كشف تقرير داخلي حكومي أميركي عن تنفيذ مسؤولين إثيوبيين ومليشيات موالية لهم، حملة تطهير عرقي ممنهجة في إقليم تيغراي الإثيوبي، وفق ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة.
ووفق الصحيفة الأميركية، فإنّ التقرير الذي كُتب في وقت سابق من هذا الشهر، وثّق بعبارات صارمة، نهب المنازل وتهجير القرى، حيث لا يُعرف مصير عشرات آلاف الأشخاص.
وأشار إلى أن المسؤولين والمقاتلين الذين دخلوا تيغراي من إقليم أمهرة المجاور لدعم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، يجعلون غرب تيغراي عمداً، وبطريقة فعالة، متجانساً عرقياً، عبر الاستخدام المنظم للقوة والترهيب، قائلاً: "قرى بأكملها تضرّرت بشدة أو تمّ محوها بالكامل".
ووفق الصحيفة، يوثق التقرير الحكومي حول الوضع في غرب تيغراي، المنطقة التي تسيطر عليها الآن مليشيات أمهرة، بعبارات حية، ما توصف على أنها حملة واضحة لدفع مجموعة سكان تيغراي الإثنية خارجاً تحت مظلة الحرب.
Breaking News: A confidential U.S. report found that Ethiopian officials and militia fighters are leading an ethnic cleansing campaign in the war-torn Tigray region. https://t.co/IEBDRYEc4y
— The New York Times (@nytimes) February 26, 2021
ويوثق التقرير كيف تمّ الاعتداء على التيغراي، ونهب منازلهم وحرقها، ما دفع بعضهم إلى الفرار نحو الأدغال، فيما دخل آخرون السودان بطريقة غير شرعية، في حين تم اعتقال آخرين ونقلهم بالقوة نحو أجزاء أخرى من الإقليم.
ويتزامن هذا التقرير مع إعلان منظمة العفو الدولية، أمس الجمعة، أن جنوداً إريتريين يقاتلون عبر الحدود في منطقة تيغراي بشمال إثيوبيا، ارتكبوا العام الماضي "مجزرة" أودت بحياة مئات الأشخاص، ويمكن أن ترقى لتكون جريمة ضد الإنسانية.
وجمعت المنظمة الحقوقية في تقرير جديد شهادات ناجين من هذه المجزرة، واستخدمت صوراً ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية لتكوين صورة كاملة عن هذا الحدث الدامي الذي وقع وفق المنظمة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في بلدة أكسوم التاريخية.
وقال مدير منظمة العفو الدولية في شرق وجنوب أفريقيا، ديبروس موشينا، إن "الأدلة مقنعة وتشير إلى نتيجة مروعة. القوات الإثيوبية والإريترية ارتكبت جرائم حرب عدة في الهجوم الذي شنته للسيطرة على أكسوم". وأضاف: "هذا العمل الوحشي يعتبر من أسوأ ما تم توثيقه حتى الآن في هذا النزاع".
وتحولت تيغراي إلى ساحة حرب منذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عندما أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عملية عسكرية ضد "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" التي اتهمها بمهاجمة معسكرات الجيش الفيدرالي. وفي نهاية الشهر نفسه، أعلن آبي أحمد النصر، بعد استيلاء قواته على ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي، على الرغم من تعهد "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" بمواصلة القتال.