بعد أن شهد التنسيق العسكري بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان تطوراً إيجابياً خلال الأشهر الماضية، خصوصاً بدعم الإقليم للجيش العراقي في جبهة مخمور القيارة، استعداداً لتحرير محافظة نينوى، عادت العلاقات لتتوتر في أعقاب تصريح لوزير الدفاع خالد العبيدي وقادة عدد من المليشيات، استهدفت دور قوات البشمركة. وقال العبيدي إنه يرفض دخول قوات البشمركة مدينة الموصل للمشاركة في تحريرها، وإن القوات العراقية مع احتمال كبير لإشراك المليشيات ستتولى ذلك. وردّ الإقليم على كلام العبيدي بالتهديد بوقف التنسيق والتعاون مع الجيش، رافضاً أن يكون قرار المشاركة في معركة الموصل بيد بغداد.
وكان وزير الدفاع العراقي الذي لا يملك أصلاً صلاحيات كبيرة في قيادة المعارك على الأرض، قد قال من الولايات المتحدة الأميركية، أثناء مشاركته في اجتماع لوزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف الدولي، إنه يرفض دخول البشمركة إلى مدينة الموصل (400 كيلومتر شمال العاصمة بغداد) أثناء المشاركة في معارك تحريرها. فيما فتح الباب أمام دخول المليشيات، قائلاً إن قرار مشاركة المليشيات المنضوية في "الحشد الشعبي" أمر وارد ومتروك لرئيس الوزراء حيدر العبادي، المعروف هو الآخر بمحدودية تأثيره على المليشيات المسلحة التي يفوق عددها الخمسين فصيلاً.
ويُفسَر كلام العبيدي حول إشراك المليشيات في المعركة بأنه دعم لموقف المليشيات وضد رغبة إقليم كردستان والكثير من القيادات السنّية التي ترفض إشراك المليشيات خوفاً من تكرار الانتهاكات الكثيرة التي قامت بها "الحشد الشعبي" في الأنبار وصلاح الدين ومناطق حزام بغداد.
ولا يُعرف المغزى من تصريح وزير الدفاع، وإن كان يود توجيه رسالة سياسية من بغداد لإقليم كردستان بعد الدفعة المعنوية الإيجابية التي تلقاها الإقليم عقب توقيع وزارة الدفاع الأميركية مذكرة رسمية هي الأولى للإقليم مع أي جهة أميركية. وتضمّنت المذكرة التي تم توقيعها في 12 يوليو/ تموز الحالي إشارات واضحة إلى دور أساسي لقوات البشمركة في معارك تحرير محافظة نينوى والتصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بما يتضمنه ذلك من إعداد تلك القوات وتسليحها وتمويل الرواتب والتجهيزات، ومن شأن أي تضييق من بغداد على دور البشمركة في معارك نينوى أن يضع تلك المذكرة في موقف إعادة تقييم.
وقال بيان لوزارة البشمركة صدر أمس الأحد، رداً على كلام العبيدي وعلى بيان رسمي لوزارة الدفاع حول معركة الموصل والدور الكردي فيها: "كأن البشمركة ستشارك في المعركة بمقابل مالي وبموافقة الجيش العراقي وستنسحب بإيعاز الجيش، الصحيح هو أن قوات البشمركة ستنسحب من المناطق المحررة خلال عمليات تحرير نينوى ووفق جدول زمني وبتوافق بين حكومتي الإقليم وبغداد، وهذا لا يعني أن البشمركة ستنسحب من المناطق التي حررتها خلال السنتين الماضيتين وإنما عملية الانسحاب ستشمل مدينة الموصل فقط".
وهددت كردستان في البيان بوقف التنسيق والتعاون مع الجيش العراقي بسبب تلقيها معاملة قالت إنها "لا ترقى لمستوى تضحياتها". وقالت إن وزارة الدفاع العراقية نشرت بياناً أشارت فيه إلى أن قوات البشمركة ستشارك في معركة تحرير مدينة الموصل مقابل الحصول على دعم مالي وستنسحب من المواقع التي ستدخلها بإيعاز من الجيش العراقي، "فلتعلم جميع الأطراف أن بندقية البشمركة ليست للإيجار وأن مشاركتهم في القتال تتم بقرار من الشعب الكردستاني وليس بإيعاز من أي طرف آخر".
