استمع إلى الملخص
- **توتر في مدينة تلبيسة**: شهدت تلبيسة بريف حمص الشمالي توتراً بعد دخول دورية للنظام، حيث طردها الشبان مرددين هتافات ضد النظام، مما يتناقض مع التفاهمات السابقة.
- **اتهامات وتوترات مستمرة**: يتهم الأهالي المجموعات الموالية لروسيا وإيران بالمسؤولية عن الخطف والسرقة، والنظام يحاول فرض السيطرة الكاملة على تلبيسة منذ اتفاق "تسوية" في 2018.
وصلت تعزيزات عسكرية لقوات النظام السوري تضم عناصر ودبابات ورشاشات ثقيلة تتبع للفرقة الرابعة إلى أطراف بلدة زاكية بريف دمشق الغربي للبدء بحصارها، فيما تسود حالة من التوتر في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي عقب دخول دورية عسكرية وأمنية تتبع لقوات النظام السوري إلى المنطقة، حيث قام عشرات الشبان بطردها مرددين هتافات ضد نظام بشار الأسد.
وذكرت صفحات محلية وناشطون أن الفرقة الرابعة أقدمت على قطع طريق زاكية- المقليبة من الجهة الشرقية للمدينة، ونصبت حاجزاً بالقرب من مناهل المياه، فيما حذر ناشطون الأهالي الخارجين والداخلين إلى المدينة من وجود حواجز ونقاط عسكرية أخرى جديدة في محيط المدينة، إضافة إلى وصول تعزيزات أيضاً للفرقة الرابعة إلى بلدة الديرخبية التى تعد معقلا لقوات تلك الفرقة الرابعة للمشاركة في حصار زاكية.
وكان مسلحون استهدفوا قبل أسبوع حافلة مبيت تابعة للفرقة الرابعة بالرصاص على أطراف بلدة زاكية في ريف دمشق الغربي، مما أسفر عن سقوط عدد من المصابين بين العناصر بعضهم بحالة حرجة وجرى نقلهم إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، على خلفية إعدام عنصر سابق في صفوف فصائل المعارضة المسلحة قبل أيام بعد اعتقاله في مدينة الكسوة المجاورة، وهو ينحدر من بلدة زاكية، وعثر على جثته بالقرب من طريق دمشق-درعا.
وكانت صفحات إخبارية محلية تداولت وثائق صادرة عن وزير المالية في حكومة النظام السوري كنان ياغي، بتاريخ 20 فبراير/ شباط الفائت، تقضي بحجز أموال العشرات من أبناء بلدة زاكية، وذلك بسبب "ثبوت تورطهم بالأحداث الجارية في القطر"، وفق قرار الحجز. ووقعت في أغسطس/ آب 2023، اشتباكات بين أهالي بلدة زاكية وعناصر من الفرقة الرابعة، على خلفية اغتيال شاب من البلدة على يد عناصر من الفرقة، ما أدى إلى حالة من التوتر والاستنفار وقام الأهالي بإحراق مقر عسكري للفرقة الرابعة، وتلى ذلك استقدام تعزيزات عسكرية وأمنية إلى الحواجز المحيطة بالبلدة.
وقال الناشط حسن الخضر المنحدر من بلدة زاكية، والمقيم في درعا، في حديثه مع "العربي الجديد"، إن الوضع في البلدة "يشبه إلى حد كبير الوضع في محافظة درعا، حيث لا يسيطر النظام فعلياً عليها، برغم وجود مليشيات محلية تابعة للفرقة الرابعة داخل المدينة، لكنهم لا يجرؤون على التجول فيها بأسلحتهم، خاصة خلال ساعات الليل".
كما تسود حالة مشابهة مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، وسط البلاد، والتي أجرت فيها قوات النظام قبل أيام عمليات تفتيش بعد اجتماع عقده مدير المخابرات العامة لدى النظام اللواء حسام لوقا مع وجهاء المدينة.
