أعلنت الجبهة المناهضة لـ"طالبان" المسمّاة جبهة مقاومة بانشير، التي يقودها القيادي أحمد مسعود، نجل القائد الجهادي السابق أحمد شاه مسعود، أنّ "طالبان" هاجمت الولاية من الجانب الغربي وتكبدت خسائر في الأرواح، ثم تراجعت. ولم تعلّق "طالبان" لحدّ الآن على هذا الإعلان.
وقال القيادي في المقاومة محمد فهيم دشتي، في تسجيل مصوّر، إن قوات "طالبان" حاولت خلال الليل الفائت، الدخول إلى بانشير من الجانب الغربي، ولكن لم تتمكن من التقدّم، ولو شبراً، بسبب المقاومة العنيفة، لافتاً إلى أنه على إثر الهجوم، قُتل ثمانية من عناصر "طالبان" وأصيب عدد منهم، وأُصيب اثنان من عناصر المقاومة بجروح.
ولم تعلّق "طالبان" على التطور الذي جاء بالتزامن مع احتفالها بإكمال انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
وكانت "طالبان" وجبهة بانشير قد وافقتا في اجتماع لمندوبيهما في مدينة تشاريكار الأسبوع الماضي، على وقف لإطلاق النار بينهما، إلى حين الوصول إلى حلّ دائم.
وكان قيادي سابق في "طالبان"، الملا عبد السلام ضعيف، قد أكد في حوار له مع "العربي الجديد" أن قضية بانشير حُلّت بنسبة 80 في المائة، لكن قائداً ميدانياً في الحركة يفضّل عدم الكشف عن هويته، يقول لـ"العربي الجديد" اليوم الثلاثاء، إن قضية بانشير قد تحتاج إلى حلها عسكرياً، لأن مطالب جبهة بانشير غير مقبولة لدى "طالبان"، من دون الإفصاح عن تلك المطالب.
بدوره، قال أحد سكان مدينة بانشير، ويُدعى سهراب لـ"العربي الجديد" عبر الهاتف، إن بانشير ستتخذ منحىً خطيراً وجديداً خلال قادم الأيام، ولا سيما إذا لجأت "طالبان" إلى الخيار العسكري، مؤكداً أنّ بانشير أمل وحيد لجبهة المقاومة وللمجاهدين السابقين، وللدفاع عن إثنيات مختلفة في شمال البلاد، مؤكداً أنّ عناصر الجيش الأفغاني السابق تنضم أفواجاً إلى جبهة بانشير، وخصوصاً الذين ينتمون عرقياً إلى أقاليم بدخشان وتخار وبغلان، ويتوقع الرجل أن ينضم إلى تلك المقاومة القائد الأوزبكي الجنرال عبد الرشيد دوستم، وحاكم ولاية بلخ سابقاً محمد عطاء نور.
ويقول سهراب إنّ لدى المقاومة ستّ مروحيات قتالية يمكن استخدامها في الحرب ضد "طالبان"، مشيراً إلى أن بانشير وادٍ بين الجبال، يصعب على "طالبان" الدخول إليه.