كشفت مصادر مصرية خاصة لـ"العربي الجديد"، أن هناك نتائج عملية للقاءات التي أجراها وفد قيادي من حركة "حماس" في القاهرة، سيشعر بها سكان قطاع غزة خلال الأيام المقبلة، إذ أنهت القاهرة تعليق غلق معبر رفح، ومع بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل سيُعلن عن فتح المعبر رسمياً للسماح بسفر العالقين، والطلاب، وأصحاب الحالات المرضية، على أن يستمر فتح المعبر بشكل شبه دائم.
وأنهى وفد من "حماس" برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، أمس الأربعاء، زيارة إلى القاهرة استمرت ثلاثة أيام، بعد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، تضمّنت اجتماعاً حضره رئيس الجهاز اللواء عباس كامل. وضم وفد الحركة إلى القاهرة إضافة إلى العاروري، كلاً من خليل الحية، وعزت الرشق، وروحي مشتهى. وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن القاهرة ستدفع خلال الأيام القليلة المقبلة بشحنات من المساعدات الطبية إلى قطاع غزة، في إطار جهود مكافحة فيروس كورونا في ظل تفشيه في القطاع، مضيفة أن شحنة كبيرة من المساعدات الطبية والغذائية، من مشيخة الأزهر، ستصل إلى القطاع خلال أيام، إضافة إلى شحنات أخرى من الحكومة المصرية.
القاهرة ستدفع خلال الأيام القليلة المقبلة بشحنات من المساعدات الطبية إلى قطاع غزة
وإضافة إلى ذلك، كشفت المصادر أن هناك مشاورات جرت بشأن ملفات ذات طابع إقليمي، مؤكدة أن القاهرة شددت على ضرورة إبعاد تركيا بشكل كامل عن الملفات التي تباشرها مصر بشأن القضية الفلسطينية، مع اقتصار علاقات الحركة بأنقرة على الملفات القديمة بينهما. وبحسب المصادر، فإن رسائل القاهرة خلال الفترة التي أعقبت لقاء القيادات الفلسطينية من "فتح" و"حماس" في إسطنبول، وصلت بشكل جيد إلى قيادة "حماس" وأدركتها واستوعبت التبعات التي من الممكن أن تترتب على التجاوب مع سياسات تركية من شأنها مناوأة مصر. وأضافت المصادر أن الاجتماعات تضمنت حوارات مطوّلة بشأن خطوات التطبيع العربي الأخير مع الاحتلال الإسرائيلي، وتمت دعوة الحركة إلى بدء تحديد خطط تحرك جديدة على الصعيد الفلسطيني، وسرعة إنهاء الانقسام، بدلاً من الاكتفاء بمهاجمة الأطراف المطبّعة.
وأعلنت حركة "حماس" أن وفداً من قيادتها أنهى زيارة إلى القاهرة بعد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين المصريين على مدار ثلاثة أيام. وذكرت في بيان، أن وفدها إلى القاهرة بحث العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها، والتحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية. وقالت إنه "تم كذلك بحث التطورات السياسية على مستوى الإقليم، وسبل إنجاح مسار إنهاء الانقسام، وتحقيق الشراكة الوطنية، وتمتين الجبهة الفلسطينية". وأضافت أنه تم تناول "وحدة الموقف الوطني في مواجهة المخاطر الكبرى التي تمر بها القضية الوطنية، وسبل تحقيق عناصر وعوامل الصمود للشعب الفلسطيني، والأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة وسبل التخفيف من معاناة سكانه". وأكدت "حماس" أن وفدها "وجد حرصاً مصرياً على نجاح مسار تحقيق الشراكة الوطنية وسبل تحقيق المصالحة الفلسطينية".