تقدّم حزب "الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو، أول من أمس، ولأول مرة منذ حلّ الحكومة السابقة في ديسمبر/كانون الأول 2018، وخوض معركتين انتخابيتين متتاليتين، على خصمه الرئيسي حزب "كاحول لفان" بزعامة الجنرال بني غانتس، في عدد المقاعد التي تمنحها له الاستطلاعات الإسرائيلية. وتبيّن من استطلاعين نُشرت نتائجهما أول من أمس، أن حزب "الليكود" يتقدّم على "كاحول لفان" بمقعد واحد، علماً أنه تبقّت على الانتخابات الإسرائيلية ستة أيام، إذ من المقرر أن تُجرى يوم الاثنين المقبل.
وشكّلت نتائج الاستطلاعين لكل من القناة الإسرائيلية العامة "كان" التي منحت حزب "الليكود" 35 مقعداً مقابل 34 لحزب "كاحول لفان"، واستطلاع القناة 12 الذي منح "الليكود" 34 مقابل 33 مقعداً لـ"كاحول لفان"، مؤشراً أولياً لحراك أصوات من الأخير إلى حزب "الليكود"، وعلى نجاح نتنياهو بإضعاف أثر تحديد موعد السابع عشر من مارس/آذار المقبل لبدء محاكمته، على المعركة الانتخابية وأهليته لرئاسة الحكومة، إذ لا يزال نتنياهو يتقدّم شخصياً على خصمه الجنرال بني غانتس لجهة كونه الأنسب لرئاسة الحكومة، وتمنحه الاستطلاعات في هذا المضمار 45 في المئة، مقابل 33 في المئة وأحياناً 38 في المئة لمصلحة غانتس.
لكن نتنياهو سيحتاج أولاً إلى تخطي ثلاثة تحديات أولية لضمان وصول معسكره المكوّن من "الليكود" وحزبي الحريديم، "يهدوت هتوراة" و"شاس"، وحزب التيار الديني الصهيوني "يمينا"، إلى الرقم السحري في السياسة الإسرائيلية، لجهة عدد المقاعد البرلمانية في الكنيست وهو 61 من أصل 120 عضواً في الكنيست.
ويشكّل الوصول إلى هذا الرقم من المقاعد محور الجهد الانتخابي لنتنياهو منذ أن انقلب زعيم حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان بعد انتخابات إبريل/نيسان من العام الماضي على معسكر اليمين بقيادة نتنياهو، ورفض الدخول في ائتلاف يقوده نتنياهو بشراكة مع أحزاب الحريديم، مما جرّ إسرائيل في نهاية المطاف إلى انتخابات ثانية جرت في 17 سبتمبر/أيلول الماضي.
أسفرت الانتخابات الثانية، تقريباً عن نفس حالة التعادل في موازين القوى، أغلبية لمعسكر نتنياهو على خصمه معسكر غانتس: 55 مقعداً لمعسكر نتنياهو، مقابل 44 مقعداً لمعسكر غانتس و8 مقاعد لحزب "يسرائيل بيتينو" و13 مقعداً للقائمة المشتركة للأحزاب العربية، لكن من دون تمكّن أي من المعسكرين من تشكيل ائتلاف حكومي يحظى بتأييد 61 نائباً، أو حتى تشكيل حكومة أقلية.
وحتى التصعيد الأمني الذي اندلع منذ أول من أمس الأحد، بعد قتل جيش الاحتلال للشهيد محمد الناعم عند السياج الحدودي مع غزة، وما تبع ذلك من قصف "الجهاد الإسلامي" لمواقع ومستوطنات في جنوب إسرائيل، ردت عليه إسرائيل بقصف مواقع لـ"الجهاد" قرب دمشق، كان نتنياهو يسير باتجاه استراتيجية انتخابية تقوم على تشجيع وحثّ جمهور اليمين التقليدي للخروج للتصويت، مع تركيز شديد على نحو 250 ألف ناخب، بيّنت لوائح "الليكود" أنهم من ناخبيه التقليديين، لكنهم امتنعوا عن التصويت في الانتخابات الأخيرة. وشكّلت هذه الفئة ومحاولة إخراجها إلى مراكز الاقتراع، التحدي الأول الذي اعتبر نتنياهو أن عليه تخطيه من خلال حملة مكثفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الاجتماعات الانتخابية. وسعى نتنياهو خلال الاجتماعات الانتخابية الأخيرة وفي شرائط ورسائل فيديو مباشرة على تزويده بأرقام مصوتين لـ"الليكود" ممن لم يشاركوا في الانتخابات الأخيرة، للاتصال بهم بشكل مباشر وحثهم على الخروج للتصويت.
