جدد الجيش التركي قصفه على مواقع لقوات سورية الديمقراطية (قسد)، شمالي سورية، وعزز مواقعه في إدلب تزامنا مع تشديد "قسد" حملات التجنيد الإجباري وملاحقة الكهول والشبان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فيما تظاهر العشرات من أهالي قرية تنورية، شرقي مدينة القامشلي، الثلاثاء، احتجاجاً على مقتل طفل متأثراً بجراح أصيب بها نتيجة دهسه من سيارة تتبع لمجموعة من "قسد".
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن الجيش التركي جدد قصفه المدفعي، مساء الإثنين، على مواقع لـ"قسد" في ريف حلب الشمالي، وتحديداً على محاور قرى مياسة وأم الحوش وتل قراح. من جانبها، ذكرت وكالة "هاوار" الإعلامية المقربة من "قسد" أن القصف أدى إلى إصابة امرأة في قرية مياسة.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن قصفاً تركياً استهدف مساء أمس موقعا لـ"قسد" في قرية الصفاوية بريف الرقة الشمالي، أدى إلى إصابة عنصرين بجروح وأضرار مادية في الموقع.
في المقابل، نشرت "قسد" راجمات صواريخ في محاور تل أبيض على خطوط التماس مع مناطق النفوذ التركي، شمال غربي الرقة، وقامت بنشر عشرات الحواجز على الطرقات بهدف ملاحقة الشبان والكهول لتجنيدهم إجباريا للقتال في صفوفها.
وأوضحت المصادر أن المليشيات رفعت سن التجنيد الإجباري في صفوفها إلى 40 عاما، وعلقت تسريح المجندين سابقا وقررت الاحتفاظ بهم لمواجهة العملية العسكرية التركية المرتقبة ضدها.
ونشرت "قسد" عشرات الحواجز في دير الزور أيضا للسبب ذاته، وتزامن ذلك مع تسيير الجيش الأميركي دورية في المنطقة الممتدة بين قرية الحوايج ومدينة البصيرة، وهي دورية اعتيادية تقوم بها القوات الأميركية في إطار مكافحة تنظيم "داعش".
وفي شأن متصل، ذكرت صحيفة الوطن التابعة للنظام السوري أن وزير خارجية الأخير سيلتقي نظيره الإيراني، غدا الأربعاء، في طهران للبحث في العلاقات الثنائية ونتائج قمة "أستانا".
وأضافت، نقلاً عن مصدر إيراني في دمشق، أن قضية التصعيد التركي في الشمال السوري ستكون على سلم الأولويات بين المواضيع التي ستبحثها قمة قادة "أستانا"، مشيرة إلى أن زيارة فيصل المقداد لها علاقة مباشرة بما يتم الحديث عنه أو الاتفاق حوله خلال القمة الثلاثية بين روسيا وإيران وتركيا.
وقال المصدر: "بما أن تركيا قلقة من الوجود الكردي في شمال سورية، فمن الممكن للروس والإيرانيين إعطاء تطمينات أو ضمانات كهذه".
وذكرت الصحيفة أن قوات النظام وضعت، أمس، اللمسات الأخيرة على خطوط تماس الجبهات المرشحة لأي هجوم تركي محتمل، بعدما أنهى النظام رفد قواته بالقرب منها بتعزيزات إضافية من عديده وعتاده ووسع رقعة انتشاره على طول الجبهات، وخصوصاً تل رفعت ومنبج.
تعزيزات تركية
قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، في شمال غربي سورية إن الجيش التركي أدخل، الليلة الماضية، رتلاً عسكرياً إلى قواعده المنتشرة في إدلب، مضيفة أن الرتل دخل من معبر كفرلوسين ويضم أسلحة ثقيلة جرى نشرها على نقاط التماس التي تشرف على تجمعات قوات النظام في كفرنبل وحزارين وبسقلا بجبل الزاوية، جنوبي إدلب.
يُذكر أن تركيا تنشر عشرات النقاط العسكرية في محيط إدلب وعززتها مراراً بأسلحة ثقيلة، وتعرضت في أكثر من مرة لعمليات قصف من قوات النظام السوري أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف الجيش التركي.
من جانب آخر، تحدثت شبكة "فرات بوست" المحلية عن مقتل عناصر من قوات النظام السوري جراء انفجار لغم بهم في بادية دير الزور الجنوبية خلال مشاركتهم في عملية تمشيط ضد خلايا تنظيم "داعش".
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن طائرتين حربيتين روسيتين أقلعتا، صباح الثلاثاء، من مطار الشعيرات في ريف حمص الجنوبي الشرقي، ونفذتا عدة غارات جوية على أهداف في البادية الممتدة بين الرقة وحلب، مرجحة أن الأهداف كانت تحركات أو مواقع لخلايا تنظيم "داعش".
تظاهرة ضد "قسد" قرب القامشلي
في شأن آخر، تظاهر العشرات من أهالي قرية تنورية، شرقي مدينة القامشلي، في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، شرقي سورية، الثلاثاء، احتجاجاً على مقتل طفل متأثراً بجراح أصيب بها نتيجة دهسه من سيارة تتبع لمجموعة من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي تسيطر على القرية.
وقال محمد الخلف، وهو من أهالي قرية تنورية التي شهدت الاحتجاجات لـ"العربي الجديد"، إن "أهالي القرية خرجوا في تظاهرة على طريق القامشلي ـ رميلان، وأحرقوا إطارات وقطعوه بالحجارة، وطالبوا بتسليم المتسبب بوفاة الطفل، الذي دهسته سيارة، الإثنين، وتوفي الثلاثاء".
وأوضح أن قوات من "قسد" حاولت إنهاء التظاهرة، إلا أن المحتجين رفضوا الامتثال لطلبات العسكريين، ورشقوا سياراتهم بالحجارة، واتهموا "قسد" بـ"الاستهتار بحياة السكان في مناطق سيطرتها".
وأشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تدهس فيها سيارات "قسد" مدنيين في القرية، إذ شهد هذا العام ثلاثة حوادث مشابهة، تسبب أحدها بمقتل طفل وآخر بمقتل سيدة.
وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد"، شمال وشمال شرقي سورية، حوادث دهس متكررة بسبب السرعة الزائدة من قبل السيارات العسكرية التي تتبع لـ"قسد" وتركيا وروسيا.
وفي وقت سابق من العام الجاري، دفعت القوات العسكرية الروسية ديّة لإحدى عشائر ريف دير الزور الشرقي بوساطة من أحد شيوخ عشيرة البكارة المدعو نواف البشير بعد مقتل امرأة إثر حادث مروري تسبّبت به عربة روسية.
وفي سياق منفصل، قتل طفل في محافظة الرقة، وأصيب أربعة آخرون، بينهم أطفال ونساء، بجراح في محافظتي دير الزور والحسكة، نتيجة إطلاق نار عشوائي من قبل محتفلين بصدور نتائج التعليم الأساسي.