اقــرأ أيضاً
وفي أحدث تطور في مسلسل التوتر بين بغداد وكردستان، أبدى رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، استياءه من التعامل "غير اللائق من قِبل الحكومة العراقية حيال قوات البشمركة، واللامبالاة من دول التحالف بخصوص مشاركة وفد إقليم كردستان في المؤتمر المنعقد في واشنطن لمكافحة الإرهاب". ونقل بيان لرئاسة الإقليم عن البارزاني قوله خلال استقباله وفداً من السفارة الأميركية ببغداد: "في حين أن البشمركة كانت القوة الأساسية في الحرب ضد إرهابيي داعش في العامين الماضيين، ستبقى هذه القوات تضحي بكل شجاعة بأرواحها، وقد استطاعت تحطيم ودحر إرهابيي داعش دفاعاً عن أرض وكرامة هذا الشعب والقيم الإنسانية العليا، من دون أن يُقدَّم لها أي دعم مادي من أية جهة". وأضاف أن "البشمركة تحارب منذ عشرات السنين من أجل قضية عادلة ولحماية هذه البلاد ولا يمكن تثمين قطرة من دماء أي فرد من أفراد البشمركة بأي شيء كان".
وفي محاولة لاحتواء التوتر، أعلن المتحدث باسم وزارة البشمركة، جبار ياور، أن تصريحات العبيدي تم نقلها بشكل خاطئ. وقال ياور في تصريح صحافي: "لم يقل إنه لن يسمح بمشاركة البشمركة بعمليات تحرير الموصل"، مضيفاً: "هناك جهات سياسية تحاول منع مشاركة البشمركة في معركة الموصل، خوفاً من بقائها داخل الموصل بعد تحريرها".
وبالتزامن مع محاولات تحجيم دور البشمركة، تسعى جهات سياسية في بغداد إلى إبراز دور مليشيات "الحشد الشعبي"، إذ ينادي الكثير من السياسيين النافذين بضرورة إشراك تلك المليشيات في معركة الموصل. وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قد أوعز لـ"سرايا السلام" التابعة له، بالتوجّه إلى الشمال لقتال "داعش" جنوب الموصل. كما قال المتحدث العسكري باسم مليشيا "عصائب أهل الحق"، جواد الطليباوي، في بيان، إن "اشتراك فصائل الحشد الشعبي بمعركة تحرير الموصل سيساعد على الإسراع في تحقيق النصر وسيفوّت الفرصة على الطامعين بأرض الموصل". وحذر "من مغبة الموافقة على إشراك البشمركة بمعركة تحرير الموصل".
عملياً تُعد قوات البشمركة الأكثر فعالية في القتال البري مقارنة بالقوات العراقية، وقد خاضت معارك عديدة ضد مسلحي "داعش" استطاعت أن تسترد من خلالها مساحات واسعة من المسلحين تقع شمال مدينة الموصل. وقادت تلك النجاحات قوات البشمركة لتطويق مدينة الموصل من جهتي الشرق والشمال، والوقوف عند مسافات تراوح بين 15 و40 كيلومتراً عن المدينة، فيما يفصل بين الجيش العراقي والموصل من جبهة الجنوب أكثر من 70 كيلومتراً. وقادت معارك البشمركة مع "داعش" إلى خضوع مناطق تُصنف بكونها متنازعاً عليها شمال نينوى، لإدارة إقليم كردستان، ويرفض الإقليم التنازل عنها بعد انتهاء عملية طرد "داعش".
اقــرأ أيضاً
وكان وزير الدفاع العراقي الذي لا يملك أصلاً صلاحيات كبيرة في قيادة المعارك على الأرض، قد قال من الولايات المتحدة الأميركية، أثناء مشاركته في اجتماع لوزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف الدولي، إنه يرفض دخول البشمركة إلى مدينة الموصل (400 كيلومتر شمال العاصمة بغداد) أثناء المشاركة في معارك تحريرها. فيما فتح الباب أمام دخول المليشيات، قائلاً إن قرار مشاركة المليشيات المنضوية في "الحشد الشعبي" أمر وارد ومتروك لرئيس الوزراء حيدر العبادي، المعروف هو الآخر بمحدودية تأثيره على المليشيات المسلحة التي يفوق عددها الخمسين فصيلاً.
