شيع الكاتب والمعارض السوري ميشيل كيلو في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الإثنين، بعدما وافته المنية يوم الإثنين الماضي، نتيجة مضاعفات إصابته بفيروس كورونا.
ولم تمنع إجراءات الحجر الصحي المفروضة على التجمعات نتيجة جائحة كورونا عشرات الأشخاص من المشاركة في قداس الجنازة، الذي جرى في كنيسة سان بيير في منطقة مونتروج، إذ حضر عدد من المعارضين السوريين البارزين، بينهم برهان غليون وجورج صبرة ومناف طلاس.
كذلك شهدت الجنازة حضور إيمانويل بون ممثلاً عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إضافة إلى ممثل عن الخارجية الفرنسية.
واقتصرت إجراءات الدفن على 30 شخصاً من المقربين للفقيد من أصدقائه، اختارتهم عائلته، بناء على توصيات وتعليمات السلطات الصحية في فرنسا.
وقد ووري جثمان كيلو الثرى في مقبرة بانيو الباريسية.
وقبل رحيله بعشرة أيام، كتب كيلو رسالة إلى "الشعب السوري وشابات سورية وشبابها، أمل المستقبل"، تحت عنوان "إلى السوريين"، كتبها من المستشفى، ودعا من خلالها إلى التمسّك بالحرية في كل كبيرة وصغيرة.
وجاء في الرسالة: "لن يحرّركم أي هدف غير الحرّية فتمسّكوا بها، في كلّ كبيرة وصغيرة، ولا تتخلّوا عنها أبداً، لأن فيها وحدها مصرع الاستبداد".
كما دعا كيلو السوريين، في رسالته التي عُدّت بمثابة "وصية سياسية"، إلى "نبذ العقليات الضدّية والثأرية"، والاتحاد على كلمة سواء ورؤية وطنية جامعة "كي تصبحوا شعباً واحداً"، في محاولة منه قبيل وفاته لتبديد سُحب يأس لم تفارق سماء السوريين في الداخل والخارج.
وميشيل كيلو أحد أبرز القامات الثورية التي وقفت في وجه حكم الأسد الأب والابن، واعتقل مرات عدة، أثناء حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد بين عامي 1980 و1983، ثم في عام 2006، خلال حكم الرئيس الحالي بشار الأسد. وحكمت عليه المحكمة العسكرية عام 2007 بالسجن ثلاثة أعوام.
وكان كيلو من أبرز قادة "ربيع دمشق" قصير الأمد، بعد وصول بشار الأسد إلى الحكم. وهو أحد موقّعي إعلان دمشق في عام 2006.