انتقادات واسعة لحديث ودّي بين رئيسة الحكومة التونسية والرئيس الإسرائيلي على هامش قمة "كوب 27"

08 نوفمبر 2022
كلمة نجلاء بودن في "كوب 27" (رئاسة الحكومة التونسية/فيسبوك)
+ الخط -


 تداول ناشطون في تونس، أمس واليوم، فيديو تظهر فيه رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن، تتبادل حديثا وديا مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، على هامش قمة المناخ (كوب 27) في مدينة شرم الشيخ المصرية، جدلا واسعا.

وبدت بودن تتحدث باقتضاب مع هرتسوغ، أثناء التقاط صورة جماعية للزعماء ورؤساء الحكومات، الذين حلوا بمصر للمشاركة في القمة، وهي تقف في الصف الخلفي بينما يتقدمها هرتسوغ. وأثارت المحادثة التي بدأت بابتسامة متبادلة، ردود أفعال تونسية تنتقد الموقف، فيما لم يصدر عن الحكومة التونسية أي تعليق.

قالت القيادية في حركة النهضة جميلة الكسيكسي، في تصريح لـ" العربي الجديد"، إن "الموقف التونسي تاريخيا من القضية الفلسطينية واضح، ورئيس الجمهورية عبّر في عدة مناسبات أنه ضد التطبيع، وأنه خيانة"، مبينة أن "ما حصل فضيحة ويتعارض مع السياسة الخارجية للدولة التونسية".

وأضافت، أنه "لا يوجد خط سياسي واضح يضبط تصرف الحكومة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية".

ولفتت إلى أن "الموقف من التطبيع واضح، والأصل أن تعبّر الحكومة عن مواقف التونسيين"، وعدم التوضيح هو أمر مثير للريبة والتساؤل. 

وقال النائب السابق بمجلس نواب الشعب المنحل، القيادي بالتيار الديمقراطي، محمد بونني، في تصريح لـ"العربي الجديد "، إن "رئيسة الحكومة أخطأت التصرف، ففي الوقت الذي يتحدث فيه التونسيون عن رفضهم للتطبيع، ويصر رئيس الجمهورية على أنه خيانة عظمى، فإنه من الأنسب أن تعبّر رئيسة الحكومة عن الموقف ذاته، مؤكدا أنها لم تحسن التعامل مع الموقف".

وتابع: "لو كان هناك من يسهر على البروتوكول لكان يمكن تجنب مثل هذا الموقف، وألا تكون (بودن) في جوار الرئيس الإسرائيلي، وهي مسائل وقائية يتولى المسؤولون المرافقون لها ترتيبها". مبينا أن ذلك دليل على "الارتجال في الدبلوماسية التونسية".

وفي منشور على "فيسبوك" قال الأمين العام المساعد لـ"اتحاد الشغل" سامي الطاهري: "صورة من مقطع فيديو عار على تونس. ليست الأولى فقد سبقهتها صورة باسمة مع المطبّع حسن شلغومي... ما خفي كان أعظم... اعملوا التبريرات الديبلوماسية اللي ما لقيتوها كان في تبييض هذه الفضيحة".

وتساءل عضو "مواطنون ضد الانقلاب" حبيب بوعجيلة إذ ما كان الرئيس سعيد سيقيل رئيسة حكومته، أم لا، فقال: "هل سيقيلها؟".