تعاظمت الخلافات بين قيادة شرطة الاحتلال ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، على خلفية الموقف من مخططات الأخير القمعية تجاه الفلسطينيين في شرق القدس.
ورفض المفتش العام لشرطة الاحتلال كوبي شبتاي، دعوات له بالاستقالة أطلقها قادة في حركة "المنعة اليهودية"، التي يتزعمها بن غفير، في أعقاب تعبيره عن رفضه بعض مخططات وزير الأمن القومي للتعاطي مع الفلسطينيين في شرق القدس.
وفي مقابلة أجرتها معه الليلة الماضية قناة "12"، قال شفتاي إنه لا ينوي الاستقالة، مشدداً على أنه لا يمكن تجاهل رأيه الشخصي ورأي قائد الشرطة في القدس في كل ما يتعلق بالعمليات الأمنية في شرق القدس.
وكان النائب عن حركة "المنعة اليهودية"، تسفيكا فوجل، قد دعا شفتاي أمس إلى الاستقالة، إن لم يوافق على الأوامر التي يصدرها بن غفير.
وفي السياق، ذكرت قناة التلفزة الرسمية "كان" الليلة الماضية أن شبتاي أبلغ بن غفير أنه يعارض الحملة التي أمر بتنفيذها في شرق القدس المحتلة، في أعقاب سلسلة عمليات المقاومة الأخيرة، رغم أنه نفذها بناءً على أوامره.
ولفتت القناة إلى أن قادة كل من الشرطة وبقية الأجهزة الأمنية أوضحوا للمستوى السياسي خطورة الاستجابة لطلب بن غفير بإخضاع قوات حرس الحدود العاملة في الضفة الغربية له، محذرين من أن الاستجابة لهذا الطلب تعني تعدد القيادات ومصادر التعليمات التي تصدر لقوات الاحتلال المسؤولة عن تنفيذ العمليات في الضفة الغربية.
ولفتت القناة إلى أن شفتاي استمد التشجيع في إعلان اعتراضه على تعليمات بن غفير من مواقف قادة الأجهزة الأمنية الأخرى، الذين حذروا الأربعاء الماضي من خطورة الخطوات التي أقدم عليها بن غفير ودورها المحتمل في تفجير الأوضاع.
وأشارت القناة إلى قيادات كبيرة في شرطة الاحتلال حذرت بن غفير من دور تحريضه وتصريحاته الإعلامية في تأجيج الأوضاع الأمنية في القدس.
ونقلت قناة التلفزة الرسمية الإسرائيلية "كان" عن القيادات قولها إن قيادات الشرطة أوضحت لبن غفير أن تصريحاته الإعلامية وصداها بشكل خاص يمكن أن تفضي إلى توفير بيئة تصعيد؛ ولا سيما إعلانه تنفيذ حملة "السور الواقي 2" في القدس.
من ناحيته، انتقد الناطق السابق بلسان جيش الاحتلال، روني ملنيس، سلوك الوزراء الذين يمثلون اليمين الديني في حكومة نتنياهو، محذراً من أن ممارساتهم يمكن أن تفضي إلى تفجر الأوضاع الأمنية بشكل غير مسبوق.
وخلال مشاركته، في برنامج حواري بثته قناة "كان" الليلة الماضية، لفت ملنيس إلى أن حلول شهر رمضان المبارك والأعياد اليهودية سيجعل الفترة القريبة بالغة الحساسية، ما يزيد من فرص اندلاع مواجهة على نطاق واسع.
وأشار إلى أن الأوضاع في القدس بشكل خاص يمكن أن تفضي إلى زيادة فرص الانفجار، ولا سيما أنها يمكن أن تدفع حركات المقاومة في قطاع غزة إلى إطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي.
واعتبر ملنيس أن الواقع أثبت أن الوزراء الذين يمثلون اليمين الديني تنقصهم الخبرة، ما يزيد من إسهام قراراتهم في تفجير الأوضاع، لافتاً إلى أن الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون اليهود في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين وضد قوات الاحتلال تظهر أن حالة من الفوضى باتت تسود المنطقة.