تفجير يستهدف قوات التحالف الدولي المنسحبة من العراق واستنفار أمني ببغداد بعد انتشار مسلحين

27 ديسمبر 2021
تخوف من حدوث أعمال شغب في بغداد(حسين فالح/فرانس برس)
+ الخط -

تعرض، اليوم الإثنين، رتل يحمل معدات لقوات التحالف الدولي في العراق، الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، إلى هجوم بعبوة ناسفة في محافظة القادسية(جنوباً)، قبل أربعة أيام على الموعد النهائي لانسحاب القوات القتالية الأجنبية المقرر في الحادي والثلاثين من الشهر الحالي. 

وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان، اليوم الإثنين، إن رتلاً يحمل معدات عسكرية للتحالف الدولي منسحبا باتجاه محافظة البصرة (أقصى جنوب العراق) بطريقه إلى دولة الكويت، تعرض إلى انفجار عبوة ناسفة، على الطريق السريع في محافظة القادسية، مشيرة إلى أن الانفجار تسبب بحدوث أضرار مادية في إحدى شاحنات الرتل. 

وأمس الأحد، انفجرت عبوة ناسفة برتل يحمل معدات للتحالف الدولي عند مروره في منطقة المشاهدة شمالي بغداد، ما تسبب بتضرر سيارة مدنية كانت قريبة من الانفجار. كما تعرض رتل آخر لهجوم مماثل الأحد في محافظة الآنبار غربي البلاد دون وقوع إصابات أو حدوث أضرار. 

وتتواصل الهجمات التي تشنها جماعات مسلحة غير معروفة على أرتال تابعة للتحالف الدولي على الرغم من تأكيدات الحكومة العراقية أن مهمة القوات القتالية للتحالف ستنتهي في الحادي والثلاثين من الشهر الحالي. 

وشهدت الأيام الماضية في بغداد تصعيداً من قبل قوى وفصائل مسلحة في ضغوطها على الحكومة برئاسة مصطفى الكاظمي للإسراع في ملف إخراج القوات الاجنبية. 

وقال عضو المكتب السياسي لمليشيات "عصائب أهل الحق" أحمد عبد الحسين إن "فصائل المقاومة الاسلامية تراقب عن كثب صحة الانسحاب الأميركي من العراق نهاية الأسبوع الجاري، في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الحكومة المنتهية ولايتها"، مشيراً إلى أن "جميع الخيارات متاحة أمام المقاومة لطرد المحتل بالقوة إذا لم يلتزم بالانسحاب من الأراضي العراقية". 

وتابع أن "جميع الفصائل تراقب عن كثب الانسحاب الأجنبي عموما والأميركي خصوصا بما في ذلك تسليم القواعد للجانب العراقي دون الحاجة لقوات استشارة أو تدريب". 

وأجرت وفود من اللجنة الفنية العسكرية العراقية، في وقت سابق، زيارات إلى قواعد ومقرات تتواجد فيها قوات اجنبية، لمتابعة عمليات انسحاب القوات القتالية للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي مع نهاية الشهر الحالي.

 

استنفار أمني في بغداد بعد انتشار مسلحين

وفجر اليوم، شهدت العاصمة العراقية بغداد، انتشاراً أمنياً مكثفاً، وغلقًا لبعض المناطق والطرق، على خلفية دخول العشرات من السيارات التي تحمل مسلحين بالتزامن مع التصعيد الذي قام به أنصار القوى المعترضة على نتائج الانتخابات من خلال حرق إطارات السيارات أمام المنطقة الخضراء والتلويح باقتحامها. 

وجاء هذا التصعيد بالتزامن مع استعدادات المحكمة الاتحادية للنطق بقرارها بشأن الشكوى التي سبق أن تقدم بها رئيس تحالف "الفتح"، هادي العامري، لإلغاء نتائج الانتخابات، وترقب مصادقة المحكمة على نتائج الانتخابات التي أجريت في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. 

وقالت مصادر في قيادة شرطة بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن قوات مكافحة الشغب أغلقت، فجر الإثنين، مداخل المنطقة الخضراء، كما أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى مقر المحكمة الإتحادية الواقعة في الجانب الغربي من المنطقة الخضراء، لافتة إلى أن الإجراءات الأمنية شملت أيضاً غلق جسر الجمهورية وعدد من مداخل ومناطق العاصمة تحسباً لحدوث أعمال شغب بعد المصادقة على نتائج الانتخابات. 

وبينت أن انتشار قوات أمنية في شارع مطار بغداد وساحة النسور غربي العاصمة جاء بعد ورود معلومات عن تجمع أنصار القوى المعترضة على النتائج فيهما. 

وقالت إن القوات الأمنية انتشرت بكثافة قرب المدخل الشمالي لبغداد بعد ورود معلومات عن دخول العشرات من السيارات التي يطلق عليها محليا تسمية "الحوثية" وهي تحمل مسلحين، مؤكدة صدور توجيهات بأن يكون التعامل صارماً مع أي جهة تحاول زعزعة أمن العاصمة. 

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع مصورة قالوا إنها توثق دخول السيارات "الحوثية" التي غالباً ما تستخدمها فصائل "الحشد الشعبي" إلى بغداد. 

كما نشرت مواقع اخبارية ومنصات تابعة للفصائل العراقية المسلحة مقاطع مصورة لسيارات تحمل أسلحة متوسطة وخفيفة قالت إنها دخلت بغداد من الجانب الشمالي من خلال استخدام طرق فرعية، موضحة أن عددها وصل إلى 300 سيارة. 

وجاء التصعيد غير المسبوق الذي شهدته بغداد بعد ساعات على اجتماع لـ"الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى معترضة على نتائج الانتخابات عقد ليل الأحد-الاثنين في منزل رئيس "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي، لبحث الخيارات المناسبة لمرحلة ما بعد قيام المحكمة الإتحادية بالمصادقة على نتائج الانتخابات. 

 وقال القيادي في "حركة صادقون" (الجناح السياسي لمليشيات عصائب أهل الحق) سعدي السعدي إن المحكمة الاتحادية أمام اختبار كبير خلال الجلسة المقرر أن تعقدها الاثنين، موضحاً خلال تصريح صحافي أن "مشروع تزوير الانتخابات دولي شاركت فيه جهات خارجية بينها رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق هينيس بلاسخارت والسفير الأميركي في العراق ماثيو تولر". 

وأشار إلى "وجود تلاعب واضح بنتائج الانتخابات بالأدلة الموثقة نتيجة جهاز الفحص وتدخل رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق هينيس بلاسخارت، وعلى ضوء ذلك فإن المحكمة مدعوة لاتخاذ قرار حاسم بطعون الانتخابات"، داعياً المحكمة الاتحادية إلى عدم الخضوع لأي ضغوط قد تمارس عليها. 

وأمس الأحد، أكد الأمين العام لمليشيات "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي وجود تسريبات تشير إلى أن المحكمة الاتحادية ستصادق على نتائج الانتخابات الاثنين، موضحاً أن الأدلة التي قدمتها الجهات المعترضة على نتائج الانتخابات بنيت على ملاحظات فنية دقيقة، بحسب قوله. 

 

المساهمون