أعلنت "جبهة الخلاص الوطني"، اليوم الاثنين، عن مقاطعتها انتخابات المجالس المحلية المزمع إجراؤها في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل في تونس، مؤكدة أن الشعب لم ينقلب على الرئيس التونسي قيس سعيّد، "لكن خاب أمله فيه"، و"بالتالي، هو لا يشارك في مشروعه السياسي".
وقال رئيس "جبهة الخلاص الوطني" أحمد نجيب الشابي، في كلمة له خلال مؤتمر صحافي، إن "الجبهة ستقاطع الانتخابات المحلية التي لا تثير اهتمام التونسيين"، مضيفا أن الدليل على ذلك كان انتهاء الترشيحات يوم 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فيما مددت هيئة الانتخابات في الآجال 6 أيام.
وأشار إلى أن "عدد المرشحين لم يكن كافياً، حيث كان نحو 4 آلاف ومر إلى 7 آلاف، وهذا دليل على غياب الشفافية، حيث كانت الهيئة تنشر يوميا عدد المرشحين ثم توقفت عن ذلك ليرتفع العدد بالثلث في 48 ساعة".
وأضاف الشابي أن "التونسيين لا يهتمون بهذه الانتخابات لعدة أسباب، منها الأحداث في غزة التي سيطرت على العقول والقلوب، وجعلت الناس تنسى همومها من غلاء المعيشة وانسداد الأفق، وكل الأمور معلقة بغزة لأن الرهانات أكبر".
لكنه استدرك بالقول إن "أحداث غزة ليست وحدها سبب الانشغال، بل لأن التونسيين غير منخرطين في المشروع السياسي لقيس سعيّد والدليل على ذلك ضعف الإقبال على الاستشارة الوطنية والاستفتاء ثم الانتخابات التشريعية".
وتابع الشابي: "كل المؤشرات تؤكد أن نسبة المشاركة في الانتخابات القادمة ستكون الأضعف، وأن البلاد تعيش أزمة سياسية بالإضافة إلى الأزمة الاجتماعية والاقتصادية"، منتقداً "تقسيم التراب التونسي أفقيا إلى خمسة أقاليم من دون أي مقياس، ومن دون أي نتائج مرجوة، وهذا يمثل انتكاسة وارتدادا لدستور 2014 بخصوص الحكم المحلي".
وشدد على أن "هذه الانتخابات ستدور في مناخ سياسي غير ملائم، وضمن إطار قانوني غير واضح، وستشكل خيبة سياسية للسلطة الحالية"، داعيا إلى إلغاء الإطار القانوني لهذه الانتخابات "لأنه تم بصفة فردية".
وقال الشابي، في تصريح لـ"العربي الجديد" بعد المؤتمر الصحافي، إن "على القوى السياسية والمواطنين مقاطعة هذه الانتخابات لأنها ستجرى بشكل تسلطي فردي"، مبيناً أنّ "هذا القانون يعد ارتداداً على المكاسب الجمة التي تحققت، وهذه الانتخابات ستجرى في مناخ من اللامبالاة، ما ينبئ بأن نسبة المشاركة ستكون الأدنى".
وأضاف أنه يتوقع "مشاركة 2 بالمائة فقط من الناخبين، وبالتالي هي ليست حدثاً سياسياً، بل امتحان لمدى انخراط الشعب التونسي في مشروع قيس سعيّد، ربما الشعب لم ينقلب بعد على قيس سعيّد، لكن خاب أمله فيه".