تتحضر مجموعة من التيارات السياسية السورية المعارضة للإعلان عن تشكيل كيان سياسي جديد يضم هيئات ذات طابع قومي عربي، وأخرى يسارية، إضافة إلى أحزاب وحركات كردية وتركمانية.
وذكرت مصادر مطلعة أن التيار الجديد يحمل اسم "الجبهة الوطنية الديمقراطية" (جود) ويضم أحزابا وقوى معارضة من الداخل والخارج، هي: هيئة التنسيق الوطنية بمكوناتها، المبادرة الوطنية، كوادر الشيوعيين، حزب التضامن العربي، تيار بدنا الوطن، الحزب التقدمي الكردي، حزب الوحدة الكردية، الحركة التركمانية، مجموعة الشباب الوطني.
وبيّنت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن الإعلان عن الجبهة سيكون في السابع والعشرين من الشهر الجاري من فندق في العاصمة السورية دمشق بالنسبة للتيارات الموجودة في الداخل وعبر الإنترنت للتيارات المعارضة خارج سورية، مبيّنة أن الجبهة ستضم عدة شخصيات سورية مستقلة.
وينظر إلى هيئة التنسيق الوطنية والتي تأسست أواخر عام 2011، من ائتلاف عدة أحزاب وهيئات، باعتبارها تمثل معارضة الداخل السوري. وتعد هذه الهيئة التي يرأسها حسن عبد العظيم (88 سنة) منذ التأسيس أبرز مكونات الجبهة الجديدة التي تضاف إلى سلسلة من الهيئات والمجالس التي ظهرت خلال سنوات الثورة السورية، بدأت بالمجلس الوطني السوري الذي تشكل أواخر عام 2011.
ولم يصمد هذا المجلس طويلا وهو ما دفع المعارضة السورية إلى تشكيل الائتلاف الوطني السوري في عام 2013 وهو يعد المظلة السياسية الأشمل لقوى المعارضة والثورة السورية. وتعرض الائتلاف منذ ذاك الحين لاهتزازات سياسية دفعت أبرز مؤسسيه للانسحاب منه، ومواصلة العمل السياسي في منصات أخرى أو كمستقلين.
كما تضم الجبهة الجديدة حزبين كرديين ما يؤكد أن المساعي التي تبذل لتشكيل مرجعية سياسية كردية واحدة في سورية لم تنجح حتى اللحظة، رغم أن المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي أكبر كيانين سياسيين كرديين في سورية انخرطا في حوار منذ نحو عام.
ويشكل انضمام "المبادرة الوطنية" إلى الجبهة الجديدة دافعا قويا لها، حيث تضم هذه المبادرة مئات الشخصيات السورية المعارضة التي كانت قد أعلنت عن المبادرة في مدينة جنيف في إبريل/ نيسان من عام 2019. وكان أكد مؤسسون لهذه المبادرة أنهم يسعون إلى "عقد مؤتمر وطني عام تمثيلي ووازن يقرّ ميثاقًا وطنيًا وخطوات فعلية للتغيير الوطني الديمقراطي".
إحداث تغيير ديمقراطي
وبيّن إبراهيم جباوي وهو عضو مستقل في "الجبهة الوطنية الديمقراطية"، التي من المقرر أن ترى النور خلال أيام، أن الجبهة "تحالف قوى وتيارات وأحزاب ومستقلين لتشكيل جسم سياسي معارض يضم بين جنباته أكبر قدر ممكن من ممثلي الشعب السوري".
وأشار جباوي بحديث لـ"العربي الجديد"، إلى "ان الهدف من تشكيل هذه الجبهة النهوض بسورية المستقبلية"، مضيفا: "هدفنا إحداث تغيير ديمقراطي جذري وتحقيق انتقال سياسي حقيقي وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254. وتابع بالقول "ننتظر انضمام القوى والأحزاب السورية المعارضة كافة ليصار إلى عقد مؤتمر وطني جامع لكل السوريين.
وكانت المعارضة السورية أقامت أواخر عام 2015 هيئة التفاوض التي تضم الائتلاف الوطني السوري، وهيئة التنسيق الوطنية ومنصتي موسكو والقاهرة وعسكريين ومستقلين. ومهمة هذه الهيئة قيادة التفاوض مع النظام السوري تحت مظلة الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية. ولكن هذه الهيئة عصفت بها مؤخرا خلافات كادت أن تفضي إلى انهيارها، بسبب التباين في الرؤى حول طرق الحل السياسي في سورية.
ويبدو المشهد السوري اليوم زاخرا بالهيئات والأحزاب والتيارات السياسية المعارضة في ظل مراوحة العملية السياسية برمتها في المكان منذ سنوات، حيث لم يبد نظام بشار الأسد أي رغبة في تحريك هذه العملية، بل يستعد لتنظيم انتخابات رئاسية منتصف العام الجاري وفق دستور عام 2012 لتثبيت بشار الأسد في السلطة لسبع سنوات قادمة.
وكانت مجموعة من التيارات السياسية في شرق نهر الفرات الخاضعة لقوات سورية الديمقراطية "قسد"، شكلت منتصف العام القادم ما سمّي بـ "جبهة السلام والحرية" التي ضمت المنظمة الآثورية الديمقراطية، والمجلس الوطني الكردي، وتيار الغد السوري، والمجلس العربي في الجزيرة والفرات.