كشف الأسير محمود العارضة، أحد محرري سجن جلبوع المعاد اعتقالهم، عبر شقيقه الأسير المحرر شداد العارضة، يوم الأربعاء، بأن سيارة مدنية إسرائيلية كادت تدهس عددًا من المحررين، على الشارع لحظة خروجهم من السجن بالقرب من فتحة النفق الذي فروا منه، في السادس من الشهر الماضي.
وقال شداد العارضة، شقيق الأسير محمود العارضة، خلال مؤتمر صحافي عقده في منزله ببلدة عرابة جنوب جنين شمال الضفة الغربية، إنه التقى بشقيقه محمود بعد 20 يومًا بنهاية التحقيق معه، داخل زنازين مركز تحقيق (الجلمة)، وإن محمود شرح له كل قصة الهروب من سجن جلبوع، وطلب منه أن يعقد مؤتمرًا صحافيًا يشرح فيه قصة الهروب من سجن جلبوع بشكل صحيح، حيث أوصاه محمود بأنه هو المسؤول الأول والأخير عن عملية الهروب والتخطيط لها ونفذها هو ورفاقه الأسرى الذين هربوا معه، ثم أعاد الاحتلال اعتقالهم.
وأوضح شداد العارضة، "لقد كانت فكرة محمود في البداية أن يتم حفر النفق بشكل هندسي، حيث كان يتابع عملية التفتيش بغرف السجن، وكيفية تفتيش السجانين للغرف، فاختار محمود مكانًا على باب الحمام في مكان وقوف الشرطي، ولا يقوم بتفيتشه وهو مكان تحت المغسلة على باب الحمام".
وتابع شداد، "إن محمود أبلغني أنه لم يساعده أحد، وفي البداية كان لوحده، وشرع بفتح باب للنفق، بعدما حاز على قطعة من الفولاذ من إحدى الخزائن بمساحة (21*50 سم)، واستمر بقصها لمدة 21 يومًا بواسطة (برغي)، ثم حفر باب النفق ووجد عنده شبكة حديد للبناء فقصها واستمر لمدة 21 يوما تقريبًا، واستفاد من شبكة الحديد ليستخدمها بالحفر، وبعدها بعشرين يوما تمكن من حفر الإسمنت أسفل فتحة النفق من داخل الزنزانة، ثم وجد فراغًا بين البناء والتراب، وحفر تحت الإسمنت، ليصبح بعدها الحفر أسهل، وكان يتصرف بالتراب ويوزعه تحت الغرف، واستمر 9 شهور إلا عشرة أيام بعملية الحفر، والتي بدأت في شهر ديسمبر/كانون أول 2020، وانتهت الشهر الماضي".
من جانب آخر، قال شداد العارضة: "إن خطة الأسرى كانت بأن يتوجهوا للضفة الغربية، ويخرجوا في السابع من الشهر الماضي، في تمام الساعة 12 من منتصف الليل، وكل واحد من الأسرى يذهب لعائلته ويسلم عليها، وأن يهرب كل واحد منهم لوحده، لكن خللاً حدث بأن أحد السجانين شك في الأمر ورأى ترابًا، ما اضطرهم لتغيير خطتهم، وأن يخرجوا من النفق قبل يوم من الموعد المحدد".
وتابع شداد العارضة، "إن محمود بقي آخر الأسرى الذين هربوا، حيث اطمأن على خروجهم جميعًا، ثم خرج"، فيما كشف العارضة أن خللاً حدث على مخرج النفق من جهة الشارع، كاد أن يتسبب بإصابة للأسيرين مناضل نفيعات وأيهم كممجي، إذ إن إحدى السيارات المارة كادت أن تدهسهما، حيث أبلغ السائق بعدها الشرطة بما حدث، وهو ما اضطرهم لتغيير خطتهم حيث كانوا ينوون التوجه لجبال فقوعة قرب جنين، وبعد ذلك توجهوا إلى السهل وبدأوا يركضون تجاهه، وبعد ساعة وربع سمعوا صوت صافرات الإنذار من السجن، حينها اكتشفت إدارة السجن ما جرى".
وتطرق العارضة إلى كيفية اعتقال الاحتلال لشقيقه، حيث أكد أن شقيقه اعتقل قرب مدينة الناصرة في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، مشددًا أنه لا يوجد أحد بلغ عنه، ورأتهم سيارة شرطة بالصدفة، وحينما اقتربوا منه ومن الأسير يعقوب قادري أخبروا من فيها أنهم عمال، لكن أحد عناصر الشرطة عرفهم.
وأكد شداد العارضة أن معنويات شقيقه محمود عالية، ويشكر الإعلام الفلسطيني والعربي والعالمي على تغطيتهم واهتمامهم بقضية الأسرى الستة الذين تمكنوا الفرار من سجن جلوع، وشكر فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 وبشكل خاص أهالي الناصرة وتضامنهم معهم، وقال: "لقد سمع محمود فعاليتهم ومسيرتهم التضامنية أمام المحكمة".
من جانب آخر، أكد شداد العارضة أنه "لم يكن يعرف بقضية هروب شقيقه، لكن محمود اتصل به ورد عليه هاتفيًا، لكن لم يكن يعرف بقضية الهروب، وتعرض للاعتقال بعدها"، فيما أشار شداد العارضة إلى أن مخابرات الاحتلال اتصلت به وأبلغته باستدعائه للتحقيق يوم غدٍ الخميس، لكنه لا يعرف السبب.
إلى ذلك، قال شداد العارضة: "إن محمود كان يسمع الأخبار من خلال مذياع تم تهريبه من السجن".
في حين، أشار شداد العارضة إلى أن شقيقه محمود كان يتوقع العزل بعد اعتقاله، فيما وجه محمود العارضة التحية لأهل بلدته عرابة ومحافظة جنين وكل من تضامن معه، وكذلك أهدى سلامه لوالدته.
وأكد شداد أن محمود أبلغه بأنه أكل الصبار والتين ومشى في الجبال ورأى الطبيعة وشعر بالحرية، وكان هدفه أن يخرج ليسلم على والدته، فيما أكد على مطالبة العائلة أن يتم الإفراج عن شقيقه محمود ورفاقه الأسرى بأي صفقة تبادل قادمة.
وأكد شداد أن محمود كان في أراضي مدينتي بيسان والناصرة، وأنه لم يساعده ورفاقه الأسرى الذين تمكنوا الفرار معه أي أحد سواء من داخل السجن أو خارجه، وقال محمود لشقيقه شداد: "كنت لا أريد أن أعرض أحداً للمسؤولية أو أسبب الضرر لأي أحد".
يشار إلى أن ستة أسرى فلسطينيين وهم: محمود العارضة، زكريا الزبيدي، مناضل نفيعات، محمد العارضة، أيهم كممجي، ويعقوب قادري تمكنوا في السادس من الشهر الماضي، من الهروب من سجن جلبوع عبر نفق أسفل زنزانتهم، وأعاد الاحتلال اعتقالهم جميعاً لاحقًا، وتعرضوا للتحقيق معهم من قبل مخابرات الاحتلال، وبعدها تم عزلهم، فيما لاقت قضيتهم تفاعلًا كبيرًا، وأكدت المقاومة الفلسطينية على أن أية صفقة تبادل أسرى قادمة سوف تشملهم.