أعلن القيادي في حركة النهضة رياض الشعيبي أنه "تم توقيف رئيس حزب النهضة بالنيابة منذر الونيسي في الطريق العام". وأكد الشعيبي، في تصريح لاحق، أن السلطات اعتقلت أيضاً رئيس مجلس شورى حركة النهضة، عبد الكريم الهاروني.
وأضاف الشعيبي، في تدوينة على حسابه الرسمي في "فيسبوك"، أنه "تم نقل الدكتور الونيسي إلى ثكنة العوينة للحرس الوطني"، مضيفًا أنه "تقرر الاحتفاظ به 48 ساعة على ذمة فرقة الجرائم الإلكترونية".
وذكرت حركة النهضة، في بيان لها مساء الثلاثاء، أن "السلطات الأمنية أوقفت نائب رئيس حركة النهضة الدكتور منذر الونيسي دون سابق إعلام عندما كان يقود سيارته وتم اقتياده إلى جهة غير معلومة".
وطالبت حركة النهضة بإطلاق سراح الونيسي، وعبرت عن "تضامنها الكامل معه بعد الحملة المغرضة التي تعرض لها في المدة الماضية بشكل كيدي بغاية تشويه الحركة وقياداتها من أطراف تدعي الانتصار للنضال من أجل استعادة المسار الديمقراطي وتدّثر برداء حماية حركة النهضة".
وأذنت النيابة العمومية، اليوم، بالبحث في ملابسات تسجيلات مسربة منسوبة للونيسي تحدث فيها عن صراعات داخل حركة النهضة وعلاقتها بالحكم ورجال أعمال وإعلام.
ونفى رئيس حركة النهضة بالنيابة صحة التسجيلات المسربة، فيما أكدت الصحافية التونسية شهرزاد عكاشة المتواجدة في الخارج، صحة التسجيلات على أثر مكالمة قالت إنها جمعتها بالونيسي.
كما نفى الونيسي ما ذُكر في التسجيل من أن "مقابلة جمعته برجل الأعمال، ورئيس فريق النجم الرياضي الساحلي لكرة القدم، عثمان جنيح، وأبنائه، فضلا عن نفيه التداول معهم في مواضيع تخص الحياة السياسية في تونس ومساعي لترشيح جنيح للرئاسة".
كذلك، أعلن جنيح رفعه قضية ضد الونيسي على أثر التسجيل المسرب، نافيا بدوره أي علاقة أو لقاء جمعه برئيس حزب النهضة.
بالتوازي مع ذلك، أعلنت حركة النهضة، في بيان لها، أن "السلطات الأمنية أقدمت على توقيف الوزير السابق ورئيس مجلس الشورى لحركة النهضة المهندس عبد الكريم الهاروني بعدما كانت قد وضعته رهن الإقامة الجبرية منذ يوم السبت الماضي".
وأدانت الحركة توقيف الهاروني "الذي يخضع لعلاج دقيق من طبيب مختص في الحروق، ووضعه رهن التوقيف يمكن أن يعكر حالته الصحية ويمثل خطرا على حياته".
ودعت الحركة إلى "إعلاء سلطة القانون واحترام حقوق الأفراد والتنظيمات السياسية في النشاط والتعبير عن الرأي".
إلى ذلك، أفرجت السلطات، مساء اليوم، عن رئيس الحكومة الأسبق حمّادي الجبالي بعدما تم اقتياده صباحا للتحقيق في ثكنة العوينة بالعاصمة.
وأكد عضو هيئة الدفاع مختار الجماعي إطلاق سراح الجبالي، قائلا على صفحته الرسمية إنه "تمّ الاستماع لرئيس الحكومة الأسبق السيّد حمّادي الجبالي لمدّة سبع ساعات في خصوص التّعيينات والانتدابات إبّان ترؤّسه للحكومة، وقد تقرّر بعد مراجعة النّيابة العموميّة إبقاؤه بحالة سراح، وستطلع هيئة الدّفاع عنه الرّأي العام لاحقًا على تفاصيل هذا الاستهداف السّياسيّ الجديد".
وفي 26 إبريل/نيسان الماضي، أعلنت حركة النهضة تكليف نائب رئيس الحركة منذر الونيسي بتسيير شؤونها إلى حين زوال أسباب غياب رئيسها راشد الغنوشي، المعتقل في السجن.
والونيسي (56 عاما) أستاذ بكلية الطب في تونس انتمى إلى الحركة في 1984 وظل ينشط داخلها، ثم انتخب عضوا بمجلس الشورى خلال المؤتمر العام العاشر للحزب (2016).