عن الصفقة، التي أبرمتها في 2016 مع مجموعة "نافال غروب"، إلى أزمة للصناعات العسكرية الفرنسية، فضلاً عن خسارة تقدَّر بنحو 67 مليار دولار، هي قيمة الصفقة التي أُطلق عليها حينها "صفقة القرن".
وقال وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، إن الاتفاق "يسمح لنا بطيّ صفحة في علاقاتنا الثنائية مع أستراليا والتطلع إلى المستقبل".
وأفاد ألبانيز بأنه سيتوجّه قريبا إلى فرنسا "لإعادة إطلاق" العلاقات التي خيّم عليها توتر "واضح للغاية".
ومنذ توليه السلطة، سارع ألبانيز لإصلاح علاقات بلاده مع فرنسا ونيوزيلندا ودول المحيط الهادئ الجزرية التي انتقدت مماطلة الحكومة المحافظة السابقة في ملف التغيّر المناخي.
وقال ألبانيز، بعدما تحدّث مع ماكرون بشأن التسوية "نعيد تأسيس علاقة أفضل بين أستراليا وفرنسا". وأضاف "أتطلع إلى قبول دعوة الرئيس ماكرون لزيارة باريس في أقرب فرصة".
بدوره، أكد ليكورنو في تصريحات أدلى بها على هامش قمة "حوار شانغري-لا" الأمنية المنعقدة في سنغافورة، على أن فرنسا تثمّن "صداقتها" مع أستراليا. وأضاف "فقط لأن الحكومة لم تحافظ على تعهّدها في الماضي، لا يعني أن علينا أن ننسى علاقتنا الاستراتيجية". وتابع "يتولى فريق جديد السلطة في أستراليا ونحن سعداء بالعمل معهم".
سباق تسلّح
اعتُبر عقد الغواصات في صلب مساعي أستراليا الحثيثة لتطوير إمكانياتها العسكرية، في ظل المخاوف من ازدياد نفوذ الصين في عهد الرئيس شي جين بينغ.
وفي المجموع، كان عقد الغواصات مع فرنسا سيكلّف دافعي الضرائب الأستراليين 2.4 مليار دولار أميركي من دون مقابل ملموس، بحسب ألبانيز.
ورغم أن الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية ستكلّف أكثر من هذا المبلغ بكثير، إلا أنها ستمنح أستراليا القدرة على التحرّك خلسة وتشكّل قوة ردع مهمة للصين، إذ أنها مزوّدة بقدرات متطورة على حمل صواريخ كروز، لكن ما زال غير واضح إلى أي حد يمكن الإسراع في بنائها.
وعلى الأرجح، لن يبدأ استخدام أولى الغواصات الأميركية أو البريطانية قبل عقود، ما يخلّف فجوة في إمكانيات أستراليا التي يعد أسطولها الحالي متقادما.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)