ويراهن نتنياهو وفق خطته الدعائية ونشاطه الدؤوب في الاجتماعات الانتخابية، على رفع نسبة التصويت لدى جمهور مؤيدي "الليكود" وإقناع من لم يصوّتوا منهم بالخروج للتصويت، لا سيما بعد أن أشار استطلاع لصحيفة "يسرائيل هيوم"، يوم الجمعة الماضي، أنه في الوقت الذي أعلن فيه 80 في المئة ممن عرّفوا أنفسهم على أنهم صوّتوا لحزب "كاحول لفان"، أنهم يعتزمون التصويت هذه المرة أيضاً، فقد قال 65 في المئة من مصوّتي "الليكود" أنهم يعتزمون المشاركة في الانتخابات الثالثة. ويحاول نتنياهو تكثيف جولاته الانتخابية، والتواصل عبر البث المباشر على "فيسبوك"، مستعيناً بعنصر التحريض على العرب والقائمة المشتركة تحت شعار أن حزب "كاحول لفان" لن يتمكّن من تشكيل حكومة من دون القائمة المشتركة للأحزاب العربية.
اقــرأ أيضاً
لكن التصعيد الأمني الحالي، مع ما رافقه من تهديدات أطلقها نتنياهو أمس، ضد "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، تنبئ باحتمال شن عملية عسكرية متواصلة، وبدء الاحتلال بشن غارات عدوانية على أهداف في غزة، من شأنه أن يزيد من معضلة نتنياهو في الوصول إلى هؤلاء الناخبين، خصوصاً أن نسبة التراجع الأكبر في هذا الجمهور هم من سكان البلدات الإسرائيلية في الجنوب، بما فيه بلدات تتصف بأغلبية من اليهود الشرقيين المؤيدين تقليدياً لنتنياهو. ومن شأن استمرار التصعيد الأمني، وشن عدوان عسكري على غزة، أن يدفع باتجاه خفض نسبة التصويت بالذات في البلدات الجنوبية في إسرائيل، القريبة من قطاع غزة والتي تطاولها الصواريخ والقذائف التي تطلقها المقاومة من غزة. كما أن التصعيد الأمني وحتى شن عدوان متواصل على غزة، يخدم بشكل كبير الدعاية الرسمية لحزب "كاحول لفان" بقيادة غانتس، لجهة تأكيد فشل نتنياهو في توفير الأمن لسكان الجنوب في إسرائيل، واستمرار خضوعه ورضوخه لشروط المقاومة الفلسطينية ودفعه "أتاوة"، بحسب التعبير الذي استخدمه غانتس مجدداً أمس، وهو التعبير الذي يستخدمه بشكل متواصل أيضاً وزيرا الأمن السابقين، موشيه يعالون وأفيغدور ليبرمان.
وإذا كان التحديان المذكوران غير كافيين، فقد انضم إليهما تحدٍ جديد، منذ مطلع نهاية الأسبوع الماضي، وهو الخوف من حالة هلع عامة من فيروس كورونا. ففي الأسبوع الماضي أعلنت السلطات الرسمية في إسرائيل، أن اثنين من الإسرائيليين الذين عادوا إلى إسرائيل وكانوا على متن السفينة "دايمند برنسيس" مصابان بالفيروس. وما زاد الطين بلّة بعد ذلك، إعلان وزارة الصحة الإسرائيلية رسمياً مساء السبت، أن مجموعة من السياح الكوريين الذين زاروا إسرائيل والضفة الغربية بين 8 و15 فبراير/شباط الحالي، كانوا يحملون المرض، وأن أفرادها زاروا مناطق كثيرة والتقوا مجموعات من الطلبة الإسرائيليين كانوا في رحلة إلى متنزهات وحدائق عامة في الجنوب، وتم إدخال نحو 200 تلميذ من مدارس في جنوب إسرائيل وشمالها (عين غيف في النقب، كريات حايم في حيفا، وأخرى من طبريا) إلى الحجر الصحي. وتبع ذلك مطلع الأسبوع الإعلان عن تحويل 200 سائح إضافيين من كوريا الجنوبية للحجر الصحي في قاعدة عسكرية، إضافة إلى مجموعة أخرى وضعت في الحجر الصحي في كيبوتس (مستوطنة زراعية) على ضفاف طبريا.
