على وقع الغارات الجوية الأردنية، فجر اليوم الثلاثاء، على مواقع متهمين بتجارة وتهريب المخدرات عبر الحدود الجنوبية السورية باتجاه الأردن، خرجت تظاهرة حاشدة صباح اليوم الثلاثاء من أمام كلية التربية وسط مدينة السويداء، جنوبي سورية، وصولاً إلى ساحة الكرامة عبر شوارع المدينة. وطالب المتظاهرون بإسقاط النظام، مؤكدين على وحدة سورية أرضاً وشعباً، وتطبيق الحل الدولي عبر القرار 2254.
اللافت في تظاهرة اليوم التي دعا إليها تجمع المهنيين الأحرار، خلوها من الرايات والأعلام وتشديدها بالهتافات والأناشيد على وحدة الشعب والجغرافية السورية. وأتت هذه التظاهرة كرد واضح من غالبية الحراك الشعبي على بعض التيارات التي دعت خلال الأسبوعين السابقين، إلى مشاريع تحاكي مشروع "الإدارة الذاتية" في مناطق شرق الفرات.
الغارات الأردنية في السويداء
وأغار الطيران الأردني في الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء، على عدة مواقع سكنية في السويداء. وأدى القصف إلى مقتل عطالله الرمثان وزوجته مرضية الرمثان في بلدة الشعاب، جنوب شرقي السويداء، كذلك أدى لمقتل عصام خير في مزرعته الكائنة بين قريتي ملح والشعاب.
منيف رشيد: مجموعات وفصائل محلية بالسويداء تلاحق تجار المخدرات
وفي استهداف آخر، أصابت القذائف الصاروخية حظيرة بجانب منزل في بلدة عرمان يملكه فارس صيموعة، أحد المتهمين بتجارة المخدرات، المقرب من ناصر السعدي، قائد أحد الفصائل التابعة للأمن العسكري، الذي نجا من قصف سابق طاول أحد المنازل المجاورة لمنزله في مدينة صلخد، وراح ضحيته أحد المواطنين.
موقع "الراصد" المحلي أشار إلى أن المستهدف فارس صيموعة قد غادر وعائلته المنزل قبل القصف الجوي بوقت قصير. وعرض الموقع صوراً لآثار القصف الذي طاول حظيرة حيوانات ومستودعات بجانب المنزل. كذلك أشار الموقع إلى العلاقة التي تربط صيموعة بالسعدي والتهم التي تطاولهما بتجارة المخدرات.
الناشط المدني منيف رشيد، أشار إلى أن مجموعات وفصائل محلية تتبع لحركة رجال الكرامة وتجمع أبناء الجبل، لاحقت عدداً كبيراً من تجار ومروجي المخدرات ضمن المدينة وفي بعض البلدات. وكانت المجموعات قد ألقت القبض قبل أيام على أحد المروجين الكبار من آل سليقة، ونشرت شريط فيديو يوثق اعترافاته التي طاولت العديد من المروجين الصغار.
حامد صبرا: سلاح الجو الأردني يتعامل مع أهلنا من دون تفريق بين متهم وبريء
وأفاد مصدر "العربي الجديد"، بإلقاء القبض قبل يومين على أحد التجار الكبار من آل الشعشاع، إثر مداهمة المجموعات المحلية منزله الكائن قرب مبنى كلية التربية وسط مدينة السويداء. وأضاف المصدر أن هذه الفصائل تجمع معلومات موسعة عن التجار والمروجين الأكثر تأثيراً من خلال المعلومات المسربة من الأهالي والاعترافات من الموقوفين لديها، ثم تقوم بمداهمات يومية بالاتفاق مع بعض الأهالي والجيران، بشكل لا تضطر فيه لإطلاق النيران أو تخويف وإرهاب السكان. وتحاول هذه المجموعات قطع طرق الإمداد باعتقال كبار تجار المخدرات منهم وتحويلهم للقضاء، وفي نفس الوقت ردع الصغار منهم.
وحول التطورات الأخيرة، خصوصاً القصف الأردني في الجنوب السوري، اعتبر أحد سكان السويداء، حامد صبرا في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن لا أحد ينكر على الجانب الأردني حقه في حماية أراضيه من تجار المخدرات والسلاح، ولكن المؤسف أن سلاح الجو الأردني يتعامل مع أهلنا من دون تفريق بين متهم وبريء وامرأة وطفل، تماماً كما تتعامل السلطات السورية.
مقتل مدنيين بالغارات الأردنية
وأوضح صبرا أن الغارات الجوية الأربع أدت إلى مقتل 6 أطفال و4 مدنيين و4 متهمين، بالإضافة إلى دمار عدة منازل تعود لمواطنين أبرياء. وأضاف أنه في الوقت نفسه، يلاحظ هروب الأشخاص الأكثر استهدافاً من المواقع قبل القصف بدقائق، وفي هذا الكثير من الشك حول أهداف القصف الجوي الأردني.
ورأى صبرا أن الجانب الأردني حصل على المعلومات المناسبة من الأسرى لديه حول أسماء وأماكن التجار، وهذا ما يزيد الشك في ماهية الغارات الجوية وأهدافها. وقال إن العديد من سكان مناطق الجنوب السوري يرون في الغارات الأردنية مقدمة لعمل عسكري، تحت ذريعة القضاء على تجارة المخدرات وحماية الأردن. وما يزيد الشكوك هو إحجام سلطات النظام السوري عن الإدلاء بأي تصريح أو موقف يعبر عن سيادتها لهذه البلاد.