قدّرت أوساط سياسية إسرائيلية، اليوم الأحد، أن اندلاع حرب بين أوكرانيا وروسيا سيفضي إلى التوقيع على اتفاق نووي "أكثر سوءا" بين إيران والقوى الغربية.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، في عددها الصادر اليوم الأحد، عن هذه الأوساط قولها إن اندلاع حرب في شرق أوروبا سيقلص اهتمام المجتمع الدولي بالملف النووي الإيراني ومفاوضات فيينا.
وأضافت الأوساط أنه في ظل غياب رغبة الولايات المتحدة وقدرتها على إدارة المفاوضات في فيينا ومتابعة الحرب في شرق أوروبا، فإن هذه الحرب ستدفعها إلى تقديم تنازلات أكبر للإيرانيين.
ولفتت إلى أن الانتقادات لطابع أداء الإدارة الأميركية في مفاوضات فيينا لا تقتصر على إسرائيل؛ إذ إن قيادات في الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، توجه انتقادات للسياسة التي ينتهجها الرئيس جو بايدن إزاء طهران.
وأبدت الأوساط السياسية الإسرائيلية تفاؤلاً بالرسالة التي بعث بها، الأسبوع الماضي، 33 سيناتوراً جمهورياً وديمقراطياً، للرئيس بايدن والتي تطالبه بعدم رفع العقوبات عن إيران والبقاء "وفياً" للمبادئ التي قررها هؤلاء المشرعون في كل ما يتعلق بالتعامل مع طهران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن هذه الرسالة تمثل تهديداً للإيرانيين مفادها بأنه يجدر بهم عدم الاعتماد على الإدارة الأميركية الحالية؛ لأنه في حال تبادل الحكم في واشنطن فإن الولايات المتحدة يمكن أن تنسحب مجدداً من الاتفاق النووي.
وبيّنت الصحيفة العبرية أن بعض الديمقراطيين في مجلس الشيوخ يتبنون أيضاً موقفاً نقدياً إزاء سياسات بايدن تجاه الملف النووي الإيراني؛ مشيرة إلى أن النائب روبرت مينينديز أعلن معارضته العودة إلى الاتفاق النووي؛ حيث انتقد بشكل خاص تراجع الإدارة عن تعهدها بالتوصل لاتفاق "أكثر قوة وأطول مدى".
ونقلت الصحيفة عن أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي تقديرهم بأن بايدن لن يعرض الاتفاق النووي المتوقع التوصل إليه في ختام مفاوضات فيينا على الكونغرس لإقراره؛ حيث تعهدوا بأن يستخدموا كل الأدوات التي بحوزتهم من أجل إجباره على طرح الاتفاق للنقاش أمام المشرعين الأميركيين.
وحسب الصحيفة، فإن السيناتور الجمهوري تيد كروز الذي بادر إلى إرسال الرسالة إلى بايدن؛ دعا الإدارة إلى عدم المبادرة برفع العقوبات عن إيران.
وأعاد كروز للأذهان حقيقة أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد فرضت مئات العقوبات وسنت قوانين ضد إيران بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، ومن دون أن تكون هذه العقوبات ذات علاقة بهذا الاتفاق.
وفي السياق، رأى رئيس "مركز يروشليم للأمن والاستراتيجية" ذي التوجهات اليمينية، إفرايم عنبار، أن سلوك الولايات المتحدة في المواجهة الروسية الأوكرانية أظهر ضعفها، محذراً من أن مظاهر الضعف الأميركي ستؤثر على الواقع الإقليمي في الشرق الأوسط.
وفي تحليل نشرته "يسرائيل هيوم"، لفت عنبار إلى أن ضعف الولايات المتحدة سيدفعها للتوصل إلى اتفاق نووي مريح لإيران وسيشجع المنظمات والقوى التابعة لطهران في الإقليم على أن تستهدف حلفاء واشنطن.
ولم يستبعد الباحث الإسرائيلي أن يفضي "انتصار" روسيا في أوروبا إلى إشعال منطقة الشرق الأوسط.
واعتبر أن ما يجري في أوكرانيا حالياً يدل على أن تقديم الضمانات الدولية غير مفيد؛ مشيراً إلى أن روسيا تتجه إلى غزو أوكرانيا رغم "مذكرة بودابست"، التي وقعت عليها روسيا، بريطانيا والولايات المتحدة عام 1994، ونصت على وجوب الحفاظ على سلامة أراضي أوكرانيا وبيلاروسيا وكازخستان مقابل تنازل هذه الدول عن السلاح النووي.
وشدد على أن الأزمة الحالية في شرق أوروبا تدلل على أن كل دولة مطالبة بالاعتماد على ذاتها فقط.