تشهد منطقة إدلب ومحيطها تصعيداً جديداً بعد فترة من الهدوء النسبي، فيما تتواصل المناوشات في محيط بلدة عين عيسى شمال شرقي سورية بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وفصائل الجيش الوطني المدعومة من تركيا.
إدلب
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عما وصفته بمصدر ميداني رفيع المستوى قوله إن قوات النظام "تعاملت مع تحركات معادية خلال اليومين الماضيين على محوري بنين وكفربطيخ جنوب إدلب، حيث سعت المجموعات المسلحة إلى تنفيذ محاولة تسلل، إلا أن وحدات الرصد والاستطلاع أحبطت هذه المحاولات عبر ضربات استباقية أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المسلحين".
وحسب المصدر ذاته، فإن "المجموعات المسلحة تحاول خلال الفترة الماضية تعزيز مواقعها على محاور جبل الزاوية وسهل الغاب وريف اللاذقية الشمالي الشرقي"، مؤكدا أن هذه التحركات "مرصودة بشكل دقيق بالتعاون مع الحليف الروسي ويتم التعامل معها بشكل سريع". وأشار كذلك إلى أن قوات النظام رفعت جاهزيتها على كامل محاور الاشتباك بين أرياف حماة وإدلب واللاذقية "تحسبا لأي طارئ قد تشهده المنطقة".
ريف اللاذقية
وكانت قوات النظام حاولت، عصر أمس الجمعة، التسلل إلى المواقع الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي لأول مرة منذ نحو 5 أشهر. وأعلنت "هيئة تحرير الشام" أنها تصدت مع الفصائل الأخرى المنتشرة في المنطقة لمحاولة تسلل لقوات النظام في جبل التركمان، حيث تكبدت قوات النظام في هذه المحاولة خسائر في العتاد والأرواح.
جدير بالذكر أن المنطقة التي حاولت قوات النظام التسلل إليها هي تلة المرصد وتشرف على قرى شحرورة وسلور واليمضية الخاضعة لسيطرة المعارضة، وعلى مواقع النظام في جبل الزيارة وبرج الحياة وتلة البيضاء، وتعتبر بوابة لباقي محاور وقرى جبل التركمان.
وسبق محاولة التسلل هذه غارات جوية روسية على تلال الكبينة، إضافة إلى قصف مدفعي للنظام حيث ردت الفصائل وأصابت عدة عناصر.
وشهدت جبهات ريف اللاذقية الشمالي هدوءا نسبيا، خلال الأشهر الخمسة الماضية، سبقتها محاولات من النظام للتقدم وكسر دفاعات المعارضة، في منطقة تعتبر من أبرز المناطق الاستراتيجية شمال غربي سورية، إذ تطل على إدلب وحماة واللاذقية.
ريفا حلب والرقة
شهد ريفا حلب والرقة قرب مدينة منبج وبلدة عين عيسى، اليوم السبت، قصفاً مدفعياً وصاروخياً متبادلاً بين فصائل الجيش الوطني السوري المعارض و"قوات سورية الديمقراطية".
غربي حماة
في هذه الأثناء، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، أن 4 مدنيين قتلوا بعد استهداف قوات النظام السوري جرارا زراعيا في قرية الزقوم غربي حماة، وجميع الضحايا من قرية اللج بريف إدلب، وبينهم اثنان من عائلة واحدة.
تعزيزات تركية
من جهة أخرى، دخلت فجر اليوم تعزيزات تركية جديدة إلى إدلب تشمل نحو 15 آلية محملة بمعدات عسكرية ولوجستية، عبر معبر كفرلوسين الحدودي واتجهت إلى النقاط التركية المنتشرة في المنطقة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
#المرصد_السوري محملة بمعدات عسكرية ولوجستية.. نحو 15 آلية تدخل نحو النقاط #التركية المنتشرة ضمن منطقة “خفض التصعيد” https://t.co/z9jIorfc7J
— المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) December 26, 2020
ويخضع شمال غربي سورية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّعته تركيا وروسيا في مارس/آذار الماضي بعد حملة عسكرية على المنطقة. ومنذ ذلك التاريخ، خرق النظام والروس الاتفاق مئات المرات بالقصف المدفعي والجوي. وفي ريف حلب الشمالي، استهدف الجيش التركي بقذائف المدفعية مواقع وتجمعات مليشيا "قسد" في منطقة تل رفعت، فيما وقعت إصابات في صفوف المليشيا خلال محاولة تسلل لعناصرها تصدى لها الجيش الوطني على محور قرية جهبل شمال عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
البادية
إلى ذلك، قُتل 3 عناصر من مليشيا الدفاع الوطني التابعة لقوات النظام، أمس الجمعة، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت عربتهم شمال شرق تدمر، في البادية السورية.
وذكرت شبكات محلية أن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة عسكرية كانت تقل عناصر من مليشيا الدفاع الوطني على طريق بئر توينان شمال شرق تدمر، حيث ينشط عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، ما أدى إلى مقتل 3 عناصر على الفور، حيث جرى نقل جثثهم إلى مشفى تدمر العسكري.