شهدت مدينة درعا، مساء اليوم السبت، تظاهرة رفع فيها المتظاهرون أعلام الثورة السورية وطالبوا برحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأفاد الناشط الإعلامي هاني عزّام، لـ"العربي الجديد"، بأن التظاهرة جرت في ساحة الجامع العمري في درعا البلد، حيث تجمع العشرات من أبناء المدينة في ساحة الجامع، ورددوا شعارات "الشعب يريد إسقاط النظام"، مضيفاً أنّ المحافظة شهدت "عدة تظاهرات مناهضة للنظام السوري خلال الأيام الماضية، خاصة في مدن نوى وإنخل ودرعا البلد".
وتابع عزّام أن "الدعوات تتجدّد للخروج في تظاهرات ضد النظام السوري في عموم محافظة درعا. وشهدت مدن وبلدات المزيريب وجاسم وطفس وبصرى الشام والصنمين سابقاً تظاهرات ضد النظام، لكن في الوقت الحالي كانت التظاهرات بأعداد قليلة مقارنة بأعداد المتظاهرين في السابق".
وفي نوى بريف درعا الغربي، يستمر الإضراب والعصيان المدني، لليوم الثالث على التوالي.
وفي مناطق متفرقة من المحافظة، رفعت خلال اليومين الماضيين أعلام الثورة السورية، وشعاراتها. وندد المحتجون بسياسة النظام وانتهاكاته المستمرة وطالبوا بالتغيير السياسي والإفراج عن المعتقلين، تزامناً مع استمرار الاحتجاجات بمناطق من محافظة السويداء المجاورة لها.
وتعتبر محافظة درعا مهد الثّورة السورية، وسيطرت فصائل المعارضة المسلّحة على معظم أرجائها منذ نهاية عام 2011 بعد مواجهات مع قوات النظام. لكن الظروف الدولية والتدخل الروسي إلى جانب النظام بدّلا خرائط السيطرة، لا سيما بعد حملة شرسة قادها الروس والنظام ضد المحافظة مطلع عام 2018 باستخدام شتى أنواع الأسلحة، ما جعل المعارضة ترضى باتفاق التسوية في صيف العام ذاته تحت إشراف روسي، فتقرر سحب السلاح الثقيل وحلّ الفصائل وإبقاء السلاح الخفيف مع العناصر.
وفي وقت سابق اليوم السبت، تجددت احتجاجات أهالي قرى وبلدات محافظة السويداء جنوبي سورية، ضد قرارات رفع أسعار المشتقات النفطية التي أصدرتها سلطات النظام، وألقت بظلالها بشكل فوري على سير عجلة الحياة الاقتصادية في البلاد.
وأغلق المحتجون في قرى وبلدات عدة من المحافظة الطرق العامة والأوتوستراد الرابط بين دمشق والسويداء. وفي قرية المجدل في الريف الغربي للمحافظة عبّر الأهالي عن احتجاجهم بإغلاق مقري المجلس البلدي وفرقة "حزب البعث".
وفي السياق، وجّه الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في السويداء، الشيخ حكمت الهجري، في بيان له تداولته بعض المواقع المحلية، التحية والسلام إلى أبناء الطائفة وإلى "الشعب السوري من حوران إلى الجزيرة"، معبراً عن تقديره "للصبر والجلد الذي أبداه الشعب في مواجهة التحديات المتلاحقة". مؤكداً أن "الصمت لا يعني الرضى".
وعبّر الهجري في رسالته عن "قلقه العميق إزاء الأوضاع الحالية"، داعياً إلى "التحرك من أجل تحقيق التغيير وتحقيق العدالة".
وأضاف: "فقد طاولت التصرفات والإجراءات لقمة العيش، فآن الأوان لقمع مسببي هذه الفتن والمحن ومصدري القرارات الجائرة المجحفة الهدّامة، ونقتلع من أرضنا كل غريب وكل مسيء، وكل حارق مارق قبل أن يسرق أموالنا من موقعه".
وقال البيان: "أصبحنا أمام غرباء استباحوا مقدراتنا وخيراتنا بطرق مشكوك بأمرها، وخلت المواقع من الصادقين بالتعامل مع كل تلك المحن، فكان في مواقع المسؤولية أشخاص موتورون يتصرفون بالسوء والجباية والتخريب بقرارات مخالفة للأصول والدستور، تصدر في الظلام لتصدم الشعب وتنتهك مقدراته وتقضي على آمال العيش الهانئ والكريم".
ودعا البيان، بحسب موقع السويداء 24، إلى "العمل بروح الوطنية والمصلحة العامة"، مطالباً بوقف "التصرفات الضارة وتحقيق العدالة وإعادة الاستقرار للبلاد. وأكد أن هذه المساعي هي التي "ستقود إلى بناء مستقبل أفضل لسورية وشعبها".
وأشاد البيان بدور "الدول والمنظمات الداعمة التي لا تزال تقف إلى جانب الشعب السوري وتسعى لتخفيف معاناته". وشكر "الدول العربية ودول الخليج والمنظمات الدولية والدول التي آوت شعبنا وقدمت لهم العون". غير أنه تساءل "أين بقية الدول الصديقة والضامنة لهذا الشعب الذي يشهد محنة عميقة".