كشف مسؤول أمني عراقي في العاصمة بغداد، اليوم الأحد، عن ارتفاع عدد الجثث مجهولة الهوية التي عُثر عليها خلال الأيام العشرة الماضية إلى 11 جثة وجدت في مناطق متفرقة من بغداد، وجرى نقلها إلى دائرة الطب العدلي، مؤكداً أن حوادث القتل مرتبطة بعصابات الجريمة المنظمة وخلفيات جنائية.
وقال مسؤول في قيادة شرطة بغداد لـ"العربي الجديد"، إن آخر الجثث التي عثر عليها كانت لرجل مقتول بالرصاص، وجدت ملقاة في بستان بمنطقة الراشدية شمال شرقي بغداد.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الجثث الأخرى عثر عليها في مناطق متفرقة في بغداد، وكلها عليها علامات قتل بالرصاص أو بأدوات حادة، مضيفاً أن الضحايا نقلوا للطب العدلي في بغداد، وأن التحقيقات تشير إلى حوادث قتل جنائية مرتبطة بالجريمة المنظمة، و"لا وجود لشبهات سياسية أو طائفية".
وأوضح المتحدث ذاته أن كشف هوية بعض الضحايا يشير إلى أنهم تجار ومروجو مخدرات، وآخرون لهم علاقة بقضايا ثأرية أو مالية، ولفت إلى صدور قرار بنشر كاميرات مراقبة في المناطق التي عثر فيها على الجثث، خصوصاً في الساحات الفارغة، مع نشر دوريات مستمرة في تلك المناطق لمراقبة أية تحركات مشبوهة.
من جهته، اعتبر عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية ياسر وتوت، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن استمرار الإعلان عن العثور على جثث مجهولة في بغداد "مثير للقلق والتساؤلات حول الوضع الأمني". وقال إن "الظاهرة خطيرة وتؤكد وجود عمليات خطف وقتل تُرتكب من قبل جماعات وعصابات مختلفة، خصوصاً أن هذه الحوادث أصبحت تسجل بشكل شبه يومي".
وبين أن "لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ستعمل على استضافة الشخصيات الأمنية والعسكرية المسؤولة في عمليات بغداد، لمتابعة هذا الملف، ومعرفة الإجراءات المتخذة لكشف الجماعات التي ترتكب هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية".
وحذر وتوت من أن "استمرار هذه الجرائم دون معالجة جذرية سيدفعنا إلى الحراك من أجل إجراء تغييرات في القيادات الأمنية والعسكرية في بغداد". وقال إن "القائد العام للقوات المسلحة مطالب بإعادة النظر ببعض الخطط للحد من هذه الظاهرة".
ويعيد العثور على الجثث مجهولة الهوية في شوارع بغداد لذاكرة العراقيين مسلسل القتل على الهوية الطائفية ورمي جثث الضحايا في الشوارع.
وأرجع المحلل الأمني العراقي أحمد الشريفي لـ"العربي الجديد"، هذه الحوادث إلى "استمرار السلاح المنفلت خارج سيطرة الدولة"، معتبراً أنه يهدد أمن الدولة والسلم الأهلي والمجتمعي.
وبين الشريفي أنه "رغم مرور أكثر من ثمانية أشهر على عمر حكومة محمد شياع السوداني، والوعود التي أطلقتها بشأن القضاء على ظاهرة السلاح المنفلت، فإنها حتى الآن لم تتخذ أي خطوة حقيقية وعملية". وأضاف: "تسجيل جثث مجهولة الهوية في بغداد يثير مخاوف المواطنين بشكل مستمر، ويعطي انطباعاً بعدم الاستقرار الأمني".