تشهد محافظة شبوة شرقي اليمن تطورات عسكرية وسياسية متسارعة، بعد نقل قوات "ألوية العمالقة" من الساحل الغربي إلى المحافظة، ودفعها في معركة لتحرير المديريات التي سقطت بيد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) قبل أشهر، بالتزامن مع عودة انتشار قوات تابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" بعد سنوات من طردها إثر صراع دام مع قوات الشرعية.
وأوضحت مصادر عسكرية في "ألوية العمالقة" في محافظة شبوة، لـ"العربي الجديد"، أنها تمكنت مسنودة بقوات من الجيش اليمني التابع للشرعية والقبائل في شبوة من تحرير عسيلان، أول مديرية من المديريات الثلاث التابعة لمحافظة شبوة (بيحان وعسيلان والعين) التي سقطت بيد الحوثيين منذ أشهر، ودخلت إلى مركز مديرية عسيلان وحظيت باستقبال وترحيب من الأهالي.
وأكدت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أن عملية تحرير مديرية عسيلان حظيت بإسناد جوي مكثف من طيران التحالف بقيادة السعودية، والذي تمكن من تدمير معدات وآليات عسكرية للحوثيين وقطع طرق التعزيزات، ما اضطر الحوثيين إلى الفرار إلى خارج مديرية عسيلان.
وقال القيادي الميداني في شبوة أبو محمد الحارثي، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات العمالقة وقوات الجيش في شبوة استغلت الصحراء والوديان الممتدة في عسيلان لمفاجأة الحوثيين بعملية عسكرية قضت عليهم سريعا، وبالتالي تم تأمين أول مديرية من المديريات الثلاث، وهي المديرية التي تتواجد فيها آبار النفط التي سعى الحوثيون للسيطرة عليها".
وأكد أن "العملية العسكرية الجارية لتحرير مديريات بيحان وعسيلان والعين تأتي ضمن خطة عسكرية واسعة، منها تأمين شبوة وأيضاً قطع طرق الحوثيين وتواجدهم جنوبي مأرب، ومحاولتهم الالتفاف على مأرب من جهة الجنوب والشرق لحصارها، فضلا عن أن العملية العسكرية ستستمر باتجاه محافظة البيضاء وسط البلاد".
وفي تطور آخر في محافظة شبوة، عادت قوات "النخبة الشبوانية" التابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" للانتشار من جديد في عدد من مناطق المحافظة، بعد أن كانت قد طردت منها منذ سنوات بعد صراع عسكري دموي بين "الانتقالي" وقوات الشرعية، بقيادة المحافظ السابق محمد صالح بن عديو.
وقالت مصادر وشهود عيان في "الانتقالي" وقوات الشرعية في شبوة لـ"العربي الجديد" إن قوات من "النخبة الشبوانية" انتشرت من جديد في شبوة بإشراف من التحالف، وفق اتفاق الرياض، وبعد أيام من تعيين محافظ جديد للمحافظة، عوض بن الوزير العولقي، وإطاحة المحافظ السابق المعروف بتشدده ضد الإمارات و"المجلس الانتقالي الجنوبي".
وتأتي هذه التطورات في شبوة ضمن تحولات تشهدها المحافظة لإعادة تغيير التركيبة السياسية، وتقاسم النفوذ بين "المجلس الانتقالي" والشرعية وحزب "الإصلاح" وكذلك حزب "المؤتمر الشعبي" العام، جناح عائلة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وبالتزامن مع عودة نشاط التحالف في هذه المحافظة، والتي قد يعاد تصدير الثروات منها، وفي مقدمتها إعادة تشغيل منشأة بلحاف الغازية على بحر العرب، وتصدير الغاز لأول مرة منذ توقفه قبل نحو سبع سنوات.