وصلت إلى ريف مدينة الرقة، شمال شرقي سورية، الجمعة، تعزيزات عسكرية من قوات تتلقى دعماً روسياً، فيما تجدّدت الاشتباكات بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) والجيش الوطني السوري المعارض شرقي بلدة عين عيسى، التي تشهد توتراً منذ أكثر من أسبوعين.
وذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية أنّ "الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا، أرسل 75 عنصراً إلى محيط بلدة دبسي عفنان الخاضعة لسيطرة قوات النظام في ريف الرقة الغربي.
وأوضحت أن الهدف من التعزيزات هو شن حملة تمشيط في محيط البلدة، وصولاً إلى ريف حلب الشرقي، ضد خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام، بدعم وإسناد روسي.
وكانت قوات النظام قد أطلقت، مطلع الشهر الماضي، حملة عسكرية في المنطقة شاركت فيها الطائرات الروسية، وخسرت خلالها 25 عنصراً من مليشيا "الدفاع الوطني".
والخميس، أنشأت القوات الروسية نقطة عسكرية جديدة في قرية الكالطة جنوبي بلدة عين عيسى، في ريف الرقة، شمالي سورية، التي تشهد أطرافها الشمالية مواجهات بين "قسد" من جهة وفصائل الجيش الوطني المدعوم من تركيا من جهة أخرى.
وتجدّدت مساء الجمعة المواجهات في قريتي المشيرفة وجهبل شرقي عين عيسى بين "قسد" وفصائل "الجيش الوطني"، شاركت فيها مدفعية الجيش التركي بقصف مواقع لـ"قسد" العسكرية الموجودة على أطراف بلدة عين عيسى.
وشهدت الأيام الأخيرة عدة لقاءات بين ممثلين عن "قسد" وضباط روس، كان محورها إيجاد صيغة تجنّب البلدة أي عمل عسكري من قبل تركيا وفصائل المعارضة، إلا أنها لم تشهد أي تقدّم بسبب إصرار روسيا على تسليم البلدة لقوات النظام، وهو الأمر الذي ما زالت ترفضه "قسد" بحسب وسائل إعلام تابعة لها.
وتبدو قوات "قسد" اليوم على مفترق طرق، في ظلّ محاولات روسية واضحة لابتزازها، من أجل تسليم البلدة التي تقع على بعد 37 كيلومتراً عن الحدود السورية- التركية، وتشكّل صلة وصل بين مناطق سيطرتها في الرقة والحسكة.
إلى ذلك، تبادلت قوات النظام السوي والفصائل المقاتلة في إدلب ومحيطها شمال غربي سورية، اليوم الجمعة، القصف.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام قصفت، صباح اليوم الجمعة، مناطق في محور كبانة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، ومحاور الفطيرة وكنصفرة وسفوهن وفليفل في ريف إدلب الجنوبي.
كما شهدت محاور التماس في جبل الزاوية وسهل الغاب اشتباكات وقصفاً متبادلاً بين قوات النظام والفصائل، بالقذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة. فيما استهدفت فصائل المعارضة بقذائف المدفعية مواقع لقوات النظام على محور حنتوتين جنوبي إدلب، بحسب المصادر المحلية.
وكان قتل، أمس، عنصر من قوات النظام، قنصاً برصاص الفصائل، على محور قرية البريج في ريف إدلب الجنوبي.
يأتي ذلك بعدما سيّرت القوات التركية دورية منفردة على الطريق اللاذقية- حلب (أم4) هي الثانية خلال الشهر الحالي. وذكرت المصادر أن القوات الروسية لم ترافق الأتراك في هذه الدورية هذه المرة أيضاً.
وكانت القوات الروسية امتنعت عن المشاركة في تسيير الدورية للمرة الخامسة على التوالي بعد اتفاق موسكو، في مارس/آذار الماضي، بحجة عدم قدرة الأتراك على حماية الطريق.
من جانب آخر، أحبطت قوات الأمن التركية، أمس الخميس، عملية تفجير، واعتقلت المكلف بها في مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي.
وذكرت وكالة "أنباء تركيا"، أن قوات الأمن التركية بالتعاون مع شعبة الاستخبارات العامة ومركز قيادة الشرطة في ولايتي شانلي أورفا وغازي عينتاب التركيتين، تمكنوا من تفكيك خلية تتبع لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في منطقة "درع الفرات" شمالي سورية، مشيرة إلى اعتقال عنصر من "قسد" كان يقود جراراً محملاً بـ150 كيلو غراماً من المتفجرات في مدينة جرابلس، وذلك بعد تلقي معلومات تفيد بتحركه مع آلية مفخخة في جرابلس.
وحسب الوكالة، فإن المقبوض عليه سوري الجنسية من أصحاب السوابق ويعمل مع "قسد"، وكان نفذ تفجيراً في مدينة الباب بتاريخ 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتفجيراً آخر في منطقة رأس العين في 10 الشهر الجاري.
وكانت انفجرت سيارة مفخخة في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، 24 نوفمبر، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة عشرين.
من جهتها، شنت قوات "قسد" حملة اعتقالات طاولت عددا من الشبان في ريف دير الزور الشرقي.
ووفق موقع "عين الفرات"، فإن قوات "قسد" اعتقلت 7 أشخاص بعد حملة مداهمات، فجر اليوم الجمعة، في قرية "أبو النيتل" الخاضعة لسيطرتها شمال دير الزور، دون معرفة سبب الاعتقال أو التهم الموجهة للمعتقلين.
وكانت "قسد" اعتقلت 4 أشخاص في منطقة الشعيطات بريف دير الزور في 16 الشهر الجاري، على الرغم من مشاركتهم في الاحتجاجات المطالبة بحقوق أبناء المنطقة.
من جهة أخرى، قتل طفلان، أمس الخميس، نتيجة انفجار لغم أرضي بالقرب من الفوج 46 في بلدة "كفرعمة" المتاخمة لمدينة الأتارب غربي حلب.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن الطفلين (12 و13 عاماً) المنحدرين من بلدة الأبزمو قضيا إثر انفجار لغم أرضي خلال عملهما في قطاف الزيتون.
ويعمل اليافعان في قطاف الزيتون في أرضهما الواقعة بين الفوج 46 وقرية كفرعمة، والتي تعد خط مواجهة بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة.
وتنتشر الألغام في معظم المناطق التي شهدت عمليات عسكرية شنتها قوات النظام على مناطق المعارضة. وفي تقرير سابق، قالت الأمم المتحدة إن مخلفات الحرب والألغام في سورية تهدد حياة 10 ملايين سوري.