عبّر بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس المحتلة، اليوم الإثنين، عن قلقهم العميق إزاء استمرار الحرب في غزة، مؤكدين الحاجة الملحة لإنهاء هذا الصراع الدموي والانتقال إلى تعزيز قيم الحياة والسلام.
جاءت هذه الدعوة - التي تضمنها بيان وقعه البطاركة - في سياق تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل مستمر في المنطقة، حيث لا تزال الآلاف من العائلات مشردة وغير قادرة على العودة إلى منازلها التي دمرت أو أصبحت غير صالحة للسكن، بينما يستمر ارتقاء مئات الضحايا بين قتيل وجريح نتيجة القصف العشوائي وتفاقم أزمة الجوع والعطش وانتشار الأمراض المعدية.
وأكد البيان أن الجهود الدولية والدعوات المتكررة إلى خفض مستوى العنف لم تجدِ نفعاً في تحسين الوضع على الأرض، مشيراً إلى أن المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار باتت تفتقر إلى الجدية، وتُستخدم أداةً لتحقيق مكاسب سياسية على حساب حياة الأبرياء واستقرار المنطقة.
وأشار البطاركة ورؤساء الكنائس إلى أن هذه المماطلات المستمرة، بالإضافة إلى التصرفات الاستفزازية، قد رفعت منسوب التوترات إلى حد ينذر باندلاع حرب إقليمية شاملة.
وفي ظل هذه التطورات الخطيرة، طالب البيان جميع القادة بالتجاوب مع دعواتهم ودعوات المجتمع الدولي، لا سيما قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735، الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى وعودة النازحين ومعالجة المرضى والجرحى وتخفيف معاناة المتضررين وإعادة إعمار المنشآت المدنية التي دمرتها الحرب.
وشدد البيان على أهمية استئناف المفاوضات الدبلوماسية من دون تأخير، بهدف معالجة المظالم التاريخية وإيجاد حل دائم وعادل يحقق السلام في المنطقة، من خلال تبني حل الدولتين وفقاً للشرعية الدولية.
وأعرب البطاركة ورؤساء الكنائس عن قلقهم الخاص تجاه رعاياهم، بما في ذلك الذين لجأوا إلى الكنائس والمستشفيات في غزة، مؤكدين التزامهم بتقديم الدعم لهم خلال هذه الفترة العصيبة وبعد انتهاء الحرب.
وناشد البيان القادة المسيحيين وأصحاب النوايا الحسنة حول العالم تعزيز رؤية الحياة والسلام في المنطقة التي أنهكتها الحرب، مستذكرين كلمات المسيح: "طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون". كما جددوا التزامهم بالعمل والصلاة معاً لتحقيق السلام بين جميع أبناء الله في هذه الأرض المقدسة.