أعلنت تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين بتونس، يوم الثلاثاء، أن عائلة المعتقل المعارض جوهر بن مبارك وعائلات باقي المعتقلين ورفاقه ومجموعة من الناشطين وجهوا له نداء عاجلاً لرفع إضرابه عن الطعام المتواصل منذ 15 يوماً، ما استدعى نقله إلى المستشفى، الاثنين، جراء تدهور وضعه الصحي.
وقال رئيس "جبهة الخلاص الوطني" المعارضة أحمد نجيب الشابي في ندائه لجوهر: "أتوجه إليك اليوم باسم جبهة الخلاص الوطني التي كنت أحد أبرز مؤسسيها لأترجاك بأن تعلق إضرابك عن الطعام الذي بلغ يومه الخامس عشر".
وأضاف الشابي: "إنك بإطلاقك هذا الإضراب فجّرت موجة إضرابية تضامنية عمت مختلف السجون وتجاوزتها إلى الداخل التونسي، وانخرط فيها أحباء الحرية والديمقراطية في الخارج. فحركت بذلك قضية المعتقلين السياسيين التي احتضنها الإعلام والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية المحلية والعالمية، وأحرجت السلطة أيما إحراج داخلياً وخارجياً".
وقال الشابي: "إذا كان الإضراب عن الطعام وسيلة لتحسيس الرأي العام وتشديد الضغط على السلطة الغاشمة فقد حقق إضرابك كامل أهدافه في فترة وجيزة بمقياس الزمن، وطويلة جدا بمقياس الصبر على الجوع وتحمل آلامه، في ظروف العزلة وسوء المعاملة ونقص الخدمات الصحية وترديها".
وتابع: "أخي جوهر، إن أهلك ورفاقك وبلادك في أشد الحاجة إليك وإلى قدراتك القيادية وكفاءاتك السياسية لمواصلة مسيرة المقاومة حتى استعادة الحرية والشرعية الدستورية وسيادة القانون، على طريق استقرار تونس ونهضتها".
وختم بالقول: "لهذه الأسباب وباسم القيم النبيلة والأهداف السامية التي تجمعنا فإننا ندعوك إلى تعليق إضرابك عن الطعام فورا، ونعدك في الجبهة بمضاعفة الجهد حتى نفك أسرك وأسر سائر المساجين السياسيين، وحتى تعود راية الحرية عالية خفاقة في سماء تونس".
من جهته، قال "الحزب الجمهوري" في بيان وجهه إلى جوهر بن مبارك: "إذ نُكبِر فيك روح العزيمة والمبادرة بخوض معركة الأمعاء الخاوية منذ 15 يوماً، لتنضاف بالتحاق رفاقك المعتقلين حلقة من حلقات النضال والمقاومة، واعتبارا لما حققته عميقا على أرض الواقع... لأجل ما تعنيه تضحياتكم لرفاقكم وعائلاتكم ولكل الأحرار، وانطلاقا من واجبنا الرفاقي والأخلاقي وحرصا على سلامة أجسادكم مما يهدّدها من مخاطر ومخلّفات صحية باهظة، ندعوكم إلى رفع إضرابكم عن الطعام على أن نعدكم بمواصلة النضال حتى النصر".
وأضاف البيان الموجه أيضاً إلى أمين عام "الحزب الجمهوري" المعتقل: "رفيقنا الصامد عصام الشابي، وأنت تخوض مع رفاقك هذه المعركة النبيلة بشرف وشموخ، وبعد أن قررت إهداء إضرابك عن الطعام لفلسطين الأبيّة معبرا عن انتمائك الأصيل لدعم القضية ونهج مقاومتها، ندعوكم إلى رفع الإضراب حرصا على سلامتكم".
وأطلقت حملة واسعة للتضامن مع بن جوهر في إضرابه عن الطعام، في تونس وخارجها، وأتى ذلك على شكل إضرابات عن الطعام أعلنها معتقلون سياسيون آخرون، من بينهم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، على الرغم من تقدّمه في السنّ (يبلغ من العمر 82 عاماً) وحالته الصحية.