للجمعة الخامسة على التوالي، واصل الفلسطينيون في قطاع غزة، أمس الجمعة، هبّتهم الشعبية التي اندلعت شرارتها في ذكرى يوم الأرض في 30 مارس/ آذار الماضي، للمطالبة بوقف مخططات تصفية القضية الفلسطينية، والدعوة إلى إنهاء الحصار المفروض منذ اثني عشر عاماً على القطاع، رافعين شعارات العودة والمقاومة السلمية، فيما واصل الاحتلال اعتداءاته التي استهدفت المتظاهرين ما أدى إلى سقوط شهداء فضلاً عن تسجيل مئات الإصابات في صفوف الفلسطينيين، مع استمرار جنود الاحتلال باستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين العزل، متجاهلين دعوات الأمم المتحدة إلى وضع حد لاستخدام القوة المفرطة. ويرغب الفلسطينيون، من خلال غضبهم وهبّتهم السلمية التي اندلعت شرارتها قبل خمسة أسابيع، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود الشرقية، في إيصال رسالة إلى العالم مفادها بأن الشعب الفلسطيني ما زال يدافع عن أرضه التي سُلبت منه بقوة السلاح، على الرغم من استمرار اختلال موازين القوى.
وصُبغت الجمعة الأولى من الشهر الثاني للاعتداءات الإسرائيلية على المتظاهرين العُزل، أمس، التي عنونت بـ"جمعة الشباب الثائر"، بأساليب مبتكرة، عبّر من خلالها الفلسطينيون عن مواصلة غضبهم، حتى تحرير الأرض الفلسطينية، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هُجّروا منها عنوة عام 1948. وطَوّر المتظاهرون أدواتهم الدفاعية في مواجهة مختلف أصناف الآليات الإسرائيلية، والجنود المدججين بكل أنواع الأسلحة الثقيلة، إذ استخدموا الطائرات الورقية الحارقة لتكبيد الاحتلال خسائر مادية، كذلك ثبّتوا "مجانيق" كبيرة الحجم مثبتة في الأرض لقذف الحجارة، إلى جانب إشعال إطارات السيارات "الكوتشوك" بهدف تشتيت نظر وحدة القناصة الإسرائيلية، التي قتلت وجرحت المئات من الفلسطينيين، وسببت إعاقات دائمة وحالات بتر.
واحتدت الأوضاع خطورة أمس الجمعة على طول نقاط التماس الخمس على الحدود الشرقية من مدينة رفح، ومدينة خان يونس، مروراً بمخيم البريج، ومدينة غزة، وصولاً إلى مخيم جباليا، بعد انتهاء صلاة الجمعة، إذ باشرت قوات الاحتلال إطلاق النار الحي بهدف تفريق المتظاهرين، إلى جانب إطلاق مئات قنابل الغاز، ما أدى إلى تأزم الموقف، ليسقط شهداء ومئات الإصابات.
ويأتي الإصرار الفلسطيني على مواصلة الفعاليات وتطوير أدواتها على الرغم من التعنّت الإسرائيلي، واستخدام القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين السلميين، وارتقاء نحو أربعين شهيداً وإصابة ما يزيد عن 5500 فلسطيني بجراح في مناطق مختلفة من الجسم، واختناق بالغاز.
وتستخدم قوات الاحتلال في مواجهاتها مع المدنيين العزل الرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وكذلك تطلق مئات قنابل الغاز السام، وغاز الأعصاب، والغاز المسيل للدموع، وتصيبهم إصابات مباشرة في الرقبة والرأس، والأطراف العلوية، الظهر والصدر، والبطن والحوض، والأطراف السفلية، على الرغم من عدم تشكيلهم أي خطر.
ولا يستجيب الاحتلال لأي دعوات إلى وقف استهداف المدنيين العزل، التي كان آخرها مطالبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، أمس، إسرائيل بوضع حد لاستخدام القوة المفرطة على الحدود مع غزة، وأن تحاسب المسؤولين عن سقوط العدد الكبير من القتلى والمصابين الفلسطينيين خلال الشهر الأخير. وقال الحسين في بيان أمس إنه خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة قتل 42 فلسطينياً وأصيب أكثر من 5500 على طول السياج الحدودي في غزة، في الوقت الذي لم ترد فيه تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين من الجانب الإسرائيلي.
