تتجه الأنظار نحو مصر، التي تجري وساطات لوقف التصعيد بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي. ووفقاً لمصادر مصرية مطلعة، فقد جرت، أمس الأحد، اتصالات عالية المستوى من قبل الولايات المتحدة تطالب بإطلاق سراح عدد من الأسرى الذين يحملون الجنسية الأميركية إلى جانب الجنسية الإسرائيلية.
وكشف المصدر المطلع على الوساطة التي تجريها القاهرة، لـ"العربي الجديد"، أن مسؤولين في الإدارة الأميركية أبلغوا نظراءهم في القاهرة بأنه حتى الآن تأكد وجود 6 أشخاص يحملون الجنسية الأميركية من بين الذين أسرتهم المقاومة الفلسطينية.
وبحسب المصدر، فقد طالب مسؤولو الإدارة الأميركية بحثّ حركة "حماس" على ضرورة إطلاق سراح هؤلاء الأسرى دون شروط، بهدف تجنب الاستفزاز الأميركي.
من جهة أخرى، أجرت فرنسا وألمانيا وإيطاليا اتصالات مماثلة على مدار الساعات الماضية، طلبت من خلالها القاهرة بتكثيف وساطتها من أجل إطلاق سراح أسرى يحملون جنسيات تلك الدول، عبر صفقات جزئية.
مع تصاعد الأحداث في غزة بمزيد من القصف والاستهداف الإسرائيلي، يتزايد القلق في مصر من احتمالية هجوم بري إسرائيلي على قطاع غزة. هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصاعد التوترات وعواقب خطيرة قد لا يمكن تحملها.
وكشف المصدر أن هناك تصوراً غربياً طُرح عبر القاهرة، وعواصم عربية أخرى، من أجل الضغط على حماس لإطلاق سراح النساء الذين هن ضمن الأسرى، مقابل إطلاق سراح الأسيرات في السجون الإسرائيلية، مشيراً إلى تعثر في المفاوضات في ظل تصاعد عمليات القصف والاستهداف الإسرائيلي في قطاع غزة.
وبحسب مصدر مصري آخر، فإن القلق يتصاعد لدى القاهرة، في ظل مخاوف كبيرة لدى مسؤوليها من هجوم بري إسرائيلي لقطاع غزة، نظرًا للتداعيات الخطيرة المحتملة لمثل تلك الخطوة، والتي قد تؤدي إلى انفجار بشري، وإعادة لمشهد اقتحام الحدود المصرية والدخول إلى سيناء.
وفي هذا السياق، رفضت مصر ضغوطًا أميركية وغربية تطالب بإغلاق معبر رفح البري بين قطاع غزة وسيناء، حيث يمكن أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى تصاعد الأزمة، بحسب المصدر.
وهنا، أشار المصدر إلى أن التقديرات في القاهرة بشأن إمكان الغزو البري من جانب الجيش الإسرائيلي صعبة نسبياً لكنها غير مستبعدة، لافتاً إلى أن حكومة الاحتلال ستعمل خلال الساعات المقبلة للوصول إلى نصر إعلامي ومعنوي عبر ضربات جوية قاسية.
ومع تصاعد التوترات، قال المصدر إن إسرائيل حددت 4 أسماء لقيادات من حركة حماس متواجدين داخل قطاع غزة تسعى للوصول إليهم بكافة السبل، على رأسهم رئيس المكتب السياسي للحركة في القطاع يحيى السنوار، متوقعاً بدء انتهاء حملة الرد الإسرائيلي على طوفان الأقصى، عقب الوصول للسنوار، بحد تعبيره. وكشف المصدر أن إسرائيل وضعت ضمن بنك أهدافها قيادات وأنشطة لحركة حماس خارج فلسطين، على رأسهم قيادات في لبنان.