كثفت روسيا قصف مناطق في شرق أوكرانيا، خصوصاً الواقعة خارج منطقة دونباس. بينما تنتظر كييف استقبال وزير الدفاع الألماني الجديد، بوريس بيستوريوس، قريباً، وسط استمرار مطالب أوكرانيا بالتزود بدبابات ثقيلة بأسرع وقت ممكن.
"العربي الجديد" يتابع تطورات الحرب الروسية على أوكرانيا أولاً بأول.
مسؤول روسي يحذّر الغرب من الدمار بسبب تسليح أوكرانيا
حذر رئيس البرلمان الروسي فياتشيسلاف فولودين، الأحد، من أن الدول التي تزود أوكرانيا بأسلحة أقوى تخاطر بتدمير نفسها، وهي رسالة تلت تعهدات جديدة بمركبات مدرعة وأنظمة دفاع جوي ومعدات أخرى، ولكن ليس الدبابات القتالية التي طلبتها كييف.
قال رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين: "إمدادات الأسلحة الهجومية لنظام كييف ستؤدي إلى كارثة عالمية. إذا زودت واشنطن وحلف شمال الأطلسي كييف بأسلحة يمكن استخدامها لضرب المدن السلمية والقيام بمحاولات للاستيلاء على أراضينا كما يهددون بذلك، فسيؤدي ذلك إلى انتقام بأسلحة أكثر قوة".
ألمانيا تنسق مع الحلفاء بشأن قرارات أسلحة أوكرانيا
قال المستشار الألماني أولاف شولتز، الواقع تحت ضغوط للسماح بإرسال دبابات ألمانية الصنع إلى أوكرانيا، اليوم الأحد، إن القرارات المستقبلية بشأن إرسال الأسلحة ستُتخذ بالتنسيق مع حلفاء، منهم الولايات المتحدة.
ولم تتوصل ألمانيا والحلفاء الغربيون، الأسبوع الماضي، إلى قرار بخصوص ما إذا كانت ألمانيا ستوافق على إرسال دبابات (ليوبارد 2) إلى أوكرانيا، أو السماح للدول الأخرى التي تملكها بإرسالها، على الرغم من مناشدة أوكرانيا إرسال دبابات حديثة لتعزيز جهودها الدفاعية.
وقال شولتز، حينما سُئل في مؤتمر صحافي خلال زيارة لباريس عن إرسال الدبابات إلى أوكرانيا، إن جميع شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا حتى الآن جرت بالتنسيق الوثيق مع الشركاء الغربيين. وأضاف "سنفعل ذلك في المستقبل".
نفت وزارة الدفاع الأوكرانية، الأحد، إبرامها عقودًا بأسعار مبالغ فيها لمنتجات غذائية مخصّصة للعسكريين، رافضة أي اتهام بالفساد في البلد الذي يشهد قضايا اختلاس متكررة.
يأتي النفي غداة تقارير لوسائل إعلام محليّة اتهمت وزارة الدفاع بإبرام عقود بأسعار "أعلى مرتين إلى ثلاث مرات" من أسعار السوق للمنتجات الغذائية الأساسية. وبحسب موقع "زاد إن.يو إيه" الإخباري، تناهز قيمة العقد الموقع لعام 2023 نحو 13 مليار هريفنيا، أي 350 مليون دولار بسعر الصرف الحالي.
وردّت وزارة الدفاع الأوكرانية بأنها "تشتري المنتجات المعنيّة وفق الاجراءات المنصوص عليها في القانون"، معتبرة أن التقارير الإعلامية "خاطئة". وأضافت الوزارة أن التقارير "نشرت بقصد التلاعب".
وأشارت إلى "إعداد وثائق" بهدف فتح تحقيق في "نشر" هذه المعلومات "المضللة" التي "تضر بمصالح الدفاع أثناء فترة استثنائية". وشددت وزارة الدفاع الأوكرانية على "مبدأ عدم التسامح مطلقا مع الفساد"، مؤكدة أن "عمليات رقابة تجرى" بشأن العقود المبرمة.
كما أعلنت إجراء "تدقيق داخلي" و"اجتماع طارئ" برئاسة وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف من المقرر عقده الإثنين، من أجل تسليط الضوء "على الإجراءات وملابسات شراء المواد الغذائية للعسكريين لعام 2023".
وتعهدت الوزارة الأوكرانية في بيانها أنه "في حال الكشف عن انتهاكات في أنشطة مسؤولي وزارة الدفاع، فإنهم سيتحملون المسؤولية وفق القانون المعمول به".
يتقدّم الجيش الروسي باتجاه بلدتَين في منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا، حيث اشتدت الاشتباكات مع قوات كييف هذا الأسبوع، على ما أفاد الأحد فلاديمير روغوف، أحد قادة سلطات الاحتلال المحلية التي شكلتها موسكو.
وقال روغوف لوكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، إن "الجبهة متحركة خصوصا في اتجاهين: أوريخيف وغوليايبول".
وتقع هاتان البلدتان اللتان كانت كل منهما تضم قبل الحرب حوالي 15 ألف نسمة، تواليا على مسافة 65 كيلومترا و100 كيلومتر جنوب شرق زابوريجيا، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه وتسيطر عليها القوات الأوكرانية.
وبحسب روغوف، فإن "المبادرة في أيدينا" والقتال مستمر في هذه المناطق. واكتفى الجيش الأوكراني في تقريره الصباحي بالقول إنه "تم استهداف أكثر من 15 بلدة بالمدفعية الروسية" في منطقة زابوريجيا السبت.
والسبت، أكّد الجيش الروسي أنه نفذ "عمليات هجومية" في هذه المنطقة و"سيطرت وحدات المنطقة العسكرية الشرقية على خطوط ومواقع متقدمة أكثر".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أفاد روغوف بأن "حدّة العمليات العسكرية ازدادت بشدّة باتجاه زابوريجيا".
حليف لبوتين: إمداد الغرب أوكرانيا بأسلحة جديدة سيؤدي إلى كارثة عالمية
قال حليف مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، إن إمداد كييف بأسلحة هجومية من شأنها تهديد الأراضي الروسية سيؤدي إلى كارثة عالمية ويجعل الحجج المناهضة لاستخدام أسلحة الدمار الشامل واهية.
وحذر فياتشيسلاف فولودين رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) من أن دعم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لأوكرانيا سيقود العالم إلى "حرب مروعة".
وكتب على تطبيق "تليغرام": "إذا قدمت واشنطن ودول حلف شمال الأطلسي أسلحة ستستخدم لضرب مدن ومحاولة الاستيلاء على أراضينا... فسيؤدي ذلك إلى إجراءات انتقامية باستخدام أسلحة أكثر قوة".
وأضاف: "الحجج التي تساق بشأن عدم استخدام القوى النووية من قبل لأسلحة دمار شامل في صراعات محلية ستكون واهية. لأن هذه الدول لم تواجه من قبل وضعا كان فيه ثمة تهديد لأمن مواطنيها وسلامة أراضيها".
رئيس مجلس النواب الروسي فياتشيسلاف فولودين (Getty)
قال مسؤولون من منطقتي زابوريجيا وسومي الأوكرانيتين، إن روسيا كثفت قصفها لمناطق واقعة بشرق أوكرانيا خارج خط المواجهة الرئيسي في منطقة دونباس الصناعية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن هجوماً شنته في الآونة الأخيرة جعل قواتها تحتل مواقع مميزة بشكل أكبر على طول خط جبهة زابوريجيا، وهو ما وصفه مسؤولون عسكريون أوكرانيون بأنه مبالغة.
ومنذ شنّ أوكرانيا هجوماً مضاداً جريئاً في أواخر أغسطس/ آب ، تركز القتال في دونباس التي تشمل معظم مناطق لوغانسك ودونيتسك التي تسيطر عليها روسيا جزئياً، والتي تقول موسكو إنها ضمتها.