وقال الناشط أنس أبو عدنان من ريف حمص الشمالي لـ"العربي الجديد"، إن "دورية من فرع المخابرات الجوية تابعة للنظام مكونة من عدة سيارات ومزودة برشاشات ثقيلة دخلت، السبت، إلى المدينة، وعمدت إلى إقامة حاجز وسط المدينة ما أدى إلى استنفار كبير من الأهالي، حيث توجه عشرات الشبان إلى الحاجز وحاصروا عناصره بالقرب من مجلس المدينة قبل طردهم خارج مدينة تلبيسة، وسط استنفار كبير من الأهالي الذين قاموا بإنشاء حواجز مؤقتة على أطراف المدينة خوفاً من دخول قوات النظام إليها، بينما تجمع عدد من الآليات العسكرية والسيارات التابعة لقوات النظام في محيط المدينة من الجهة الشرقية قرب مفرق قرية السعن".
ولفت أبو عدنان إلى أن هذه المحاولات من جانب قوات النظام "تتناقض مع التفاهمات التي توصلت إليها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وعلى رأسها اللواء لوقا، مع وجهاء المدينة قبل أيام، والتي أتاحت لقوات النظام دخول المدينة وإجراء تفتيش فيها والانسحاب دون وضع أي نقاط عسكرية جديدة".
وأكد أن النظام "يسعى إلى التضييق على أبناء المدينة وتقييد تحركاتهم واعتقال ما يقول إنهم مطلوبون لديه، إضافة إلى وضع حواجز داخل المدينة ومحيطها لتحقيق هذه الأهداف"، لافتاً إلى أن قوات النظام "ليس لديها حالياً أي حاجز داخل مدينة تلبيسة، وذلك منذ تعرض حاجزها على مفرق السعن قبل أعوام إلى هجوم مسلح، بادرت على إثره إلى سحب عناصر الحاجز".
وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من التهديدات باقتحام تلبيسة بالقوة، بذريعة ملاحقة العصابات التي تسبّبت في انفلات أمني واسع بالمنطقة. وبموجب اتفاق مع الأهالي، شارك المئات من عناصر النظام قبل أيام في حملة أمنية استهدفت البحث عن مطلوبين في المزارع المحيطة بالمدينة، لكنها لم تسفر عن اعتقال أي شخص.
ولفت أبو عدنان إلى أن "الأشخاص المحليين الذين رافقوا قوات النظام في هذه الحملة هم المطلوبون ذاتهم الذين تدعي قوات النظام أن حملتها تستهدفهم، حيث قام المطلوبان حسام العركان وسليم النجار المتزعمان للعصابات المسلحة وعصابات الخطف والسرقة، بإهداء عناصر النظام سيارات مسروقة خلال الحملة". وأشار إلى أن "الهدف الحقيقي لقوات النظام هو اعتقال المقاتلين السابقين في فصائل المعارضة وجمع الأسلحة، وإقامة حواجز عسكرية داخل المدينة، وليس ملاحقة تجار المخدرات والمسؤولين عن عمليات الخطف كما تدعي، لأن هؤلاء يعملون ضمن مليشيات موالية للنظام".
وأوضح أنه تم خلال هذه الحملة الأخيرة والتي استمرت أربع ساعات، تسليم هويات وبطاقات أمنية للمطلوبين، لكن لم يتم تحرير أي مخطوف حيث يوجد ثلاثة مخطوفين في تلبيسة اثنان من الرستن وواحد من قرية الأشرفية.
ويتهم الأهالي المجموعات الموالية لروسيا وإيران في المدينة بالمسؤولية عن عمليات الخطف والسرقة وإطلاق النار وترويج المخدرات، وهي الممارسات التي يتذرع بها النظام لمحاولة الدخول إلى المدينة بدعوى ضبط الوضع الأمني فيها. وسيطرت قوات النظام على مدينة تلبيسة في مايو/ أيار 2018 بموجب اتفاق "تسوية" رعته روسيا، ومنذ ذلك الوقت تحاول فرض السيطرة الكاملة عليها، وسحب السلاح من المقاتلين السابقين في صفوف المعارضة بغية ضمان سلامة طريق حمص-حماة الدولي.