تعز: الشرعية تسيطر على مناطق استراتيجية تغير مسار المعركة

تعز

وجدي السالمي

avata
وجدي السالمي
23 نوفمبر 2015
09AF12AB-F95F-45F4-9104-10B1CAC7D3B0
+ الخط -
خطوة أخيرة هي كل ما تبقى من معركة تحرير محافظة تعز، جنوبي اليمن، المحافظة التي تشق فيها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تباشير النصر من محورين في الجنوب الغربي والجنوب الشرقي لتنتهي عمليات الجيش فيه، بعدما سيطر على معظم مناطق جبهات الأجزاء الجنوبية الغربية خلال العملية التي بدأها قبل نحو شهر، والتي ترتفع وتيرتها تحت غطاء جوي وفرته الطائرات الحربية التابعة للتحالف العربي الذي تقود السعودية، وتخسر مليشيا جماعة "أنصارالله" (الحوثيين) والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، عناصر بشرية وأعتدة عسكرية وخروج مناطق من تحت سيطرتها الميدانية.

واستهدفت غارات التحالف العربي، مساء أمس الأحد، تحصينات المليشيات في مناطق مديرية المسراخ جنوب تعز، فيما تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة عقبها من السيطرة على جبل الراهش الاستراتيجي المُطل على كامل مديرية المسراخ. كما باتت المليشيات المتمركزة في منطقة الأقروض تحت قصف مدفعية الجيش من جبل الراهش.

السيطرة على سلسلة مرتفعات الراهش الاستراتيجية نقلت عمليات الجيش الوطني إلى مربع جديد من المعارك في مناطق قريبة من مديرية دمنة خدير، الأمر الذي يعيد رسم خريطة السيطرة، ويفتح جبهة جديدة بين الجيش الوطني والمقاومة ضد مليشيات الانقلاب التي تنسحب نحو مناطق مديرية دِمنة خدير، التي تعد أبرز معاقلها.

وقال القائد الميداني فؤاد الشدادي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات الجيش والمقاومة على جبل الراهش وسلسلة من المرتفعات التي تحيط بثلاث مديريات جنوبي تعز وهي المعافر، المسراخ  وأجزاء من دمنة خدير"، موضحاً أن "مليشيات الحوثي والمخلوع صالح تتقهقر في آخر مناطق المسراخ (جنوباً)، وتنسحب نحو دمنة خدير بعدما باتت مناطقها مكشوفة أمام نيران الجيش والمقاومة المتمركزة في جبل الراهش الاستراتيجي".

ولفت الشدادي، إلى أن "السيطرة على تلك المرتفعات تعد تحولاً في مسار المعارك التي تنتقل نحو مديرية الدمنة الخاضعة لسيطرة مليشيات الانقلاب منذ بداية الأحداث، والتي يحقق سقوطها بيد الشرعية التحاماً بين تلك القوات في جبهات المحور الجنوبي الغربي الممتد من مناطق الساحل، والذي يتخلله تسع مديريات بدءاً من الوازعية مروراً بمديرية الشماتيين والمعافر والمقاطرة والمواسط وجبل حبشي وبمديرية مشرعة وحدنان، كما يصل إلى مديرية المسراخ، ثمّ إلى مديرية دمنة خدير أول المديريات التي تزحف قوات الشرعية من محور الشريجة نحو مركزها في منطقة الراهدة، حيث تشهد معارك عنيفة على مداخلها".

وأفادت مصادر محلية من سكان الراهدة، جنوب شرقي تعز، لـ"العربي الجديد"، أنّ "قوات الشرعية تستعد للتوغل في عمق مناطقها خلال اليومين المقبلين، بعد أن تمكنت قوات متخصصة بنزع الألغام من انتزاع قرابة ثمانية آلاف لغم، كانت المليشيات قد زرعتها في مناطق بين الشريجة والراهدة (جنوباً)، بحسب مصادر عسكرية".

وفي الجبهة ذاتها، قال شهود عيان، إنّ "طيران التحالف العربي كثّف تحليقه في سماء مناطق الجبهة الجنوبية الشرقية، واستهدف بغارات عدّة، الأحد، مواقع مليشيات الحوثي في مناطق محيط الراهدة"، مضيفين أنّ "طيران التحالف ألقى بمنشورات تحث من خلالها السكان المدنيين في مناطق الراهدة على الابتعاد عن مواقع المتمردين الانقلابين". وذكرت المصادر أيضاً، أنّ "طيران التحالف يلقي قنابل استكشافية لكشف مواقع المليشيات".

وفقاً لمحللين عسكريين، فإنّ سيطرة الجيش الوطني والمقاومة في محور الجنوب الغربي على جبل الراهش ودحر المليشيات من آخر مناطق المسراخ، في الوقت الذي تستعد فيه تلك القوات بمساندة التحالف العربي للتوغل نحو مديرية دمنة خدير وتقترب تجاه مركزها في مدينة الراهدة، ما يُشكل قوساً مهماً من المناطق الاستراتيجية الخاضعة لسيطرة قوات الشرعية. وبذلك، تنجح في تأمين محافظتي عدن ولحج، جنوبي اليمن، من خطر المليشيات التي كانت تقترب من عودتها نحو الجنوب من بوابة المحافظة، إلى ذلك، وطبقاً للمحللين ذاتهم، فإن محافظة تعز تصبح تحت السيطرة وتقترب من التحرير، بعد أن تمكنت المقاومة من السيطرة على معظم مناطق المدينة الداخلية في منتصف أغسطس/آب المنصرم.

اقرأ أيضاًطرد رئيس اللجنة الثورية للحوثيين من ثانوية بصنعاء

ذات صلة

الصورة
من حملة تطعيم سابقة ضد الكوليرا في تعز (عبد الناصر الصديق/الأناضول)

مجتمع

أدت الفيضانات والسيول التي شهدتها اليمن مؤخراً إلى موجة جديدة من وباء الكوليرا، في ظل انهيار القطاع الصحي، وتردي المرافق الطبية.
الصورة
أجواء عيد الأضحى في تعز (عبد الناصر الصديق/ الأناضول)

مجتمع

شهد اليمن في عيد الأضحى هذا العام مظاهر فرح متعددة وأجواء مختلفة، لا سيما مع التقدم الحاصل في مجريات الملف الإنساني وبينها فتح طرقات.
الصورة
صالون ميون يدشن شهر القراءة في تعز

مجتمع

دشن في مدينة تعز وسط اليمن فعالية شهر القراءة والتي تعد الأولى من نوعها في اليمن الذي يشهد حرباً متواصلة منذ العام 2014، أثرت على المشهد الثقافي.
الصورة
اليمن (عبد الناصر الصديق/ الأناضول)

مجتمع

عاد وباء الكوليرا للانتشار في مناطق واسعة من اليمن، في ظل تداعيات حرب مستمرة منذ نحو عشر سنوات، ما يهدد بمضاعفة معاناة الكثير من السكان الذين يعيشون الفقر.