حذرت صحيفة "هآرتس"، اليوم السبت، من إمكانية تآكل دعم الرئيس الأميركي، جو بايدن، لإسرائيل بسبب قلق معظم مصوتي "الحزب الديمقراطي" من قتل المدنيين الفلسطينيين على أيدي جيش الاحتلال في الحرب التي يشنها على غزة، مشيرة إلى أن حالة الاستقطاب المتعاظمة في أوساط الحزب الحاكم تهدد بتواصل المساعدات العسكرية الأميركية لتل أبيب.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يدلّ على المخاطر التي سيتعرض لها الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل، يتمثل بمطالبة عضو مجلس الشيوخ عن "الحزب الديمقراطي"، بيرني ساندرز، بإلزام إسرائيل بالموافقة على شروط لقاء تزويدها بالسلاح والعتاد الحربي.
وأضافت الصحيفة أن المطالبات داخل "الحزب الديمقراطي" بفرض قيود على المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل لم تعد تقتصر على القيادات المحسوبة على الجناح "التقدمي" في الحزب، معتبرة أن كل الدلائل تشير إلى أن القيادات المحسوبة على التيار المركزي في "الحزب الديمقراطي" باتت معنية بوضع حد للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأضافت أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة جعلت المساعدات العسكرية لتل أبيب إحدى القضايا الخلافية داخل "الحزب الديمقراطي" وهو ما يمكن أن يؤثر بمستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
ولفتت إلى أن الديمقراطيين الذين يشعرون بالقلق على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة وجهوا عدداً كبيراً من المطالبات بهذا الشأن إلى البيت الأبيض.
وحسب الصحيفة، فإن عشرة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين من المحسوبين على الجناح المركزي في الحزب، الذين أيدوا مواقف بايدن الداعمة لإسرائيل، غيروا رأيهم الآن، وضمنهم تيم كاين، الذي شارك في الانتخابات الرئاسية في 2016 كنائب للمرشحة السابقة هيلاري كلينتون، وتامي دكفيرت، وهي طيارة أصيبت بجراح خطيرة في أثناء خدمتها العسكرية في العراق.
واقتبست الصحيفة ما جاء في رسالة وجهها أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون العشرة للرئيس بايدن: "نحن قلقون من أن تصبح معاناة غزة غير محتملة، ما قد يؤثر في أمن المواطنين الإسرائيليين بشكل يفاقم من حدة الصراع ويعمل على تآكل التحالفات الإقليمية".
وعلى الرغم من أن قادة الجناح المركزي في "الحزب الديمقراطي" لم يدعوا إلى وقف إطلاق نار فوري بين حماس وإسرائيل، مثل أعضاء الجناح التقدمي، إلا أن تعبيرهم عن قلقهم إزاء ما يحدث في غزة يضع صورة عن التوجهات العامة في الحزب، ما يعني أن الدعم أحادي الجانب الذي تحظى به إسرائيل يتآكل بوتيرة عالية، كما لاحظت الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن استطلاع الرأي العام الذي أُجري لشبكة "أن بي سي" ونُشر الأسبوع الماضي، دلّ على أن موقف بايدن من الحرب على غزة يقابل برفض واسع في الولايات المتحدة، وتحديداً في أوساط الديمقراطيين.
وأبرزت أن الاستطلاع دلّ على أن الأغلبية الساحقة من الأميركيين تؤيد وقف إطلاق نار فوري في الحرب على غزة، منهم 80% من المصوتين لـ"الحزب الديمقراطي".
ونقلت الصحيفة عن مجلة "سلبيت" أن نتائج استطلاع الرأي هذا أثارت قلق عدد من السيناتورات الديمقراطيين الذين ما زالوا يؤيدون إسرائيل، وذلك على اعتبار أن كل أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ سيتنافسون مجدداً على مقاعدهم، في الوقت الذي ستُجرى فيه الانتخابات الرئاسية أواخر العام القادم.