استمع إلى الملخص
- **تعقيدات المفاوضات وقضايا رئيسية**: المفاوضات متوقفة على قضايا مثل بقاء القوات الإسرائيلية في غزة أثناء الهدنة، وانسحابها من الحدود مع مصر بشرط تركيب أجهزة استشعار وبناء حواجز تحت الأرض.
- **الصمت المصري وتقديرات القاهرة**: مصر لم تعلق رسمياً على المفاوضات، لكن التقديرات تشير إلى أن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب بفرض آليات رقابة ورفض أسماء معينة من السجناء الفلسطينيين.
حملت حركة حماس حكومة الاحتلال الإسرائيلية مسؤولية ما بدا أنه فشل للمفاوضات التي جرت في العاصمة الإيطالية روما بين مسؤولين من أميركا وإسرائيل ومصر وقطر، أول من أمس الأحد، بشأن التوصل إلى اتفاق غزة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع.
وقالت حركة حماس، في بيان أمس الاثنين: "استمعنا للوسطاء عمّا جرى أخيراً في اجتماع روما، حول مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ومن الواضح من خلال ما نقله الوسطاء أن (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو عاد من جديد لاستراتيجية المماطلة والتسويف والتهرب من الوصول إلى اتفاق من خلال وضع شروط ومطالب جديدة، فيها تراجع عما نقله الوسطاء على أنه ورقة "إسرائيلية"، والتي كانت جزءاً من مشروع (الرئيس الأميركي جو) بايدن ولاحقاً قراراً لمجلس الأمن الدولي".
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم حركة حماس، جهاد طه، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد": "كنا نأمل من هذا الاجتماع الرباعي، ومن المجتمع الدولي، أن يوقف مسلسل المجازر والجرائم وينهي العدوان ويلزم الاحتلال بما جرى التوافق عليه في المقترح الأخير، ويوقف سياسة التعطيل ووضع العراقيل التي يمارسها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لكن على ما يبدو أن الشروط والعراقيل ما زالت مستمرة من جانب الاحتلال". وأضاف أن "نتنياهو يسعى إلى إفشال جميع الجهود والمساعي الرامية لإنجاح المقترح الأخير، وبالتالي من يتحمل مسؤولية إفشال هذه الجهود هو الاحتلال".
جهاد طه: نتنياهو يسعى لإفشال جميع الجهود والمساعي الرامية لإنجاح المقترح الأخير
اتفاق غزة متوقف عند قضايا رئيسية
وبينما لم يصدر عن الجانب المصري أي تعليق رسمي حول نتيجة جولة مفاوضات روما للتوصل إلى اتفاق غزة، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أمس الأول الأحد، نقلاً عن سبعة مسؤولين شاركوا في المحادثات أو اطلعوا عليها، أن المفاوضات المستمرة منذ عدة أشهر "لا تزال متوقفة على عدة قضايا رئيسية"، خاصة فيما يتعلق ببقاء القوات الإسرائيلية في القطاع أثناء الهدنة.
وقال ثلاثة مسؤولين مطلعين على المحادثات لـ"نيويورك تايمز"، إن المفاوضين الإسرائيليين ناقشوا خلال الاجتماع بشأن اتفاق غزة مسألة انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة الحدودية بين مصر وغزة، "إذا تمكنت أولاً من تركيب أجهزة استشعار إلكترونية للكشف عن أية محاولات مستقبلية لحفر الأنفاق، فضلاً عن بناء حواجز تحت الأرض على طول الحدود، لكن لم يجر التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن". وبعد أن بدت إسرائيل أكثر مرونة بشأن هذه القضية في وقت سابق، تشددت مرة أخرى منذ حوالي 3 أسابيع، في حين لم توافق "حماس" على أي تسوية، وفقاً للمسؤولين.
صمت مصري
ويأتي الصمت المصري تجاه نتيجة مفاوضات روما، وما رشح عن الفشل في التوصل إلى تفاهمات بين مصر والاحتلال على وجه خاص، حلقة جديدة ضمن سلسلة الفشل، التي ربما تجاوزت عدم إحراز تقدم، بل أدت إلى تراجع إسرائيلي ووضع عراقيل جديدة تُصعب من إمكانية التوصل للاتفاق في القريب العاجل، حيث عاد الجانب الإسرائيلي إلى إثارة الأزمات بتراجعه عن القبول بعودة المواطنين من الجنوب إلى شمال القطاع، عبر اقتراحه آليات من شبه المستحيل تطبيقها في الوقت الراهن. وإضافة لمسألة عودة المواطنين من الجنوب إلى الشمال، فجّر الوفد الإسرائيلي أزمة أوسع بتقدير مدى زمني كبير للبقاء في محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، ومحور "نتساريم" وسط قطاع غزة، حيث تضمنت المقترحات الجديدة التي طرحها الوفد الإسرائيلي خلال مفاوضات اتفاق غزة اشتراط وجود نقاط تفتيش ومراقبة تابعة لها في عدة مناطق موزعة في عمق القطاع، وهو ما يعد تراجعاً عن مرونة كانت قد أبدتها تل أبيب سابقاً.
تقدر القاهرة أن الخطوات الإسرائيلية الجديدة تأتي ضمن مخطط نتنياهو المستمر لإطالة أمد الحرب
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن الوثيقة الإسرائيلية المعدلة التي جرى تسليمها في جولة مفاوضات روما، شملت ثلاث نقاط رئيسية هي: "فرض آلية رقابة لمنع عودة مسلحي الفصائل الفلسطينية إلى شمالي القطاع، وتصور إسرائيلي بشأن الوضع في محوري فيلادلفيا ونتساريم، وحق إسرائيل في رفض أسماء معينة من السجناء الفلسطينيين المطلوب إطلاق سراحهم". ويبدو أن المدى الزمني الذي طرحه نتنياهو عبر الوفد الإسرائيلي المفاوض للبقاء في قطاع غزة، يتجاوز المقترحات السابقة التي كانت تتضمن ثلاث مراحل، كما أن الجانب الإسرائيلي يرهن المضي في إبرام صفقة تبادل أسرى بتسوية إقليمية لما يسميه أزمة قطاع غزة.
ووفقاً لتقديرات القاهرة، فإن الخطوات الإسرائيلية الجديدة التي كشفت عنها محادثات روما، تأتي ضمن مخطط نتنياهو المستمر لإطالة أمد الحرب، وفتح المدى الزمني لوجود القوات الإسرائيلية في غزة، معتبرة أن نتنياهو، حتى لو وصل لقيادة "حماس" في القطاع وعلى رأسها زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار، فإنه لن يوقف الحرب.
وقال ستة مسؤولين إسرائيليين لـ"نيويورك تايمز"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يقف وراء الموقف المتشدد الذي اتخذته إسرائيل في المحادثات الجارية في روما"، وإن كبار المسؤولين الأمنيين "يضغطون عليه لإظهار مزيد من المرونة من أجل تأمين التوصل إلى اتفاق". من جهتها، نقلت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية عن عدد من الأشخاص المطلعين على مفاوضات اتفاق غزة قولهم إن "التفاؤل تضاءل عندما قدم نتنياهو مطالبه الجديدة".