أعلنت قوات الأمن التركية، اليوم الاثنين، أنها نفّذت عدة عمليات أمنية، اعتقلت على إثرها عشرات المتهمين بانتمائهم لتنظيم "داعش" الإرهابي، وجماعة "الخدمة" المحظورة في البلاد، من بينهم أجانب.
وشنت قوى الأمن في العاصمة حملة اعتقالات طاولت 26 شخصا يشتبه بانتمائهم لتنظيم "داعش"، بعد تحقيقات أجرتها مديرية أمن أنقرة، وتوصلت بموجبها إلى معلومات حول وجود 30 شخصا، أغلبهم يحملون الجنسية العراقية بالإضافة إلى سوريين، كانوا يتواصلون مع عناصر "داعش".
وعقب الحصول على المعلومات، داهمت قوى الأمن عدة عناوين مختلفة في العاصمة، وأوقفت 26 منهم، فيما تواصل عملية البحث عن 4 آخرين لم يتم القبض عليهم بعد.
وأورد الإعلام المحلي، أنه بعد الإجراءات المتبعة في مديرية الأمن التي اقتيد إليها الموقوفون، تم تسليم المشتبه بهم إلى إدارة الهجرة من أجل إتمام عملية ترحيلهم إلى خارج تركيا.
وفي السياق نفسه، نقل الإعلام التركي، اعترافات أحد عناصر "داعش" المعتقلين في سورية، ويُدعى سمير الحميد، التي أفاد فيها بأنه تلقّى تعليمات بتنفيذ هجمات مسلحة في تركيا، وأنه أخفى المتفجرات في ريف حلب.
وكان الحميد قد اعتقل في ريف حلب في 17 يونيو/حزيران الجاري، بعد عملية نفّذتها الاستخبارات التركية، حيث اعترف بأنه عضو في التنظيم الإرهابي، وكان يستعد لتنفيذ هجمات داخل تركيا، ومن أجل ذلك عمل على دفن المتفجرات في ريف حلب.
وبعد الاعترافات، تمكنت قوى الأمن من حفر المكان الذي أشار إليه الحميد، ليتم العثور على 50 كيلوغراما من متفجرات "تي إن تي" وهي معدّة وجاهزة للانفجار، بحسب ما نقل الإعلام التركي.
وتكثّف تركيا، في الفترة الأخيرة، عمليات متابعة خلايا "داعش" التي تسللت إلى البلاد من سورية والعراق، وإلقاء القبض عليهم في مختلف الولايات التركية، واعتقلت قادة في التنظيم، منهم مسؤول ولاية تركيا، قاسم غولر، الملقب "أبو أسامة التركي"، وأحد مرتكبي مجزرة سبايكر في العراق وآخرين، فضلا عن عمليات أمنية مماثلة تجري في الداخل السوري.
وأفضت هذه العمليات إلى القبض على قياديين في التنظيم من الجنسيات التركية والأجنبية، فضلا عن مصادرة كميات من الأسلحة والوثائق والمستندات. فيما تمكنت تركيا، بفضل هذه العمليات، من منع هجمات مسلحة كانت ستستهدف الداخل التركي.
وتلقّى تنظيم "داعش" هزائم كبيرة في سورية والعراق في السنوات الأخيرة، ولم يتبق له انتشار سوى في جيوب محددة في البادية السورية، وعلى الحدود السورية العراقية، حيث يتم تنفيذ هجمات بين فترة وأخرى ضد القوات التابعة للنظام السوري والقوات العراقية، والقوات الروسية.
اعتقال 35 من جماعة "الخدمة"
وفي إطار الاعتقالات التي جرت اليوم، ألقت قوى الأمن القبض على 38 مشتبها بانتمائهم لجماعة "الخدمة"، المحظورة التي يتزعمها الداعية فتح الله غولن، والمتهمة بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة في عام 2016.
وفي العملية الأولى التي قادت تحقيقاتها النيابة العامة في ولاية أكسراي (وسط تركيا)، أصدرت قرارا بتوقيف 15 مشتبها بهم، شملت ولايات أكسراي وقونيا وأنقرة، لتنفذ قوى الأمن حملات اعتقالات قادت إلى توقيف 12 منهم، مع استمرار البحث عن 3 آخرين لم يتواجدوا في عناوين سكنهم.
وفي عملية ثانية، أصدرت النيابة العامة في ولاية بالك إسير (جنوب بحر مرمرة) قرارا باعتقال 23 مشتبها بهم، يشتبه بتغلغلهم داخل القوات المسلحة، وشملت العمليات 18 ولاية، حيث بدأت قوى الأمن حملة لاعتقالهم.
وتشتبه السلطات في أن المعتقلين متغلغلون داخل القوات المسلحة، وداخل مؤسسة التعليم، حيث تتهم الجماعة عبر سنوات سابقة، بتسهيل تولّي أعضائها مناصب مهمة، ودخولهم بسهولة إلى مؤسسات الدولة.
وتصنف تركيا جماعة "الخدمة" منظمة محظورة، وتتهمها بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة التي كانت تستهدف إسقاط حزب "العدالة والتنمية" الحاكم والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ومنذ ذلك الحين تمارس الحكومة عملية ملاحقة بحق جميع منتسبي الجماعة.
وأدت عمليات الملاحقة هذه إلى اعتقال وسجن عشرات الآلاف من الأشخاص، وطرد عشرات الآلاف من وظائفهم في الجيش والتعليم والقضاء والشرطة، وما يزال عشرات الآلاف في انتظار قرارات المحكمة المتعلقة بوضعهم المعلق، وهو ما أثار حفيظة منظمات حقوقية محلية ودولية، باعتبارها محاولة من الحكومة للتضييق على المعارضة.