للأسبوع الثاني على التوالي تواصل القوات العراقية عمليات تعزيز أمن الحدود الغربية مع سورية ضمن محافظة الأنبار وأجزاء من محافظة نينوى، تضمنت نشر وحدات واستبدال أخرى ونصب أبراج وكاميرات مراقبة وحفر خنادق جديدة، في حملة هي الثانية من نوعها خلال هذا العام.
وبحسب مصادر عسكرية عراقية في بغداد، فإن حملة التأمين الجديدة للحدود تأتي بعد تكرار عمليات تسلل لمسلحين بتنظيم "داعش"، خلال الأسابيع الماضية، استغلوا أيام الضباب وانخفاض مستويات الرؤية في المنطقة الحدودية وقدموا من داخل الأراضي السورية من مناطق تسيطر عليها قوات النظام ومليشيات حليفة لها.
وأكدت المصادر ذاتها لـ"العربي الجديد" أن الإجراءات الجديدة تضمنت نشر وحدات جديدة من الجيش وحرس الحدود وحفر خنادق بأطوال متفاوتة، ونصب أبراج مراقبة وكاميرات ليلية، فضلاً عن أسلاك شائكة وعلامات تحذيرية باستخدام القوة المميتة حال اجتياز الحدود.
وأمس السبت قال متحدث عسكري عراقي إن "عمليات تحصين الحدود مستمرة وآتت نتائجها المرجوة"، ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي تأكيده استمرار عمليات تحصين الحدود وسد الثغرات بحسب توجيهات حكومية، مضيفاً أن "الكاميرات الحرارية والأبراج، أثبتت فعاليتها من خلال مراقبة وتتبع الإرهابيين، ومكنت القوات الأمنية من أن تتابع وتلاحق التنظيمات الإرهابية وطرق إمدادها وعملية تسللها"، بحسب قوله.
وأشار إلى أن "العمليات المشتركة تقوم الآن بجهد كبير في مجال الجهد الهندسي عبر حفر خندق بعرض 3 أمتار وعمق 3 أمتار وسداد ترابية مرتفعة ونصب أسلاك شائكة وأبراج وكاميرات، وسيتم نصب المزيد منها"، متحدثا عن "وجود بعض الفتحات أو الثغرات الأمنية نقوم بإغلاقها الآن لمنع التسلل باتجاه العراق نهائيا".
والأسبوع الماضي قال المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اللواء يحيى رسول إن رئيس الحكومة وجه بضبط الحدود مع سورية وتجهيز الشريط الحدودي بالكاميرات الحرارية وأجهزة الطاقة وتعزيز القطعات العسكرية، مؤكداً "مواصلة وتكثيف الجهود الاستخبارية وتعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية والاستخبارية كافة".
وبالتزامن مع الحملة العراقية الجديدة زار وزير الدفاع العراقي جمعة عناد، مقر الفرقة 15 بالجيش العراقي التي تتواجد غربي محافظة نينوى على الحدود مع سورية، وفق لما أكدته وكالة الأنباء العراقية.
ونقلت الوكالة عن جنرال بارز في الجيش العراقي قوله إن الوزير استمع إلى إيجاز مفصل حول ما يجري من إنشاء موانع حماية حول الحدود العراقية السورية من أجل تعزيز الحدود وتحصينها ضد عمليات التسلل والتهريب.
وحول ذلك قال الخبير بالشأن الأمني والسياسي العراقي، أحمد النعيمي، إن الحملة العراقية تؤكد انعدام الثقة بوعود وإجراءات النظام السوري على الجانب الثاني من الحدود.
وأضاف النعيمي أن "حسابات سياسية معروفة تمنع حكومة الكاظمي من اتهام نظام الأسد بالتسبب في تسلل إرهابي داعش أو عدم التعاون في ملف مسك الحدود بالمناطق التي يوجدون فيها، لذا العراق مضطر اليوم إلى مزيد من التعزيزات لتأمين حدوده".
وأكد لـ"العربي الجديد"، أن "مسألة تسلل بضعة إرهابيين من الجانب السوري تعني تهديداً أمنياً خطيراً وقد ينجم عنه إزهاق أرواح عشرات العراقيين قبل القضاء عليهم".