كشفت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد" تفاصيل اللقاء الذي جمع الإثنين الماضي سفيري الولايات المتحدة لدى مصر جوناثان كوهين، وليبيا ريتشارد نورلاند، مع رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، المعني الأول بالملف الليبي في مصر، مشيرة إلى أنه ركز على تناول مسارات التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية، مع المحافظة على استمرار سريان قرار وقف إطلاق النار.
وبحسب المصادر، فإن اللقاء الذي جرى في مقر جهاز المخابرات العامة المصرية، تناول تصوراً لحل الأزمة، حمل رؤية مصرية تركية، تم التوافق على الخطوط العامة لها، مضيفة أن الجانب الأميركي تطرق إلى ما وصفه برصد عمليات تحشيد من قِبل مليشيات شرق ليبيا التي يتزعمها اللواء المتقاعد خليفة حفتر في بعض المناطق وتحريكه قوات نحو مناطق في الشرق ونحو سرت على غير سير الأحداث والجهود الدولية الرامية لنزع سلاح سرت.
الجانب الأميركي شدد على ضرورة إلزام حفتر بعدم توتير المشهد بأي إجراء غير منضبط
وأوضحت المصادر أن الجانب الأميركي شدد على ضرورة إلزام حفتر بعدم توتير المشهد بأي إجراء غير منضبط من شأنه أن يفجّر الأوضاع هناك، لا سيما في ظل عدم رضا عدد من المكوّنات العسكرية في غرب ليبيا عن التحركات السياسية الرامية لإنهاء الأزمة، وتأهبها لأي فرصة قد تسنح لاستكمال التحركات العسكرية للسيطرة على سرت.
وذكرت المصادر أن الجانب الأميركي تناول مع الجانب المصري مصير المرتزقة الذين يقاتلون في صفوف مليشيات شرق ليبيا، في حال التوصل إلى اتفاق سياسي يشمل خروج كافة المقاتلين الأجانب، وإمكانية لعب مصر دورا في هذا الإطار، خصوصاً مع رفض قبائل شرق ليبيا الكبرى بقاء المقاتلين الأجانب الداعمين لحفتر، في ظل عدم احترامهم للمواطنين الليبيين، ما تسبّب بوقوع مصادمات بينهم وبين أبناء القبائل الليبية في مدن شرق وجنوب ليبيا.
ولفتت المصادر إلى أن السفير الأميركي لدى ليبيا أكد التزام بلاده بالتنسيق مع تركيا، بإخراج كافة المقاتلين السوريين من مناطق غرب ليبيا وإعادتهم إلى موطنهم في حال التوصل إلى اتفاق، وهو ما يستلزم في المقابل تعهداً من جانب داعمي حفتر في الإطار نفسه. وخلال الأيام القليلة الماضية سعت الولايات المتحدة إلى ضمان أكبر قدر من الدعم للرؤية التي تتحرك في نطاقها لضمان استمرار وقف إطلاق النار في ليبيا، والتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة، وهو ما كان محوراً رئيسياً في المباحثات التي أجراها وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر مع وزراء الدفاع في الجزائر وتونس والمغرب أخيراً. وفي هذا الإطار أيضاً جاء اللقاء الذي جمع السفير الأميركي لدى ليبيا، برئيس برلمان طبرق عقيلة صالح في القاهرة مساء الاثنين.
مسؤولون أتراك طالبوا السراج بالعدول عن قراره بالاستقالة
من جهة أخرى، قالت مصادر ليبية مطلعة مقربة من حكومة الوفاق، إن مسؤولين أتراكا، في مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان، طالبوا رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج خلال زيارته إلى إسطنبول الإثنين، بالعدول عن قراره التقدم باستقالته من منصبه نهاية أكتوبر/تشرين الأول الحالي. وبحسب المصادر، فإن الجانب التركي برر تلك المطالبة بكون خطوة السراج في حال تمت ستتسبّب في إضعاف موقف حكومة الوفاق دولياً، في الوقت الذي يشهد مفاوضات على أكثر من مستوى بشأن الحل السياسي ونسبة مشاركة مكونات الغرب الليبي في الحكم خلال الفترة المقبلة في حال تم التوافق على أي من التصورات المطروحة للحل.
وأشارت المصادر إلى أن السراج بدا متمسكاً بموقفه، قبل أن يؤكد للرئيس التركي أنه سيعاود التفكير، وقد يتراجع إذا ما تراءى له وجود متغيرات داخلية في معسكره، مؤكدة أن الجانب التركي أكد تقديم الدعم الكامل للسراج، في ما يتعلق بالأزمات الداخلية في حال قرر الاستمرار في عمله إلى حين التوصل إلى حل للأزمة يرضي كافة الأطراف.