تظاهرات ليلية في طهران والأمم المتحدة تطالب بتجنب القوة "غير الضرورية" خلال الاحتجاجات

24 سبتمبر 2022
حثّت الأمم المتحدة الجميع على ضبط النفس لتجنّب التصعيد (فرانس برس)
+ الخط -

طالب أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الجمعة، قوات الأمن الإيرانية بالإحجام عن استخدام القوة "غير الضرورية أو غير المتناسبة" خلال الاحتجاجات المناوئة للحكومة التي أشعلتها وفاة امرأة احتجزتها الشرطة.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريس، إن الأمين العام للأمم المتحدة حثّ الجميع أيضاً على ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد.

وقال دوجاريك للصحافيين في نيويورك: "نحن قلقون إزاء التقارير عن مواجهة الاحتجاجات السلمية بالاستخدام المفرط للقوة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى".

وأضاف: "نناشد السلطات مجدداً احترام الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي". وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن غوتيريس ناقش قضايا حقوق الإنسان مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الخميس خلال اجتماع بينهما على هامش الاجتماعات السنوية لزعماء العالم في الأمم المتحدة.

والإيرانيون غاضبون بسبب وفاة مهسا أميني (22 عاماً) في الأسبوع الماضي بعد أن ألقت شرطة الأخلاق القبض عليها لارتدائها "زياً غير مناسب".

وقال دوجاريك إن غوتيريس طالب بإجراء "تحقيق عاجل ونزيه وفعال من قبل سلطة مستقلة تتمتع بالكفاءة".

وحثت الأمم المتحدة أيضاً السلطات الإيرانية على احترام حقوق النساء وتطبيق إجراءات فعالة لحمايتهن من الانتهاكات الأخرى لحقوق الإنسان.

وخرجت مظاهرات مؤيدة للحكومة نظمتها الدولة في عدد من المدن الإيرانية يوم الجمعة للرد على الاحتجاجات المناوئة للحكومة في أنحاء البلاد. وطالب مشاركون في المسيرات التي نظمتها الدولة بإعدام المحتجين الذين وصفوهم "بمثيري الشغب".

تظاهرات ليلية والسلطات تقرّ بارتفاع حصيلة القتلى إلى 35

إلى ذلك، خرجت تظاهرات غاضبة جديدة، مساء الجمعة، في طهران. وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، رجلاً يرتدي زياً عسكرياً يطلق النار على متظاهرين لم يُحدَّد عددهم حتى الآن، في منطقة شهر ري في جنوب العاصمة الإيرانية.

وتُظهر لقطات أخرى محتجين يركضون أمام فندق بارك رويال في شمال طهران، في شارع شهد فوضى وإشعال حرائق. وسُمع دوي ما لا يقل عن ثماني طلقات لم يُحدد مصدرها.

وقتل 35 شخصا على الأقل في الاحتجاجات التي اندلعت منذ أكثر من أسبوع في إيران، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.

وقالت وكالة "بورنا" للأنباء المرتبطة بوزارة الرياضة في وقت متأخر الجمعة نقلا عن التلفزيون الرسمي، إن "عدد الأشخاص الذين قتلوا في أعمال الشغب الأخيرة في البلاد ارتفع إلى 35".

من جانبها، أفادت منظمة "هيومن رايتس إيران" التي مقرها في النرويج، الجمعة، بمقتل ما لا يقل عن 50 شخصاً في الاحتجاجات.

وذكر ناشطون ووسائل إعلام أن متظاهرين اشتبكوا في مدن إيرانية عدة مع قوات الأمن وأحرقوا سيارات للشرطة ورددوا شعارات معارضة للحكومة.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الشرطة اعتقلت عدداً غير محدد من الأشخاص، بينهم الناشط ماجد توكلي، والصحافي نيلوفر حميدي، بحسب ما أفاد مقربون منهما.

وقال مركز حقوق الإنسان في إيران الذي مقره في نيويورك إن الحكومة ردّت على المتظاهرين يوم الجمعة بـ"الذخيرة الحية والمسدسات والغاز المسيل للدموع، وفق أشرطة فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيها أشخاص ينزفون بغزارة".

ولا تزال خدمات الإنترنت والاتصالات شبه مقطوعة عن البلاد منذ يومين، وعطلت منذ الأربعاء خدمات "واتساب" و"إنستغرام".

من جهتها، أعلنت واشنطن الجمعة رفع بعض القيود المفروضة على التجارة مع إيران من أجل السماح "لشركات التكنولوجيا بتزويد الشعب الإيراني بمزيد من الخيارات لمنصات وخدمات خارجية آمنة".

جاء ذلك بعد أيام من إعلان مالك شركة "سبايس إكس" إيلون ماسك، أنه يعتزم طلب إعفاء من العقوبات المفروضة على إيران من الإدارة الأميركية من أجل تقديم خدمات الاتصال بالإنترنت في الجمهورية الإسلامية عبر أقمار ستارلينك الاصطناعية.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون