وقّعت حركتا "فتح" و"حماس"، ظهر اليوم الخميس، على الاتفاق النهائي للمصالحة، وذلك بعد نقاشات دامت على مدار ثلاثة أيام في العاصمة المصرية القاهرة.
واتفقت الحركتان، حسب بيان إعلان المصالحة، على إجراءات تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها، والقيام بمسؤولياتها الكاملة في إدارة شؤون غزة كما في الضفة الغربية، كحد أقصى يوم الأول من ديسمبر/كانون الأول، مع العمل على إزالة كافة المشاكل الناجمة عن الانقسام.
ووجّه العاروري، خلال المؤتمر الصحافي، الشكر "للإخوة في مصر في كل المستويات، من سيادة الرئيس والحكومة وجهاز المخابرات العامة... ودور مصر العظيم لا يتغير عبر التاريخ في تبنيها لحقوق الشعب الفلسطيني".
وأضاف العاروري "أوجه شكري للإخوة في حركة فتح، ونحن وإن اختلفنا في وجهات النظر وتنافسنا في الانتخابات، فهذا لا يغيّر أننا إخوة في الدم والوطن. لا يوجد أمامنا خيار سوى أن نستمر في التقدم لتحقيق وحدة شعبنا ووصولنا إلى آماله وتطلعاته، ونحن في حركة حماس عازمون، هذه المرة وفي كل مرة، على إنهاء الانقسام، ونحن بادرنا بشكل أحادي بحل اللجنة الإدارية، وفتحنا الباب من أجل الوصول إلى هذه المصالحة".
وأضاف "كلما نجحنا في تطبيق خطوة، أصبح علينا ذلك أسهل في تطبيق الخطوة التي بعدها، هذا الحوار في اليومين السابقين تركّز على تمكين حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية أن تعمل بكامل صلاحيتها ومسؤوليتها في كل الوطن الفلسطيني في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، وتطرقنا إلى القضايا المباشرة التي يجب أن تتمأسس مع دخول الحكومة الفلسطينية إلى غزة".
توقيع أول بروتوكول
من جهته، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، صلاح البردويل، في مؤتمر صحافي بغزة، اليوم، أنّ ما جرى في القاهرة هو توقيع أول بروتوكول من بروتوكولات تنفيذ اتفاقية المصالحة، والمتعلقة بتمكين حكومة الوفاق من مهامها في غزة.
وقال "في هذه اللحظات وهذا الظرف الاستثنائي لشعبنا، نزفّ في حركة حماس، نبأ الشروع في تطبيق اتفاقيات المصالحة التي وقعت قبل سنوات ولم يُقدّر لها حتى هذا الوقت أن تكون موضع التنفيذ".
وأضاف البردويل أنّ التوقيع جاء برعاية مصرية "كريمة"، وسط حرص كبير على أن يتم الاتفاق، و"كانت هناك إرادة قوية وصادقة ومرونة عالية، ورعاية مصرية متميزة، ودافع شعبي كبير من الفصائل والشعب، وكل ذلك كان عاملاً لتنفيذ هذه الاتفاقية".
ولفت إلى أنّ هناك مراحل أخرى ستقطع بعد شهر، وسيكون هناك لقاء تقييمي لسير الأمور فيما يتعلق بتنفيذ هذه الاتفاقيات بمشاركة "فتح" و"حماس"، برعاية مصرية، كذلك سيكون هناك لقاء للفصائل الفلسطينية، وستدعو إليه القاهرة في بداية الشهر المقبل.
وبيّن البردويل أنّ لقاء الفصائل في مصر "سيتناول تشكيل حكومة وتنفيذ باقي ملفات المصالحة الكبيرة، وعلى رأسها منظمة التحرير والانتخابات وغيرها من القضايا"، مشدداً على أنّ حركته حرصت، خلال اللقاءات، على أن تكون الملفات "قائمة على مفهوم الشراكة الحقيقية".
وأشار إلى أنّه جرى ترك أمر وقف العقوبات على غزة (التي اتخذها الرئيس عباس سابقاً) لـ"الإخوة" في حركة "فتح"، ليصدر قرار من الرئيس بوقف هذه الإجراءات، وهذا ليس مطلب حماس فقط، بل مطلب كل الشعب الفلسطيني.
إنهاء الانقسام
من جانبه، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، توجيهاته إلى الحكومة الفلسطينية وجميع الأجهزة والمؤسسات، بالعمل الحثيث لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، في وقت رحب فيه بالإنجاز الذي تحقق في الحوار بين حركتي فتح وحماس، برعاية مصرية في القاهرة.
ودعا عباس، في تصريحات له نشرتها وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، جميع القوى والفصائل، إلى بذل كل الجهود لتحقيق ما يصبو إليه الشعب الفلسطيني في استعادة الوحدة.
واعتبر أن ما تم الاتفاق عليه، يعزز ويسرع خطوات إنهاء الانقسام، واستعادة وحدة الشعب الفلسطيني والأرض والمؤسسات الفلسطينية.
ووجّه عباس "الشكر والتقدير إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، للدور الكبير الذي قامت به جمهورية مصر العربية من أجل تحقيق هذا الإنجاز الهام".
وعن زيارة عباس إلى غزة، قال رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم التابعة لحركة "فتح"، منير الجاغوب، لـ"العربي الجديد"، إن ذهاب الرئيس محمود عباس إلى قطاع غزة مرهون بتمكين حكومة الوفاق الوطني وممارسة مهامها.وأضاف الجاغوب، أن ذهاب الرئيس عباس إلى غزة ليس له سقف زمني محدد، بل إن ذلك مرهون بأن تمارس حكومة الوفاق الوطني المتفق عليها مهامها وتسلّمها للمعابر، وتسلّم الأمن مهامه، وغيرها من الأمور المتعلقة باستقرار الأوضاع، وتنفيذ بنود المصالحة.
(العربي الجديد)