تشهد جبهات القتال في شمال سورية تعزيزات عسكرية بين مختلف أطراف الصراع، وذلك بالتزامن مع حديث عن عمليات عسكرية قريبة قد تشهدها المنطقة خلال الأيام القادمة.
ومساء الأحد، أفاد الناشط الإعلامي في إدلب بلال بيوش، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن رتلا عسكريا وصف بـ"الضخم" دخل من الأراضي التركية إلى محافظة إدلب عبر معبر كفرلوسين الحدودي. وأوضح الناشط أن الرتل ضم قرابة 100 آلية عسكرية ولوجستية توزعت على النقاط التركية في جبل الزاوية جنوبي إدلب، والتي تشهد تصعيدا من قبل قوات النظام وروسيا.
وكان الجيش التركي دفع، الخميس الفائت، بتعزيزات عسكرية إلى قواعده المنتشرة في أكثر من 70 نقطة، معظمها في منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وسبق أن أكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، الأسبوع الفائت، وصول تعزيزات عسكرية ضخمة لقوات النظام السوري والمليشيات الموالية له إلى جبهات إدلب، توزعت معظمها في مدينتي معرة النعمان وسراقب.
وتهدد روسيا وقوات النظام السوري بشكل متكرر بعملية عسكرية في إدلب ضد قوات المعارضة، وذلك رغم اتفاق خفض التصعيد الموقع بين تركيا وروسيا في آذار 2020.
في سياق متصل، تواصل قوات المعارضة السورية والجيش التركي من جهة، وقوات سورية الديمقراطية (قسد) من جهة أخرى، استقدام تعزيزات عسكرية إلى نقاط التماس المشتركة، لا سيما في منطقتي عيسى شمال الرقة وتل رفعت شمال حلب.
وأفادت مصادر في ريف حلب، لـ"العربي الجديد"، أن اليومين الماضيين شهدا إرسال الجيش التركي المزيد من التعزيزات العسكرية إلى قواعده بريف بلدتي تل أبيض وعين عيسى، شمالي محافظة الرقة. وضمت هذه التعزيزات مدرعات وشاحنات تحمل ذخائر ومواد لوجستية وكتل إسمنتية وعشرات العناصر، بحسب المصادر.
في المقابل، قال الناشط الإعلامي أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، إن مناطق سيطرة "قسد" تشهد مؤخرا حالة استنفار وتحركات عسكرية مكثفة، بالتزامن مع بدء حملات تجنيد واسعة للشبان في المنطقة. وأضاف أن "قسد" أرسلت تعزيزات ضخمة إلى شمال مدينة عين عيسى شمالي الرقة، وإلى ريف تل تمر الشمالي المحاذي لرأس العين في الحسكة، وتل أبيض في الرقة، بالاضافة الى مناطق منبج بريف حلب الشمالي الشرقي.
وبالتزامن مع هذه التعزيزات، كثف الطيران التركي، خلال الأسبوع الفائت، استهداف عناصر "قسد"، بعد أن استهدفت طائراته المسيرة عناصر الوحدات الكردية في ضربتين قرب مدينة عين العرب "كوباني". وتأتي هذه التعزيزات المتبادلة مع تهديدات أطلقها مسؤولون أتراك، على رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان، بشن عملية عسكرية في شمال سورية ضد "قسد" إثر تصاعد الهجمات ضد قواته.