أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حلفاء أوروبيين، اليوم الخميس، بأن الولايات المتحدة مستعدة لمحادثات مع إيران بشأن عودة البلدين للالتزام بالاتفاق النووي الموقع عام 2015 والذي يستهدف منع طهران من تطوير سلاح نووي.
بالتوازي مع ذلك، قال مصدر دبلوماسي فرنسي، لوكالة "رويترز"، إنّ الولايات المتحدة أبدت استعدادها للتحدث مع إيران في اجتماع مشترك لمجموعة خمسة زائد واحد التي تضم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا.
وأضاف المصدر أن إيران إذا مضت في تعليق البرتوكول الإضافي الذي يمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية سلطة عمليات التفتيش المفاجئ فسيكون هناك "رد فعل صارم".
وفي بيان مشترك أصدرته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، رحّبت الدول الأوروبية باعتزام الرئيس الأميركي جو بايدن العودة إلى طريق الدبلوماسية مع إيران.
وبعد محادثات في باريس، انضم إليها بلينكن عبر الفيديو، أكدت الدول الأربع هدفها المشترك في عودة إيران للامتثال التام للالتزامات الواردة في الاتفاق المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
وقال البيان المشترك "أكد الوزير بلينكن مجدداً، كما قال الرئيس بايدن، أنه إذا عادت إيران للوفاء التام بالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة فإنّ الولايات المتحدة ستقوم بالمثل وهي مستعدة للدخول في مناقشات مع إيران تحقق هذا الهدف".
وشدد وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة، في بيانهم، على أهمية التأكد من عدم حصول إيران على أسلحة نووية "مطلقاً"، معبرين عن قلقهم من تحركات إيران الأخيرة لإنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 20% ومعدن اليورانيوم.
وحث الثلاثي الأوروبي وأميركا إيران على عدم اتخاذ أي إجراءات أخرى، لا سيما تعليق البروتوكول الإضافي وتقليص أنشطة التفتيش.
وحذّر البيان المشترك من تداعيات "خطيرة" لمضيّ إيران قدماً في تنفيذ تهديدها بفرض قيود على مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشدداً على ضرورة عودة طهران لـ"التقيّد التام" ببنود الاتفاق النووي.
وأكدت الدول الأوروبية الثلاث ومعها الولايات المتحدة عقب محادثات بينها أنها "موحدة في التحذير من خطورة أي قرار من شأنه أن يقيّد عمل مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وذلك مع قرب انقضاء مهلة بهذا الصدد حدّدها مجلس الشورى الإيراني تنتهي في 23 فبراير/ شباط.
وحضّ البيان الأوروبي الأميركي "إيران على الأخذ في الاعتبار تداعيات خطوة خطيرة كهذه، خصوصاً في هذا التوقيت الذي يوفر فرصة دبلوماسية"، معرباً عن توافق الدول المجتمعة على ضرورة عودة طهران "للتقيّد التام" ببنود الاتفاق النووي.
وبدأت إيران في انتهاك بنود الاتفاق عام 2019 رداً على انسحاب الولايات المتحدة منه أثناء رئاسة دونالد ترامب وهي على خلاف مع إدارة بايدن بشأن من يتعين عليه أن يتحرك أولاً لإنقاذ الاتفاق. وسرّعت إيران من وتيرة الانتهاكات في الأشهر القليلة الماضية.
وحددت طهران لبايدن موعداً نهائياً في الأسبوع المقبل كي يبدأ في التراجع عن العقوبات التي فرضها دونالد ترامب، وإلا ستتخذ أكبر خطواتها حتى الآن لانتهاك الاتفاق النووي بحظر عمليات التفتيش المفاجئة التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تغريدة على "تويتر": "بدلاً من السفسطة وإلقاء العبء على إيران، يجب أن تفي مجموعة الدول الأوروبية الثلاث والاتحاد الأوروبي بالتزاماتهم الخاصة وأن يطالبوا بإنهاء إرث ترامب المتمثل في الإرهاب الاقتصادي ضد إيران".
وتابع قائلاً "إجراءاتنا رد على انتهاكات الولايات المتحدة والثلاثي الأوروبي. تخلّص من السبب إذا كنت تخشى النتيجة".
Instead of sophistry & putting onus on Iran, E3/EU must abide by own commitments & demand an end to Trump's legacy of #EconomicTerrorism against Iran
— Javad Zarif (@JZarif) February 18, 2021
Our remedial measures are a response to US/E3 violations. Remove the cause if you fear the effect
We'll follow ACTION w/ action.
من جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، اليوم، الخميس إنه تحدث مع الرئيس الإيراني حسن روحاني وإن الاتحاد الأوروبي يدعم التطبيق الكامل للاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين إيران والقوى العالمية والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
وكتب ميشيل على "تويتر" "تحدثت مع الرئيس حسن روحاني. يدعم الاتحاد الأوروبي التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة. الحفاظ على مساحة للدبلوماسية، مدعومة بخطوات إيجابية، أمر أساسي في هذه المرحلة".
I spoke with President @HassanRouhani
— Charles Michel (@eucopresident) February 18, 2021
The EU supports the full implementation of the #JCPOA
Preserving a space for diplomacy, underpinned by positive steps, is crucial at this stage.
وكان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قد طلب هذا الأسبوع من الولايات المتحدة القيام "بأفعال لا أقوال" إذا كانت تريد العودة إلى الاتفاق الذي كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة تعمل بشكل وثيق مع الحلفاء للتواصل والتنسيق بشأن مستقبل الاتفاق النووي الذي أبرم مع إيران عام 2015.
وقالت ساكي، خلال إفادة عبر الإنترنت "إيران بعيدة كل البعد عن الامتثال"، مضيفة أنّ الحكومة الأميركية تركز على منع إيران من اكتساب قدرات نووية.
(رويترز، فرانس برس)