أكد قياديو جبهة الخلاص المعارضة في تونس، اليوم السبت، أن البلاد تغرق وهي تسير في طريق مسدود، وعلى النظام التراجع لتوحيد الكلمة، وتجنب تفاقم الأوضاع جراء عزلتين؛ داخلية وخارجية.
وخلال وقفتها الأسبوعية وسط العاصمة تونس، أكدت الجبهة أن "حملات الاعتقالات مستمرة وتستهدف المدافعين عن الحريات من مناضلي حركة النهضة وشبابها"، مؤكدة استمرار "النضال" إلى حين "نصرة الديمقراطية وإطلاق سراح المعتقلين".
ورفعت خلال الوقفة شعارات عدة، منها "لا قضاء لا قانون.. الشرفاء في السجون"، و"ارحل يا فاشل"، و"الحرية تفدى بالدم".
وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "عدم قبول السلطة زيارة الوفد البرلماني الأوروبي سيشكل ضربة قوية لتونس، فمن شأنه تحطيم صورتها، خاصة أن أوروبا تعد الشريك الاستراتيجي لتونس"، مضيفاً: "ما يحدث دليل على تخبط سعيّد، تماماً كما حصل في البنك المركزي والبنك الفلاحي"، في إشارة لزيارات الرئيس التونسي لعدد من المؤسسات البنكية والوزارات.
وتابع: "ليس من حق رئيس الجمهورية أن يتعامل مع مسؤولين في الدولة بتلك الطريقة المهينة وينبش في ملفات أمام الإعلام، لأن هذا دور القضاء"، مبيناً أن "هذه السياسة تهدف إلى بث الرعب وإهانة مسؤولي الدولة والحط من قيمتهم، ومن شأنها تحطيم الإدارة... المطلوب إصلاحات جذرية، واختيار شخص يحسن الحوار، ويعرف كيفية إدارة الدولة".
وقال رئيس حزب العمل والإنجاز عبد اللطيف المكي، في كلمة له، إن "واقع تونس اليوم يقوم على الاعتقالات، ومزيد من الاعتداء على الحريات"، مشدداً على أن "اعتقال المناضلين مستمر، فأمس الجمعة اعتقل الكاتب العام المحلي للمكتب الجهوي لحركة النهضة، في بنزرت، علي اللافي، وشابين آخرين من الحركة، أحدهما بسبب تدوينة. الاعتقالات إذاً سياسية خاصة في ظل وضع اليد على القضاء".
وأضاف المكي أن "صورة تونس في الخارج أصبحت مقترنة بالاعتقالات والاعتداء على الحريات، ومقاومة الفساد مجرد غطاء لمزيد الاعتقالات... هذا يغذي فقط الوهم لدى جزء من الشعب بأن سعيّد بصدد محاربة الفساد، لكن جل القضايا سياسية".
"هناك مشاكل اجتماعية تتفاقم يوماً بعد يوم دون حلول للأزمة.. طالب اتحاد الشغل بمعرفة مخطط الحكومة، لكنه لن يحصل على رد من السلطة، لأن لا برنامج عمل لها سوى تقسيم التونسيين وتوظيف أجهزة الدولة"، كما ذهب المكي خلال كلمته.
القيادي في حركة النهضة العجمي الوريمي أكد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الاعتقالات ستعيق مؤتمرات الأحزاب بما في ذلك حركة النهضة، ففي الوقت الذي يجب فيه تشجيع الأحزاب على عقد مؤتمراتها للقيام بمراجعات وإصلاحات، تتعمد السلطة استهدافها وتعطيلها"، مشيراً إلى أنه كان من المفروض أن تمنح الدولة تمويلات للأحزاب وتوفر لها ظروف العمل المناسبة، لأنها تعد شريكاً لها حتى لو كانت في المعارضة، وعليها أن تعي أن هذه الأحزاب تمثل شريحة هامة من الشعب الذي يختار من يمثله، وهناك صندوق يفصل. حتى هذه المسائل البديهية لم تعد كذلك".
وفي كلمته اليوم، قال عضو المكتب السياسي لحركة النهضة بلقاسم حسن إن "عديد شبان الحركة (النهضة) يعتقلون... سياسة الترهيب لن تدفعهم ليهجروا الميدان، لأن دفاعهم عن الحقوق والحريات مستمر.. وذنب المعتقلين هو دفاعهم عن الحريات".
وأكد حسن أن "المعتقلين من أبناء الشعب التونسي. الوضع متأزم والأزمة خانقة، ولا حل لها إلا بالديمقراطية، والنضال متواصل إلى حين سقوط الانقلاب".