تفاصيل لقاءي بزشكيان مع وزير الخارجية السعودي وقادة حماس في الدوحة

03 أكتوبر 2024
بزشكيان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أمير قطر في الدوحة، 2 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال لقاءاته في الدوحة على ضرورة وحدة الدول الإسلامية في مواجهة إسرائيل ودعم الشعبين الفلسطيني واللبناني، مشيراً إلى أن إيران سترد بحزم على أي اعتداء إسرائيلي.
- شدد بزشكيان على عمق العلاقات مع حماس وأهمية توحيد الجهود لدعم المقاومة الفلسطينية، مشيداً بعملية "طوفان الأقصى" وإنجازات "الوعد الصادق 2" في تعزيز الردع.
- دعا بزشكيان ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى تعزيز التعاون وتجنب الخلافات بين إيران والسعودية، مع استئناف الرحلات الجوية بعد الهجمات الصاروخية الإيرانية.

أجرى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء الأربعاء وصباح الخميس، لقاءات مع قادة حركة حماس ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في الدوحة، مؤكداً "ضرورة وحدة الدول الإسلامية في مواجهة الكيان الإسرائيلي نصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني"، مع تجديد مواقف طهران بشأن التصعيد في المنطقة والتهديد بالرد على الاحتلال الإسرائيلي في حال قام بالرد على الهجمات الصاروخية التي شنها الحرس الثوري الإيراني مساء الثلاثاء على أهداف عسكرية إسرائيلية. وأضاف: "طهران لا ترغب في زيادة التصعيد في المنطقة".

وقال بزشكيان، خلال لقاءه مع قادة حماس، إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه سيواجه بـ"رد حازم" من القوات المسلحة الإيرانية، مشددا على أنه اذا "ارتكب الكيان الصهيوني أصغر خطأ آخر فسيواجه برد أكثر تدميرا وقوة". وأشار إلى أن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في طهران في 31 يوليو/تموز الماضي، الذي كان ضيفا لمراسم أداء بزشكيان اليمين الدستورية رئيسا لإيران، "كان أحد الحوادث الأكثر إيلاما في حياتي. الشهيد هنية كان ضيفا لحفل يميني الدستورية، وبعد المراسم عانقنا بعضنا بعضا بحفاوة، لكن بعد ساعات سمعت نبأ اغتياله، الأمر الذي آلمني كثيرا".

وانتقد الرئيس الإيراني بشدة السلوك "المنافق" لأميركا والدول الغربية في دعم الكيان الإسرائيلي، فيما يتظاهرون بدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، مؤكدا أن هذه الدول أثبتت أنها "بعيدة كل البعد عن هذه المفاهيم ولا قيمة لأرواح البشر، وخاصة النساء والأطفال، لديهم، وكل مزاعمهم بهذا الشأن كاذبة"، وفق وكالة إرنا الإيرانية الرسمية. وأكد أن الدول الغربية وعدت إيران بوقف إطلاق النار ووقف المذابح في غزة مقابل ألا ترد على اغتيال هنية، لكنها كانت "وعود كاذبة"، مشيرا إلى أن التشتت والتفرقة بين الأمة الإسلامية قد جرأ الاحتلال الإسرائيلي على التمادي في جرائمه وتشديدها في فلسطين ولبنان. وأردف: "ما يواجهه العالم الإسلامي اليوم من تحديات ومشكلات هو نتيجة الفرقة والتشتت"، مؤكدا أن الاحتلال بمفرده غير قادة على ارتكاب هل الحجم من الجرائم إلا بدعم أميركي وأوروبي.

كما قال رئيس مجلس الشورى في حركة حماس محمد إسماعيل درويش، في هذا اللقاء، إن العلاقات بين حماس وإيران "عميقة ووطيدة"، مقدما شرحا عن أوضاع فلسطين وتاريخها وصولا إلى مرحلة التطبيع مع الاحتلال في المنطقة. وأكد  أن "أساس مشروع التطبيع هو تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء الحقوق الفلسطينية بالكامل، لكن بذكاء المقاومة في فلسطين وخارجها قد فشل هذا المشروع". وأوضح أن عملية طوفان الأقصى قد عرضت الكيان الصهيوني لـ"هزائم كبيرة رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالشعب الفلسطيني، غير أن هذا الشعب ومقاومته باقيان ومتلاحمان وسيعمران غزة مرة أخرى".

وفي اللقاء أيضا، قال رئيس المكتب السياسي لحماس في الخارج خالد مشعل إن عملية "الوعد الصادق 2" للقوات المسلحة الإيرانية تحقق "إنجازات عظيمة، أهمها ترميم وإحياء الردع لجبهة المقاومة"، مقدرا دعم وجهود فصائل المقاومة وجبهة المقاومة في المنطقة في دعم غزة، مضيفا أن وقف آلة الحرب الصهيونية بحاجة إلى تضافر الجهود وتوحيدها في دعم المقاومة الفلسطينية.

بزشيكان يلتقي فيصل بن فرحان في الدوحة

إلى ذلك، التقى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي دعا في اللقاء إلى ضرورة الانسجام والتلاحم بين الدول الإسلامية وخاصة بين إيران والسعودية، مؤكدا "أننا نعتبر السعوديين أشقاء لنا"، وداعيا إلى تجنب الخلافات والتعاون بين البلدين. وأكد بزشكيان أن ما يحتاجه المسلمون اليوم هو الصداقة والأخوة، مشددا على أن إيران لا ترحب "أبدا بأي شكل من الأشكال بزيادة التصعيد والأزمة في المنطقة".

كما قال وزير الخارجية السعودي إن بلاده بصدد طي صفحة الخلافات مع إيران، وحل القضايا وتنمية العلاقات كبلدين صديقين وشقيقين. وخاطب بن فرحان الرئيس الإيراني بالقول: "إننا واثقون بحكمتكم في احتواء الظروف ولعب الدور لأجل تحقيق الهدوء والسلام في المنطقة"، وفق التلفزيون الإيراني.

إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني، اليوم الخميس، في القمة الثالثة لمنتدي حوار التعاون الآسيوي، إن بلاده تدعم فصائل المقاومة الفلسطينية لتحرير فلسطين وتعتبر ذلك مسؤولية وواجبا، معربا عن استعداد طهران لمزيد من التعاون مع الدول الأعضاء في المنتدى وتعزيز العلاقات معها. وأشار إلى أن على منتهكي حقوق الإنسان ومرتكبي الجرائم أن يعلموا أن "المقاومة شجرة مثمرة لا يمكن أن تنتهي"، ومؤكدا أن "الكيان الصهيوني سينال قريبا عقاب عدوانه".

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم منظمة الطيران المدني الحكومية الإيرانية جعفر يازرلو، اليوم الخميس، استنئاف الرحلات الجوية في إيران اعتبارا من الساعة الخامسة فجر اليوم، وإنهاء القيود المفروضة على الرحلات، بـ"وجود ظروف آمنة للإقلاع"، وفق وكالة إرنا الإيرانية الرسمية. يشار إلى أن منظمة الطيران الإيرانية كانت قد ألغت الرحلات بعد الهجمات الصاروخية الإيرانية مساء الثلاثاء إلى فجر اليوم الخميس. في الأثناء، أعلن التلفزيون الإيراني أن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي سيؤم صلاة الجمعة غدا الجمعة في مصلى طهران حيث سيعقد فيه مراسم تأبين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وعلى أعتاب الذكرى السنوية الأولى لعملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها كتائب القسام في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ضد المواقع والقواعد العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة.