في ظل تضارب بيانات الشرطة والجهات الحكومية الإسرائيلية، تسود حالة غموض بشأن مصير "مسيرة الأعلام" الاستفزازية، التي تنوي منظمات يهودية متطرفة تنفيذها يوم الخميس القادم في القدس الشرقية.
ونقلت الإذاعة العبرية الرسمية "كان" عن مصادر في الشرطة قولها إنه لا تمكن الموافقة على مسار وموعد المسيرة الحاليين بسبب إسهامهما المحتمل بالمس في الواقع الأمني، مضيفة "المسار الحالي والتاريخ الذي قدمته الجهات المنظمة للمسيرة لا يمكن قبوله، وفي حال قرر المنظمون تغيير المسار والموعد، فسنقوم بدراسة الطلب مجددا".
بالمقابل، نقلت الإذاعة خبرًا عن الجهات المنظمة للمسيرة بأنه تم إبلاغها من قبل الشرطة بإلغاء تنظيمها، لكنها نقلت أيضًا عن الشرطة الإسرائيلية بعد ذلك قولها: "لم نصدر تعليمات بإلغاء مسيرة الأعلام التي كانت مقررة الخميس القادم".
وقد كرس وزير الاستخبارات الليكودي إيلي كوهين الانطباع بأنه لم يصدر عن الجهات الرسمية قرارا نهائيا بشأن السماح بتنظيم المسيرة.
وفي مقابلة مع الإذاعة العبرية الرسمية "كان"، أضاف كوهين: "البيان الذي صدر بشأن إلغاء المسيرة لم يصدر عن جهات رسمية، وعندما يصدر عن الشرطة مثل هذا القرار، فإنه تتوجب على المستوى السياسي مناقشته".
من جهتها، وجهت قوى اليمين الإسرائيلي انتقادات حادة إلى قرار إلغاء المسيرة معتبرة إياه "خضوعًا" لحركة حماس، إذ اعتبر ميكي زوهر، رئيس كتلة الليكود البرلمانية، في تغريدة له عبر تويتر، قرار إلغاء المسيرة بأنه "خضوع للإرهاب".
أما رئيس حزب الحركة الصهيونية بتسلئيل سموتريتش فقد كتب على تويتر: "بينما نخوض جدلا حول طابع الحكومة التي سنشكلها، تبين أن يحيى السنوار هو الذي يدير الأمور في إسرائيل؛ وهذا يجلب العار والخجل (..) من حق الشعب الإسرائيلي أن تكون له قيادة قوية تستحق ثقة الشعب".
وكان السنوار قد حذّر، يوم السبت الماضي، إسرائيل من الاعتداء مجددًا على المسجد الأقصى، مضيفا أن "المقاومة ستحرق الأرض فوق رأس الاحتلال لو عاد لذلك".
واعتبر نائب الوزير الليكودي يوآف كيش قرار الإلغاء بأنه "سيئ وفضائحي"، مشيرا إلى أنه توجه إلى رئيس الحكومة لإلغاء قرار مفتش عام الشرطة.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أجرت مداولات على مدى الأيام القليلة الماضية، قبل إعلام منظميها برفض تنظيم مسيرة الأعلام.
بدوره، قال رئيس قسم التحقيقات في الشرطة دودو بواني، اليوم، خلال جلسة الخارجية والأمن: "نعيش حالة من التوتر الأمني، وبناءً على ذلك، قرر قائد الشرطة العام تأجيل المسيرة وإتاحتها في موعد محدد ستتم الموافقة عليه من قبل المستوى السياسي".
وكان من المقرر تنظيم المسيرة الشهر الماضي تزامناً مع الذكرى السنوية (بموجب التقويم العبري) لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، لكن جرى تأجيلها إثر العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي ظل التوتر الشديد الذي كان يسود مدينة القدس الشرقية وغيرها.
وأثار إعلان المنظمات الإسرائيلية المتطرفة نيتها تنظيم المسيرة مجدداً داخل القدس الشرقية المحتلة الخشية من إمكانية تسببها في اندلاع موجة جديدة من التوتر في المنطقة.