ومع بدء حالة من الهلع في إسرائيل، على الأقل عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، سارع نتنياهو قبل غيره إلى "التحذير" ليس فقط من الإصغاء للأخبار المجهولة المصدر، بل زيادة على ذلك بمطالبة الإسرائيليين بالحذر من أخبار كاذبة واحتمالات قيام أطراف خارجية بزرع حالات هلع للتأثير على سير العملية الانتخابية.
تُشكّل هذه التحديات الثلاثة، التحديات الرئيسية المباشرة التي تهدد مسعى نتنياهو بالوصول إلى أغلبية 61 مقعداً لصالح معسكر اليمين المناصر له، فيما يرى خصمه الرئيسي غانتس، وبمنظور عنصري أيضاً، أن التحدي الأساسي أمام فرص معسكره بالوصول إلى مرحلة التكليف بتشكيل الحكومة المقبلة، في الوصول إلى كتلة نيابية تزيد عن مجمل معسكر "الليكود" والحريديم بمقعد واحد فقط يضمن له أغلبية يهودية على معسكر نتنياهو تمكّنه من تشكيل حكومة أقلية (أي تتمتع بتأييد يقل عن 61 مقعداً من أصل 120 مقعداً في الكنيست) لكن لا يوجد ضدها أغلبية 61 صوتاً في حال امتناع القائمة المشتركة للأحزاب العربية، أو بعض أعضائها، عن التصويت ضد حكومة برئاسة غانتس أو تغيّب بعض نواب القائمة المشتركة عن جلسة عرض الحكومة الجديدة لنيل ثقة الكنيست.
وشكّلت نتائج الاستطلاعين لكل من القناة الإسرائيلية العامة "كان" التي منحت حزب "الليكود" 35 مقعداً مقابل 34 لحزب "كاحول لفان"، واستطلاع القناة 12 الذي منح "الليكود" 34 مقابل 33 مقعداً لـ"كاحول لفان"، مؤشراً أولياً لحراك أصوات من الأخير إلى حزب "الليكود"، وعلى نجاح نتنياهو بإضعاف أثر تحديد موعد السابع عشر من مارس/آذار المقبل لبدء محاكمته، على المعركة الانتخابية وأهليته لرئاسة الحكومة، إذ لا يزال نتنياهو يتقدّم شخصياً على خصمه الجنرال بني غانتس لجهة كونه الأنسب لرئاسة الحكومة، وتمنحه الاستطلاعات في هذا المضمار 45 في المئة، مقابل 33 في المئة وأحياناً 38 في المئة لمصلحة غانتس.
لكن نتنياهو سيحتاج أولاً إلى تخطي ثلاثة تحديات أولية لضمان وصول معسكره المكوّن من "الليكود" وحزبي الحريديم، "يهدوت هتوراة" و"شاس"، وحزب التيار الديني الصهيوني "يمينا"، إلى الرقم السحري في السياسة الإسرائيلية، لجهة عدد المقاعد البرلمانية في الكنيست وهو 61 من أصل 120 عضواً في الكنيست.
ويشكّل الوصول إلى هذا الرقم من المقاعد محور الجهد الانتخابي لنتنياهو منذ أن انقلب زعيم حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان بعد انتخابات إبريل/نيسان من العام الماضي على معسكر اليمين بقيادة نتنياهو، ورفض الدخول في ائتلاف يقوده نتنياهو بشراكة مع أحزاب الحريديم، مما جرّ إسرائيل في نهاية المطاف إلى انتخابات ثانية جرت في 17 سبتمبر/أيلول الماضي.
أسفرت الانتخابات الثانية، تقريباً عن نفس حالة التعادل في موازين القوى، أغلبية لمعسكر نتنياهو على خصمه معسكر غانتس: 55 مقعداً لمعسكر نتنياهو، مقابل 44 مقعداً لمعسكر غانتس و8 مقاعد لحزب "يسرائيل بيتينو" و13 مقعداً للقائمة المشتركة للأحزاب العربية، لكن من دون تمكّن أي من المعسكرين من تشكيل ائتلاف حكومي يحظى بتأييد 61 نائباً، أو حتى تشكيل حكومة أقلية.
