في وقت أكدت فيه مصادر دبلوماسية مطلعة لشبكة "سي أن أن" الأميركية، اليوم الجمعة، إحراز تقدم كبير في المفاوضات التي تجريها قطر لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس، مشيرة في الوقت نفسه إلى وجود بعض القضايا العالقة، نفت مصادر إسرائيلية وجود أي تقدم يُذكر، مؤكدةً أن كافة المبادرات لم تنضج بعد.
ونقل موقع "والاه" العبري عن مسؤولين إسرائيليين، اليوم الجمعة، قولهم إنه لا يوجد تقدّم في المفاوضات التي تتعلق بالأسرى والمحتجزين الموجودين في قطاع غزة.
وأضاف المسؤولون أن مختلف المبادرات التي طُرحت من قبل الوسطاء لم تنضج.
من جهتها، نقلت القناة الإسرائيلية "12" عن مصادر مصرية لم تسمّها، قولها إنّ "حركة حماس اقترحت إطلاق سراح أقل من 100 أسير مقابل وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام، تُبحث خلالها هدنة لفترة أطول".
وأضافت القناة، أن "الموقف الإسرائيلي أكثر تشدداً، حيث تصر إسرائيل على إطلاق سراح جميع الأسرى مقابل هدنة إنسانية لمدة أقصر بكثير".
وكانت شبكة "سي أن أن" الأميركية قد نقلت، في وقت سابق من اليوم، عن مصدر مطلع، قوله إنّ المفاوضات شهدت انفراجة، مضيفاً: "لا تزال هناك قضايا عالقة، لكن المحادثات مستمرة، وما زلنا متفائلين".
ونجحت الوساطة القطرية إلى الآن في الإفراج عن أربع محتجزات هن أميركيتان وإسرائيليتان. وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، يوم الثلاثاء الماضي، إنّ لدى المفاوضين القطريين "أملاً كبيراً بتحقيق عمليات إفراج أخرى"، بفضل مفاوضات يجرونها مع إسرائيل و"حماس".
واليوم الجمعة، عقد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اجتماعاً مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، التي تزور قطر حالياً.
وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء القطرية "قنا"، فإنّ الاجتماع استعرض آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، وسبل خفض التصعيد.
وأعرب آل ثاني، خلال الاجتماع، عن موقف دولة قطر الثابت من إدانة كافة أشكال استهداف المدنيين، مؤكداً أن قتل المدنيين الأبرياء، وخاصة النساء والأطفال، وممارسة سياسة العقاب الجماعي، أمر غير مقبول تحت أي ذريعة.
وشدد على رفض دولة قطر التام للقصف العشوائي على قطاع غزة، ومحاولات التهجير والنزوح القسري لشعبها المحاصر. كما أكد ضرورة تواصل دخول قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين العالقين تحت القصف.
وشدد على أهمية تنسيق الجهود الدولية والإقليمية من أجل وقف العدوان على غزة والعمل الجاد لتحقيق السلام العادل والشامل.
يأتي ذلك فيما قال وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي، في وقت سابق اليوم الجمعة، إنّ إطلاق سراح الأسرى لدى حركة حماس في قطاع غزة يمكن أن يتم خلال أيام إذا توقف القتال.
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، قد أعلنت، مساء أمس الخميس، أن عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي والمجازر المرتكبة في قطاع غزة بلغ 50 قتيلاً تقريباً منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.
وصباح اليوم، أعلن جيش الاحتلال أن عدد المحتجزين لدى "حماس" منذ السابع من أكتوبر يناهز 229.
وأضاف الخليفي أنّ المفاوضات صعبة للغاية، وأن الوسطاء يحققون تقدماً، منبهاً في الوقت نفسه إلى أن القصف اليومي يجعل المهمة أصعب. وتابع الخليفي، في مقابلة مع قناة سكاي نيوز البريطانية: "نحن بحاجة للوصول إلى فترة يمكننا فيها التحدث بشكل منطقي مع كلا الجانبين والتوصل إلى مبادرات إيجابية".
وشدد على أنّ هدف الوساطة هو إطلاق سراح جميع المحتجزين المدنيين، معرباً عن أمله في النجاح بإطلاق سراحهم في الأيام المقبلة، إلا أنه نبّه إلى أنّ أي تصعيد في القتال، بما في ذلك الهجوم البري الإسرائيلي المرتقب على غزة، سيعرّض فرص النجاح للخطر.
وكان قيادي في حركة حماس قد قال، اليوم الجمعة، إنه لا يمكن إطلاق سراح الأسرى الذين احتجزوا في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري قبل الاتفاق على وقف لإطلاق النار في غزة.
ونقلت صحيفة "كوميرسانت" الروسية عن عضو في وفد "حماس"، الذي يزور موسكو حالياً، أنّ الحركة تحتاج إلى وقت لتحديد مكان وجود جميع الأسرى.
ويتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أن شنت حركة حماس هجوماً على مستوطنات "غلاف غزة" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، تحت اسم "طوفان الأقصى".