استشهد أسير محرر وعنصران من جهاز أمن الاستخبارات الفلسطيني، فجر اليوم الخميس، بعد اشتباك مسلّح بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وعناصر الأمن الفلسطيني في مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية.
وذكرت مصادر محلية في جنين، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت المدينة، فجر اليوم، لاعتقال فلسطينيين، وعندما وصلت القوات الخاصة الإسرائيلية إلى شارع الناصرة حيث مقر الاستخبارات الفلسطينية، فتحت النار على عناصر الأمن الذين كانوا موجودين أمام المقر.
#شاهد اللحظات الأولى للإشتباك المسلح بين عناصر من الأجهزة الأمنية وقوات الاحتلال الخاصة في جنين pic.twitter.com/iFbntbXr8b
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) June 9, 2021
وبحسب شهود عيان، تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإنّ القوات الخاصة الإسرائيلية كانت في سيارة مدنية، لا سيارة عسكرية، حين بدأ تبادل إطلاق النار بين الطرفين.
وأكدت مصادر طبية في مستشفى جنين أنّ شخصين وصلا إلى المستشفى بإصابات قاتلة، وقد فارقا الحياة قبل أن يصلا. والشهيدان هما أدهم عليوي وتيسير عيسة، وكلاهما عنصرا أمن في جهاز الاستخبارات العسكري الفلسطيني.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فإنّ الشهيد الثالث يدعى جميل محمود العموري، وهو أسير محرر من المعتقلات الإسرائيلية.
الشــــهيدان أدهم ياسر عليوي، وتيسير محمود عيسة من جهاز الاستخبارات، الذين ارتقيا برصاص الاحتلال في مدينة جنين pic.twitter.com/hUriGM5YVQ
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) June 9, 2021
ووفق المصادر المحلية، فإنّ قوات الاحتلال اعتقلت مصابَين على الأقل خلال عمليتها الخاصة التي نفذتها في جنين، فجر اليوم.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن حادثة استشهاد الفلسطينيين الثلاثة جاءت بعد إطلاق النار عليهم من قبل عناصر وحدة "مكافحة الإرهاب" التابعة للشرطة الإسرائيلية والمعروفة باسم "يمام".
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "12" أن تحقيقا أوليا أجراه الجيش الإسرائيلي أظهر أن عناصر من وحدة "يمام" متخفين في أزياء مدنية فلسطينية دخلوا مدينة جنين لاعتقال عناصر من الجهاد الإسلامي شاركوا في عمليات إطلاق نار ضد جيش الاحتلال.
وحسب التحقيق، فقد تعقدت العملية عندما فتح عناصر جهاز الاستخبارات العسكرية التابع للسلطة الفلسطينية النار على عناصر الوحدة الإسرائيلية، حيث ادعى التحقيق أن عناصر أمن السلطة كانوا يعرفون أنهم يطلقون النار على وحدة سرية تابعة لجيش الاحتلال.
إلى ذلك، نقلت قناة التلفزة الرسمية الإسرائيلية "كان" عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن اقتحام الوحدة الإسرائيلية الخاصة لجنين تم في إطار آلية التنسيق الاعتيادية التي يتبعها جيش الاحتلال مع أجهزة السلطة الأمنية.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الخميس، "التصعيد الإسرائيلي الخطير" الذي أدى إلى استشهاد الضابطين من جهاز الاستخبارات العسكرية والأسير المحرر في جنين برصاص قوة خاصة إسرائيلية "مستعربين"، محذرة من تداعياته.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في تصريح صحافي، إنّ "استمرار ممارسات الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة لحقوق شعبنا الفلسطيني واعتداءاته وعمليات القتل اليومية وآخرها ما جرى اليوم في جنين، وخرقه لقواعد القانون الدولي، ستخلق توتراً وتصعيداً خطيراً".
وحمّل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد وتداعياته، مطالباً المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
وأشار أبو ردينة إلى التوسع الاستيطاني في كل الأراضي الفلسطينية المخالف لكافة قرارات الشرعية الدولية، والاقتحامات الواسعة للمستوطنين لعديد من مناطق محافظات الوطن، داعياً الإدارة الأميركية إلى "الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، لكي لا تصل الأمور إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها".
من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ورئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ، في تغريدة على موقع "تويتر"، إنّ "استمرار اقتحام مدننا وقرانا ومخيماتنا واستهداف أبناء شعبنا ومقراتنا الأمنية وجنودنا وضباطنا البواسل هو استكمال للعدوان الاحتلالي".
وأكد الشيخ أن ذلك "يستوجب اتباع كل الطرق لحماية الشعب الفلسطيني وأبناء الأجهزة والمقرات الأمنية الفلسطينية، ويتطلب إدانة دولية صارخه لهذا السلوك الإجرامي من قوات الاحتلال".
استمرار اقتحام مدننا وقرانا ومخيماتنا واستهداف ابناء شعبنا ومقراتنا الامنيه وجنودنا وضباطنا البواسل هو استكمال للعدوان الاحتلالي ويستوجب اتباع كل الطرق لحماية شعبنا وابناء اجهزتنا ومقراتنا الامنيه ، ويتطلب ادانة دولية صارخه لهذا السلوك الاجرامي من قوات الاحتلال.
— حسين الشيخ Hussein Al Sheikh (@HusseinSheikhpl) June 10, 2021