ويراهن نتنياهو وفق خطته الدعائية ونشاطه الدؤوب في الاجتماعات الانتخابية، على رفع نسبة التصويت لدى جمهور مؤيدي "الليكود" وإقناع من لم يصوّتوا منهم بالخروج للتصويت، لا سيما بعد أن أشار استطلاع لصحيفة "يسرائيل هيوم"، يوم الجمعة الماضي، أنه في الوقت الذي أعلن فيه 80 في المئة ممن عرّفوا أنفسهم على أنهم صوّتوا لحزب "كاحول لفان"، أنهم يعتزمون التصويت هذه المرة أيضاً، فقد قال 65 في المئة من مصوّتي "الليكود" أنهم يعتزمون المشاركة في الانتخابات الثالثة. ويحاول نتنياهو تكثيف جولاته الانتخابية، والتواصل عبر البث المباشر على "فيسبوك"، مستعيناً بعنصر التحريض على العرب والقائمة المشتركة تحت شعار أن حزب "كاحول لفان" لن يتمكّن من تشكيل حكومة من دون القائمة المشتركة للأحزاب العربية.
لكن التصعيد الأمني الحالي، مع ما رافقه من تهديدات أطلقها نتنياهو أمس، ضد "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، تنبئ باحتمال شن عملية عسكرية متواصلة، وبدء الاحتلال بشن غارات عدوانية على أهداف في غزة، من شأنه أن يزيد من معضلة نتنياهو في الوصول إلى هؤلاء الناخبين، خصوصاً أن نسبة التراجع الأكبر في هذا الجمهور هم من سكان البلدات الإسرائيلية في الجنوب، بما فيه بلدات تتصف بأغلبية من اليهود الشرقيين المؤيدين تقليدياً لنتنياهو. ومن شأن استمرار التصعيد الأمني، وشن عدوان عسكري على غزة، أن يدفع باتجاه خفض نسبة التصويت بالذات في البلدات الجنوبية في إسرائيل، القريبة من قطاع غزة والتي تطاولها الصواريخ والقذائف التي تطلقها المقاومة من غزة. كما أن التصعيد الأمني وحتى شن عدوان متواصل على غزة، يخدم بشكل كبير الدعاية الرسمية لحزب "كاحول لفان" بقيادة غانتس، لجهة تأكيد فشل نتنياهو في توفير الأمن لسكان الجنوب في إسرائيل، واستمرار خضوعه ورضوخه لشروط المقاومة الفلسطينية ودفعه "أتاوة"، بحسب التعبير الذي استخدمه غانتس مجدداً أمس، وهو التعبير الذي يستخدمه بشكل متواصل أيضاً وزيرا الأمن السابقين، موشيه يعالون وأفيغدور ليبرمان.
ومع بدء حالة من الهلع في إسرائيل، على الأقل عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، سارع نتنياهو قبل غيره إلى "التحذير" ليس فقط من الإصغاء للأخبار المجهولة المصدر، بل زيادة على ذلك بمطالبة الإسرائيليين بالحذر من أخبار كاذبة واحتمالات قيام أطراف خارجية بزرع حالات هلع للتأثير على سير العملية الانتخابية.
تُشكّل هذه التحديات الثلاثة، التحديات الرئيسية المباشرة التي تهدد مسعى نتنياهو بالوصول إلى أغلبية 61 مقعداً لصالح معسكر اليمين المناصر له، فيما يرى خصمه الرئيسي غانتس، وبمنظور عنصري أيضاً، أن التحدي الأساسي أمام فرص معسكره بالوصول إلى مرحلة التكليف بتشكيل الحكومة المقبلة، في الوصول إلى كتلة نيابية تزيد عن مجمل معسكر "الليكود" والحريديم بمقعد واحد فقط يضمن له أغلبية يهودية على معسكر نتنياهو تمكّنه من تشكيل حكومة أقلية (أي تتمتع بتأييد يقل عن 61 مقعداً من أصل 120 مقعداً في الكنيست) لكن لا يوجد ضدها أغلبية 61 صوتاً في حال امتناع القائمة المشتركة للأحزاب العربية، أو بعض أعضائها، عن التصويت ضد حكومة برئاسة غانتس أو تغيّب بعض نواب القائمة المشتركة عن جلسة عرض الحكومة الجديدة لنيل ثقة الكنيست.