من المقرر أن تعقد لجنة "6 يناير" في الكونغرس، المتعلقة بالتحقيق في اقتحامه في 6 يناير/كانون الثاني 2021 على يد أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، جلسة الاستماع السابعة لها، مساء اليوم الثلاثاء.
وتكتسي الجلسة أهمية خاصة، لأنها ستركز على ماهية الوسائل التي استخدمها ترامب وفريقه لاستقطاب جماعات اليمين المتطرف إلى "كابيتول هيل"، في محاولة يائسة للتمسك بالسلطة بعد خسارته الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، بمواجهة الرئيس الحالي جو بايدن، وفقاً لما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، مساء أمس الاثنين.
الأيام الـ23 الأهم
ومن المتوقع أن تتعمّق الجلسة في بحث مرحلة ما بعد تقديم كل الولايات نتائجها الرسمية والنهائية للانتخابات الرئاسية في 14 ديسمبر/كانون الأول 2020، وحتى عشية الاقتحام. وستناقش اللجنة تركيز ترامب على تاريخ 6 يناير 2021، الذي يقرّ فيه الكونغرس نتائج الانتخابات، من أجل منع الانتقال السلمي للسلطة. ويمكن اعتبار أن الأيام الـ23 بين 14 ديسمبر 2020 و6 يناير 2021 الأهم في التحقيقات.
وحول تفاصيل مسار الجلسة المرتقبة، كشف أحد مساعدي اللجنة في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، مساء أمس لـ"واشنطن بوست"، أن أعضاء اللجنة سيعملون على تحديد الطرق التي تلقت بها جماعات يمينية متطرفة، مثل "براود بويز" و"أوث كيبرز" وغيرهما، إشاراتها من ترامب للهجوم.
وأضاف أن أعضاء اللجنة يولون اهتماماً خاصاً بتغريدة ترامب التي نشرها في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2019، على موقع "تويتر"، وجاء فيها: "تظاهرة كبرى في العاصمة واشنطن في 6 يناير. كونوا هناك، سيكون الأمر جامحاً".
أعضاء اللجنة سيعملون على تحديد الطرق التي تلقت فيها جماعات يمينية متطرفة إشاراتها من ترامب للهجوم
وأشار المساعد إلى أن التغريدة "كانت لحظة محورية أدت إلى سلسلة من الأحداث، بما في ذلك التخطيط المسبق من قبل براود بويز". وكشف عن أن "ترامب نشر تغريدته، بعد أكثر من ساعة بقليل من الاجتماع مع (محاميه) رودي جيولياني، والجنرال المتقاعد مايك فلين، و(محامية سابقة في فريقه القانوني) سيدني باول، وآخرين، كانوا يفكرون في اتخاذ إجراءات معينة، مثل الاستيلاء على آلات التصويت، وتعيين مستشار خاص للتحقيق في الانتخابات".
ومن المفترض، وفقاً للمساعد، أن تسلط اللجنة الضوء أيضاً على العلاقات بين الجماعات المتطرفة وشركاء ترامب، وهي العلاقات التي لمّح إليها أعضاء اللجنة خلال جلسات الاستماع السابقة.
وقال مساعد اللجنة: "سنظهر كيف أن بعض هذه الجماعات اليمينية المتطرفة التي جاءت إلى العاصمة وقادت الهجوم على مبنى كابيتول هيل كانت لها علاقات مع شركاء ترامب، بما في ذلك (مستشار ترامب) روجر ستون والجنرال مايك فلين".
وكان لشهادة كاسيدي هاتشينسون، المساعدة السابقة لكبير موظفي البيت الأبيض السابق، مارك ميدوز، في أواخر الشهر الماضي، دور مؤثر في التحضير لجلسة اليوم.
وقد سألت نائبةُ رئيسة لجنة "6 يناير" ليز تشيني (وهي جمهورية معادية لترامب)، كاسيدي هاتشينسون عن اتصالات ميدوز مع ستون وفلين. وأجابت هاتشينسون: "لدي انطباع بأن ميدوز تحدث هاتفياً مع ستون وفلين مساء اليوم الخامس"، أي 19 ديسمبر، بعد 5 أيام على تقديم كل الولايات نتائجها الرسمية للانتخابات.
كان لشهادة كاسيدي هاتشينسون، المساعدة السابقة لمارك ميدوز، دور مؤثر في التحضير لجلسة اليوم
وشهدت هاتشينسون أيضاً أنها تذكرت "ورود اسمي مجموعتي أوث كيبرز وبراود بويز خلال التخطيط لحشد 6 يناير، بحضور جولياني".
وكان مقرراً عقد جلسة استماع ثامنة مساء الخميس المقبل، غير أنه سيتم تأجيلها إلى الأسبوع المقبل على الأرجح، بناءً على الأدلّة والشهادات الجديدة المفترض أن تحصل عليها لجنة "6 يناير" مساء اليوم.
مقابلة سيبولوني
ومن المتوقع أن يتم الكشف الليلة عن أجزاء من مقابلة مسجلة لمحامي البيت الأبيض السابق، بات سيبولوني.
وقال المتحدث باسم اللجنة، تيم مالفي، لصحيفة "واشنطن بوست"، الأحد الماضي، إن "سيبولوني قدم شهادة حاسمة في كل موضوع رئيسي تتناوله التحقيقات، مما يعزز النقاط الرئيسية المتعلقة بسوء سلوك دونالد ترامب، ويوفر معلومات جديدة من شأنها أن تكون حاسمة في جلسات الاستماع المقبلة".
وقد تشهد جلسة اليوم ظهور اسم ستيف بانون، كبير مستشاري ترامب للشؤون الاستراتيجية السابق، بعد رفض قاضٍ فيدرالي أمس محاولته لتأجيل محاكمته إلى الأسبوع المقبل، بعد أن وصفت وزارة العدل عرضه للإدلاء بشهادته أمام اللجنة بأنه "محاولة أخيرة لتجنب المساءلة" بتهمة الازدراء الجنائي للكونغرس. غير أن بانون وافق أمس على الإدلاء بشهادته.
ويرى أعضاء لجنة "6 يناير" أن بانون شخصية رئيسية في تطرف بعض مؤيدي ترامب، ويشيرون إلى امتلاكهم أدلّة تظهر حصول أحاديث عدة بين بانون وترامب ومستشاريه في الفترة التي سبقت 6 يناير 2021.