توقعات ببدء جيش الاحتلال سحب قواته من لبنان في غضون ساعات

27 نوفمبر 2024
صورة نشرها جيش الاحتلال لعناصره عند مجرى نهر الليطاني، جنوبي لبنان، 26 نوفمبر 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انسحاب الجيش الإسرائيلي وانتشار الجيش اللبناني: يبدأ الجيش الإسرائيلي انسحابه التدريجي من لبنان خلال 60 يوماً تحت غطاء جوي مكثف، مع انتشار الجيش اللبناني في الجنوب لمنع الفراغ الأمني وإبعاد حزب الله شمالاً.

- آلية رقابة دولية بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا: تشارك الولايات المتحدة وفرنسا في آلية رقابة دولية لضمان الالتزام بالاتفاق، مع دعم عسكري للجيش اللبناني دون وجود قوات أميركية على الأرض.

- تأهب عسكري واستعدادات لبنانية: تبقى ثلاث فرق عسكرية إسرائيلية في حالة تأهب، بينما يسعى لبنان لاستعادة سيادته وتعزيز التنمية الاقتصادية، مع تأثير محتمل على الوضع في غزة.

من المتوقّع أن يبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي سحب قواته من الأراضي اللبنانية في غضون ساعات، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فجر اليوم الأربعاء. ووافق المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، ليل الثلاثاء - الأربعاء، على اتفاق التسوية في لبنان، الذي ينص على انسحاب جيش الاحتلال في غضون 60 يوماً، فيما نقل موقع واينت العبري عن مصادر أميركية قولها إنّ العملية قد تكون أقصر، ومن الممكن أن يبدأ الانسحاب من جنوب لبنان يوم غد الخميس.

وشنّ جيش الاحتلال في الساعات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار غارات مكثّفة على الضاحية الجنوبية، ووسط بيروت، ومناطق أخرى في لبنان، بما في ذلك على الحدود مع سورية. ومن جهته، أطلق حزب الله رشقات واسعة من الصواريخ نحو الشمال، ومنطقة الخضيرة، فيما أوقف الطرفان إطلاق النار الرابعة فجراً بالتوقيت المحلي للطرفين (2 فجراً بتوقيت غرينتش)، والذي من المفترض أن يكون دائماً وليس مؤقتاً، على عكس ما كان في غزة أثناء صفقة الأسرى الأولى والوحيدة بعد بدء الحرب قبل نحو 14 شهراً.

وسيكون انسحاب جيش الاحتلال من لبنان تدريجياً، وقد يبدأ اليوم، وفق وسائل إعلام عبرية، تحت غطاء جوي مكثّف. وسيشمل أيضاً إزالة عشرات الأعلام الإسرائيلية التي وضعها جنود الاحتلال في مواقع للجيش اللبناني والمواقع التي احتلوها في الأراضي اللبنانية. وقال مسؤول أميركي كبير، وفقاً لموقع واينت، إنه خلال هذه الفترة التي تستغرق شهرين "ستبدأ قوات الجيش اللبناني بالانتشار في الجنوب. هذه عملية لا يمكن أن تحدث بين عشية وضحاها وفي غضون أيام. الهدف منها هو منع حدوث فراغ. نحن لا نقول إنه في نهاية الـ60 يوماً سينسحب الجيش الإسرائيلي، بل قبل ذلك. سيكون انسحاباً تدريجياً من عدة مناطق يوجد فيها الجيش الإسرائيلي. سينسحب الإسرائيليون (كلياً) في موعد لا يتجاوز 60 يوماً، وربما في اليوم الخمسين".

وأضاف المسؤول: "على عكس الاتفاقات السابقة، وخاصة في عام 2006، هذه المرة هناك خريطة متّفق عليها. سيحصل الجيش اللبناني على إذن من حكومة لبنان للانتشار، وتنفيذ مهمته، وضمان انتشار جنوده في الجنوب، والتأكد من أن حزب الله ينتقل شمالاً، وإزالة جميع أسلحته الثقيلة. سيقومون بدوريات في المنطقة، وفي حال بقيت أي بنية تحتية أو أسلحة، سيضمنون إزالتها، ولن يكون من الممكن إعادة بناء هذه البنية التحتية في هذه المنطقة".

وقال في سياق حديثه عن آلية التنفيذ: "ستنضم الولايات المتحدة وفرنسا إلى آلية موجودة تم إنشاؤها بعد فترة وجيزة من حرب لبنان الثانية (2006)، وتشمل اليونيفيل وإسرائيل ولبنان. وستترأس الولايات المتحدة هذه الآلية، وستتلقى شكاوى من كلا الجانبين بشأن أي انتهاك محتمل. سنعمل مع الجيش اللبناني لضمان معالجة كل انتهاك. لن يكون هناك جنود أميركيون في المنطقة، لكن سيكون هناك دعم عسكري للجيش اللبناني بالتعاون مع الجيش الفرنسي".