ولا يُعرف المغزى من تصريح وزير الدفاع، وإن كان يود توجيه رسالة سياسية من بغداد لإقليم كردستان بعد الدفعة المعنوية الإيجابية التي تلقاها الإقليم عقب توقيع وزارة الدفاع الأميركية مذكرة رسمية هي الأولى للإقليم مع أي جهة أميركية. وتضمّنت المذكرة التي تم توقيعها في 12 يوليو/ تموز الحالي إشارات واضحة إلى دور أساسي لقوات البشمركة في معارك تحرير محافظة نينوى والتصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بما يتضمنه ذلك من إعداد تلك القوات وتسليحها وتمويل الرواتب والتجهيزات، ومن شأن أي تضييق من بغداد على دور البشمركة في معارك نينوى أن يضع تلك المذكرة في موقف إعادة تقييم.
وقال بيان لوزارة البشمركة صدر أمس الأحد، رداً على كلام العبيدي وعلى بيان رسمي لوزارة الدفاع حول معركة الموصل والدور الكردي فيها: "كأن البشمركة ستشارك في المعركة بمقابل مالي وبموافقة الجيش العراقي وستنسحب بإيعاز الجيش، الصحيح هو أن قوات البشمركة ستنسحب من المناطق المحررة خلال عمليات تحرير نينوى ووفق جدول زمني وبتوافق بين حكومتي الإقليم وبغداد، وهذا لا يعني أن البشمركة ستنسحب من المناطق التي حررتها خلال السنتين الماضيتين وإنما عملية الانسحاب ستشمل مدينة الموصل فقط".
وهددت كردستان في البيان بوقف التنسيق والتعاون مع الجيش العراقي بسبب تلقيها معاملة قالت إنها "لا ترقى لمستوى تضحياتها". وقالت إن وزارة الدفاع العراقية نشرت بياناً أشارت فيه إلى أن قوات البشمركة ستشارك في معركة تحرير مدينة الموصل مقابل الحصول على دعم مالي وستنسحب من المواقع التي ستدخلها بإيعاز من الجيش العراقي، "فلتعلم جميع الأطراف أن بندقية البشمركة ليست للإيجار وأن مشاركتهم في القتال تتم بقرار من الشعب الكردستاني وليس بإيعاز من أي طرف آخر".
وفي أحدث تطور في مسلسل التوتر بين بغداد وكردستان، أبدى رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، استياءه من التعامل "غير اللائق من قِبل الحكومة العراقية حيال قوات البشمركة، واللامبالاة من دول التحالف بخصوص مشاركة وفد إقليم كردستان في المؤتمر المنعقد في واشنطن لمكافحة الإرهاب". ونقل بيان لرئاسة الإقليم عن البارزاني قوله خلال استقباله وفداً من السفارة الأميركية ببغداد: "في حين أن البشمركة كانت القوة الأساسية في الحرب ضد إرهابيي داعش في العامين الماضيين، ستبقى هذه القوات تضحي بكل شجاعة بأرواحها، وقد استطاعت تحطيم ودحر إرهابيي داعش دفاعاً عن أرض وكرامة هذا الشعب والقيم الإنسانية العليا، من دون أن يُقدَّم لها أي دعم مادي من أية جهة". وأضاف أن "البشمركة تحارب منذ عشرات السنين من أجل قضية عادلة ولحماية هذه البلاد ولا يمكن تثمين قطرة من دماء أي فرد من أفراد البشمركة بأي شيء كان".
وفي محاولة لاحتواء التوتر، أعلن المتحدث باسم وزارة البشمركة، جبار ياور، أن تصريحات العبيدي تم نقلها بشكل خاطئ. وقال ياور في تصريح صحافي: "لم يقل إنه لن يسمح بمشاركة البشمركة بعمليات تحرير الموصل"، مضيفاً: "هناك جهات سياسية تحاول منع مشاركة البشمركة في معركة الموصل، خوفاً من بقائها داخل الموصل بعد تحريرها".
عملياً تُعد قوات البشمركة الأكثر فعالية في القتال البري مقارنة بالقوات العراقية، وقد خاضت معارك عديدة ضد مسلحي "داعش" استطاعت أن تسترد من خلالها مساحات واسعة من المسلحين تقع شمال مدينة الموصل. وقادت تلك النجاحات قوات البشمركة لتطويق مدينة الموصل من جهتي الشرق والشمال، والوقوف عند مسافات تراوح بين 15 و40 كيلومتراً عن المدينة، فيما يفصل بين الجيش العراقي والموصل من جبهة الجنوب أكثر من 70 كيلومتراً. وقادت معارك البشمركة مع "داعش" إلى خضوع مناطق تُصنف بكونها متنازعاً عليها شمال نينوى، لإدارة إقليم كردستان، ويرفض الإقليم التنازل عنها بعد انتهاء عملية طرد "داعش".