استمع إلى الملخص
- تحديات التنفيذ: الاتفاقية تركز على وقف إطلاق النار، جمع السلاح الثقيل، وإخراج المسلحين، لكن تواجه صعوبات بسبب تحفظات بعض القبائل والنفوذ الخارجي.
- تأثيرات محلية ودولية: الاتفاقية أدت إلى إنهاء الاعتصامات الدينية في المدن الباكستانية، لكن التوترات بين أفغانستان وباكستان قد تؤثر على استقرارها.
جرى، مساء الأربعاء، توقيع اتفاقية سلام بين القبائل المتخاصمة (السنة والشيعة)، في مقاطعة كرم القبلية، شمال غربي باكستان. وأعلن عن توقيع الاتفاقية بعد اجتماع قبلي انعقد في مدينة كوهات القريبة من مدينة بشاور، مركز إقليم خيبربختونخوا، وحضره مندوبون من الحكومة المحلية في الإقليم. وأعلنت الحكومة المحلية في إقليم خيبربختونخوا، مساء الأربعاء، أنّ الطرفين المتخاصمين وقعا على اتفاقية السلام، وهو ما سيؤدي إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم وفتح الطرق المغلقة المؤدية إلى مقاطعة كرم.
وقال الناطق باسم الحكومة المحلية في خيبربختونخوا برستير سيف، في بيان مقتضب له، إنّ الاتفاقية أبرمت بين الطرفين المتخاصمين وتم التوقيع عليها، معتبراً ذلك "خطوة مهمة"، مشدداً على أن الاتفاقية ستفتح صفحة جديدة من الأمن والسلام في مقاطعة كرم، التي تشهد حرباً طائفية شرسة منذ أكثر من شهرين.
ولم يتحدث المسؤول حول بنود الاتفاقية، إلا أنّ "العربي الجديد" علم من مصادر قبلية (لا ترغب في الإفصاح عن هويتها)، أنّ الاتفاقية تركز على ثلاث نقاط أساسية، هي: وقف إطلاق النار مع فتح الطرق، وجمع السلاح الثقيل، وعمل القبائل من أجل إخراج المسلحين الذين ينتمون لتنظيمات مسلحة محظورة.
وبينما تؤكد الحكومة أن جميع الأطراف وقعوا على الاتفاقية، إلا أن مصادر قبلية تؤكد لـ"العربي الجديد"، أن بعض القبائل لم تحضر الاجتماع الذي انعقد منذ أيام في مدينة كوهات، إذ كانت لديها تحفظات، وهي قبائل مهمة ضمن الأطراف المتخاصمة، وبالتالي فإنّ زعماء تلك القبائل لم يوقعوا على الاتفاقية حتى الآن. وذكرت المصادر أن الحكومة والزعامة القبلية التي تقوم بالوساطة وعدت بأن تأخذ تواقيع تلك القبائل على الاتفاقية خلال يومين.
كما أكدت المصادر ذاتها أن تلك الاتفاقية "هشة للغاية، وقد لا تكون قابلة للتنفيذ بسبب وجود فجوة كبيرة بين القبائل المتخاصمة، وبسبب وجود أطراف خارجية تساهم في مواصلة الصراع من جهة ثانية. علاوة على ذلك، فإنّ اثنين من بنود الاتفاقية تطبيقهما صعب للغاية، هما: جمع السلاح، خاصة السلاح الثقيل، وإخراج المسلحين".
وأضافت المصادر في هذا السياق: "لا يمكن للقبائل إخراج أبنائها من عناصر طالبان الباكستانية، كذلك الأخيرة لها نفوذ كبير جداً في الأوساط القبلية، كما أن للتوتر بين أفغانستان وباكستان تأثيرات مباشرة على قضية كرم". وأعربت المصادر عن خشيتها من أن تكون الاتفاقية مثل اتفاقيات وقف إطلاق نار أبرمت في الماضي، واستمرت لأسابيع وأشهر، خلالها تأهب كل طرف لحرب قادمة، من خلال حشد المسلحين والعتاد.
ومع إعلان الحكومة في باكستان توقيع الاتفاقية أعلنت الأحزاب الدينية (السنية والشيعية) إنهاء الاعتصامات المفتوحة التي كانت تنظمها تلك الأحزاب لتأييد الأطراف المتخاصمة في المدن الباكستانية المختلفة، خاصة كراتشي ولاهور وبشاور. وكان مجلس وحدة المسلمين الذي يضم العديد من الأحزاب الدينية في باكستان ينظم الاعتصامات لتأييد الشيعة، بينما أحزاب دينية سنية كانت تنظم الاعتصامات والتظاهرات تأييداً للسنة. وكان عشرات من رجال الأمن والمتظاهرين قد أصيبوا بجروح، الثلاثاء، في كل من مدينة كراتشي وبيشاور إثر مواجهات بين المتظاهرين والمعتصمين من جهة وقوات الأمن من جهة ثانية.