تواصل الاشتباكات بين "طالبان" و"جبهة بانشير": الحركة تعلن السيطرة على البوابة الرئيسية للولاية
تتواصل الاشتباكات، اليوم الجمعة، بين مقاتلي حركة "طالبان" و"جبهة المقاومة" في ولاية بانشير، شمال شرقي أفغانستان، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوف الطرفين. وبينما ذكرت "طالبان" أنّ عناصرها يتقدمون في بانشير، قالت "الجبهة" إنها تصدت لهجمات كبيرة شنتها الحركة على محاور مختلفة.
وقال بلال كريمي، سكرتير الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، في بيان، إنّ قوات "طالبان" تقدمت داخل بانشير وسيطرت على مديرية خاوك، والعديد من المواقع الأمنية، علاوة على السيطرة على البوابة الرئيسية للولاية.
وأعلن كريمي عن مقتل 30 من عناصر "الجبهة" خلال المعارك بينهم ثلاثة من قيادييها، مضيفاً أنه خلال الـ24 ساعة الماضية قتل أربعة من عناصر "طالبان" وأصيب اثنان بجراح. كما ذكر أنّ "طالبان" تضيق الخناق على "جبهة المقاومة" في بانشير، مشيراً إلى أنّ كُثراً من عناصرها يتواصلون مع "طالبان" ويريدون الاستسلام.
في المقابل، قالت "جبهة المقاومة"، في بيان، إنّ "طالبان" لم تحرز أي تقدم في بانشير، مضيفة أنها كبدت الحركة خسائر كبيرة في الأرواح، وأنّ جميع الهجمات على المحاور المختلفة قد تم التصدي لها.
وكان الناطق باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، قد أعلن، في وقت سابق اليوم الجمعة، مقتل اثنين من قادة "جبهة المقاومة"، وهما زرداد خان وميرزا خان، مع عدد كبير من عناصر "الجبهة"، مؤكداً أنّ "طالبان" أحرزت تقدماً داخل ولاية بانشير.
وكان المتحدث باسم الجبهة فهيم دشتي، قد قال في وقت سابق، إنّ "طالبان فقدت 40 من عناصرها، وأُصيب 35 آخرون، في اليومين الأخيرين من الاشتباكات". وأضاف دشتي، في رسالة مصورة لوسائل الإعلام: "طالبان لم تدخل حتى لمسافة كيلومتر واحد داخل وادي بانشير".
ومنذ أسبوعين، يستمر القتال المتقطع بين "طالبان" و"الجبهة"، حيث حشدت الحركة قوات تابعة لها في الولاية ومحيطها، خلال الفترة الماضية.
وبانشير مسقط رأس أحمد شاه مسعود، أحد أهم قادة المقاومة ضد الاحتلال السوفييتي في أفغانستان بين 1979 و1989، وقتل قبل يومين من تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وبعد سيطرة "طالبان" على أفغانستان، أعلن أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، مواصلة القتال ضد "طالبان"، واتخاذه خطوات عملية بهذا الصدد.
وانضم أمر الله صالح، نائب الرئيس الأفغاني السابق، الذي يعتبر نفسه الرئيس الشرعي لأفغانستان، بعد استقالة الرئيس أشرف غني، إلى أحمد مسعود.
كما انضم إلى مسعود آلاف الجنود من الجيش الأفغاني، الذي انهار بعد انسحاب القوات الأميركية وسقوط كابول في يد "طالبان".
وكتب صالح، في تغريدة له، أنّ "طالبان" أغلقت جميع الطرقات المؤدية إلى بانشير وأوقفت وصول جميع أنواع الاحتياجات الإنسانية من الأدوية والغذاء وغيرها، مضيفاً أنّ التيار الكهربائي قد انقطع بشكل كامل عن الولاية، علاوة على توقف شبكات الهاتف عن العمل.
وذكّر صالح بأنّه، خلال السنوات الـ23 الماضية، لم تمنع الحكومة الأفغانية حركة "طالبان" من إيصال جرحاها إلى المستشفيات، متهماً "طالبان" بـ"ارتكاب جريمة ضد البشر وعدم احترامها الإنسانية بتاتاً"، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك إزاء القضية.
من جهته، قال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، في بيان، إنّ الحرب في بانشير قد بدأت في حين كانت المفاوضات مستمرة، معرباً عن أسفه حيال ما يحدث في الوادي، داعياً طرفي القتال إلى وقف المعارك واللجوء إلى الحوار من أجل حل الخلاف.