وقال مسؤولون ومحللون إن الهجمات الروسية تستهدف زيادة العبء على دفاعات أوكرانيا ومنع كييف من استعادة الأراضي.
وقال أولكسندر ستاروخ، حاكم منطقة زابوريجيا في جنوب شرق أوكرانيا، على "تلغرام": "إن روسيا قصفت المنطقة 166 مرة خلال اليوم، مع استهداف 113 هجوماً مناطق مأهولة، ما أدى إلى مقتل مدني". وتقول روسيا إنها لا تستهدف المدنيين.
وقال دميترو تشيفيتسكي، حاكم منطقة سومي، على "تلغرام": "إن القوات الروسية شنت 115 هجوماً في المنطقة المتاخمة لروسيا في شمال شرق أوكرانيا". وأضاف أن شاباً عمره 17 عاماً أصيب، ودُمر عدد من المنازل ومنشآت للبنية التحتية.
دول البلطيق تدعو ألمانيا لتزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد
دعت دول البلطيق الثلاث، لاتفيا وإستونيا وليتوانيا، السبت، ألمانيا لتزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد 2.
وقال وزير الخارجية اللاتفي، إدغار رينكوفيس، عبر تويتر: "نحن وزراء خارجية لاتفيا وإستونيا وليتوانيا ندعو ألمانيا لتزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد الآن".
وأضاف ان كييف بحاجة لهذا النوع من الدبابات "لوقف العدوان الروسي، ومساعدتها في استعادة السلام في أوروبا بسرعة". وتابع: "ألمانيا باعتبارها القوة الأوروبية الرئيسية تتحمل مسؤولية خاصة في هذا الصدد".
بدورهما، قام وزيرا خارجية إستونيا، أرماس رينسالو، وليتوانيا غابريليوس لاندسبيرجيس بكتابة ذات كلمات نظيرهم اللاتفي على تويتر.
والجمعة، تعهد حلفاء أوكرانيا بتقديم مزيد من الدعم العسكري لها، إلا أنهم فشلوا في تسوية الانقسامات بشأن إرسال دبابات قتالية إلى الدولة المحاصرة خلال اجتماع رفيع المستوى في قاعدة "رامشتاين" الجوية بألمانيا.
قال وزير الدفاع الألماني الجديد، بوريس بيستوريوس، إنه يعتزم زيارة أوكرانيا قريباً، في الوقت الذي تواجه فيه برلين ضغوطاً للسماح بتزويد كييف بدبابات ألمانية الصنع.
وقال بيستوريوس لصحيفة "فيلت إم زونتاغ" الألمانية في مقابلة نُشرت اليوم الأحد: "الأمر المؤكد أنني سأسافر إلى أوكرانيا بسرعة. ربما حتى خلال الأسابيع الأربعة المقبلة".
ولم تتوصل ألمانيا والحلفاء الغربيون يوم الجمعة إلى قرار بشأن ما إذا كانت ألمانيا ستوافق على إرسال دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا أو تسمح للدول الأخرى التي تملك هذه الدبابات بالقيام بذلك، على الرغم من مناشدات أوكرانيا تزويدها بدبابات حديثة لتعزيز جهودها الدفاعية.
ورداً على سؤال عن الدبابات، قال بيستوريوس الذي أصبح وزيراً للدفاع الأسبوع الماضي: "نجري حواراً دقيقاً للغاية مع شركائنا الدوليين، أولاً وقبل كل شيء مع الولايات المتحدة، بشأن هذه المسألة".
وقالت مصادر ألمانية لرويترز إنها ستسمح بإرسال دبابات ألمانية الصنع إلى أوكرانيا للمساعدة في دفاعها ضد روسيا إذا وافقت الولايات المتحدة على إرسال دبابات من عندها. ولكن مسؤولين أميركيين قالوا إن إدارة الرئيس جو بايدن ليست مستعدة لإرسال دباباتها، بما في ذلك دبابات إم 1 أبرامز.