من جهتها، لفتت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن انسحاب القوات البرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي سيكون "تدريجياً"، ومصحوباً بـ"تغطية جوية كثيفة"، على أن يشمل الانسحاب إزالة الأعلام الإسرائيلية التي نُصبت في مواقع عسكرية لبنانية ومناطق وصل إليها جنود الاحتلال خلال عدوانهم البري. وطبقاً لما نقلته عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، فإن "الجيش اللبناني سيشرع بالانتشار خلال مدّة الـ60 يوماً المقررة، للحؤول دون وقوع فراغ أمني، مع ضمان إبعاد حزب الله شمالاً ونزع أسلحته الثقيلة".

ولفت المسؤول الأميركي إلى أن ثمة آليات رقابة دولية ستتولاها الولايات المتحدة وفرنسا، بالتعاون مع الجيش اللبناني، لضمان التزام الأطراف بالاتفاق، مضيفاً، بحسب ما نقلته عنه الصحيفة، أن "لجنة عسكرية مشتركة ستوفر الدعم التقني والمادي للجيش اللبناني لضمان تنفيذ المهام". أمّا بالنسبة للآلية الرقابية، فأوضح المسؤول أن "الولايات المتحدة وفرنسا ستنضمان إلى آلية قائمة بالفعل تشمل اليونيفيل وإسرائيل ولبنان"، مشيراً إلى أن بلاده ستقود هذه الآلية، إذ "ستُرفع تقارير عن أي خروقات، وستعمل الولايات المتحدة مع الجيش اللبناني على معالجتها".

واللافت أن الآلية التي تحدث عنها المسؤول الأميركي "لا تتضمن وجود قوات أميركية على الأرض". مع ذلك، "ستوفر دعماً عسكرياً للجيش اللبناني بالتعاون مع فرنسا"، إذ كما أوضح "ستشكل لجنة عسكرية مشتركة تضم دولاً أخرى، وستقوم بتوفير معدات للجيش اللبناني والعمل على تدريبه ودعمه مالياً". وخلافاً لما انتهت به الحرب بين لبنان وإسرائيل في عام 2006، فإنه طبقاً للمسؤول الأميركي "نحن ملتزمون بالبقاء على الأرض لمتابعة ما يحدث، خصوصاً في ما يتعلق بحزب الله أو أي تنظيمات أخرى"، واصفاً الاتفاق بمثابة "فرصة للبنان لاستعادة سيادته، بموازاة جهود إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية".

في غضون ذلك، اعتبر المسؤول الأميركي أن "حزب الله في أضعف حالاته عسكرياً"، معبراً على المقلب الآخر عن "أمله في أن يؤدي نجاح الاتفاق في لبنان إلى تحريك ملف قطاع غزة". واعتبر أن "العزلة الدولية قد تدفع حركة حماس إلى إعادة تقييم مواقفها". من جهة ثانية، شدد المسؤول على أن فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مطلع على المحادثات بشأن لبنان، لافتاً إلى أن الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن "يرى التطبيع فرصة لتغيير المشهد في الشرق الأوسط"، إذ بحسبه "نعمل لضمان استمرارية الجهود، لأن هذا الاتفاق في مصلحة الولايات المتحدة والمنطقة".

ورداً على سؤال حول دور إيران في مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، شدد المسؤول على أنه "لم نتفاوض مع إيران"، معتبراً أنه "لا ينبغي أن تؤثر (طهران) في المسار المتشكل في لبنان"، مشدداً على أن "القرار يجب أن يكون لبنانياً بالكامل عن طريق البرلمان، ورئيس الوزراء، وإذا انتُخب رئيس، فمن خلاله أيضاً". وعلى الرغم من أن تقارير كانت قد تحدثت عن أن أحد دوافع إسرائيل للتوقيع على الاتفاق هو تجنّب قرار من مجلس الأمن، وعدم استخدام واشنطن حق النقض عليه، نفى المسؤول أن يكون ذلك قد حدث، مشدداً على أن "هذا الموضوع لم يُطرح إطلاقاً".

جيش الاحتلال يبقي على تأهب 3 فرق عسكرية

من جانبها، أفاد هيئة البث الإسرائيلية (كان)، اليوم الأربعاء، بأنه جرى الإيعاز للفرق العسكرية الثلاث المشاركة في العدوان على لبنان بالبقاء في حالة تأهب رغم وقف إطلاق النار، وأشارت إلى أن ثلاث فرق "تعمل" في جنوب لبنان، هي الفرق 91، 36، و98. وتم توجيه القوات لمواصلة الحفاظ على حالة التأهب القصوى واليقظة العالية على الرغم من وقف إطلاق النار. وأضافت أنّ قوات الاحتلال ستنسحب من المنطقة وفقاً للمواعيد التي سيقررها المستوى السياسي، وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه، ودخول قوات الجيش اللبناني.