وأفاد بأن عدد القتلى يشمل 35 شخصاً قتلوا خلال تظاهرات مسيرة العودة الكبرى، ويبدو أنهم غير مسلحين ولا يشكلون تهديداً محدقاً بقوات الأمن الإسرائيلية، مشيراً إلى أن حالات القتل قد تشكل قتلاً عمداً في ظل احتلال، وهو انتهاك خطير لاتفاقية جنيف الرابعة. وأضاف أن أربعة أطفال قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية، بينهم ثلاثة برصاصات في الرأس أو العنق، كما أصيب 233 طفلاً آخرين بذخيرة حية. وقال إنه يصعب فهم التهديد الذي تمثله حجارة أو قنابل حارقة تلقى من مسافة بعيدة على قوات أمن تحظى بوسائل حماية قوية.
اقــرأ أيضاً
وتنقسم الحدود الشرقية إلى خطوط أمامية تتمركز فيها الخيام القماشية التي يتم فيها أداء الصلاة وتنفيذ الفعاليات والأنشطة الوطنية والتراثية الفلسطينية، وخيام تقديم الإسعافات الأولية للإصابات، إذ تُقدم الخدمات الطبية العاجلة للإصابات، وحالات الاختناق، تمهيداً لنقلها عبر سيارات الإسعاف المجهزة بالأدوية ومختلف الإمكانات الطبية.
إلى الأمام قليلاً يتجمّع عدد من الأسر الفلسطينية، التي تستظل بالأشجار، وتنظم بعض الأنشطة التراثية الخاصة بالعائلات الفلسطينية التي هُجرت من مدنها وقراها، وتزين جلساتها بأعلام فلسطين وأسماء تلك المدن، وإلى جانبها مجموعات شبابية تتبع لمؤسسات عدة، تنظم فعاليات متنوعة. وعلى بعد أمتار أيضاً تتجمع الطواقم الصحافية وسيارات البث، التي تنتصف الأنشطة المقامة على خاصرة الحدود الشرقية، وصولاً إلى شارع جكر، حيث تسلط كاميرات البث المباشر المتمركزة على التلال الرملية الضوء على نقاط التماس المباشرة مع جنود الاحتلال، بهدف نقل عمليات استهداف قوات الاحتلال المتظاهرين.
الحلقة الأسخن هي نقطة تمركز المتظاهرين الغاضبين بعد شارع جكر، إذ تفصل الشباب الثائر بضعة أمتار عن التلال والسواتر الترابية التي يتمركز خلفها الجنود ووحدة القناصة الإسرائيلية التي تستهدف المشاركين، وقد سقط في الخطوط الأمامية معظم الشهداء والجرحى، على الرغم من احتمائهم خلف السواتر الترابية، والحفر، التي لم تحل بينهم وبين الذخيرة الحية.
وتبدو الخطوط الأمامية أشبه بساحة حرب "غير متكافئة"، إذ يشعل فيها الشباب إطارات السيارات، التي تصنع جداراً أسود من الدخان لحماية المتظاهرين، ويبدؤون بإلقاء الحجارة، والهتاف، والتهليل والتكبير، بهدف لفت أنظار العالم إلى قضيتهم، بينما تواجههم قوات الاحتلال بإطلاق النار المباشر، وتصيبهم إصابات قاتلة.
ولا تتوقف التهديدات والمحاولات الإسرائيلية لوقف مسيرات العودة الكبرى على طول الشريط الحدودي الفاصل مع غزة، على المستويات كافة، السياسية تارة، باستخدام أوراق الضغط الدبلوماسية، وعروض إنهاء الحصار، وفتح المعابر، وعلى أرض الميدان تارة أخرى باستخدام لغة القوة وإلقاء المنشورات التحذيرية، بهدف ثني المتظاهرين عن المشاركة، وتحطيم روحهم المعنوية. لكن القائمين على المسيرة في المقابل يفاجئون قادة الاحتلال بمزيد من الإصرار على مواصلة أنشطتهم وفعالياتهم، وإطلاق أسماء ومواضيع جديدة على كل جمعة، معلنين استمرار الفعاليات الاحتجاجية حتى ما بعد الخامس عشر من مايو/ أيار 2018، الذي يصادف يوم النكبة الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم. يُذكر أن فعاليات مسيرة العودة الكبرى انطلقت في ذكرى يوم الأرض بتاريخ 30 مارس/ آذار الماضي، وحملت الجمعة الثانية اسم "جمعة الكوتشوك"، بينما خصصت الجمعة الثالثة لحرق العلم الإسرائيلي ورفع العلم الفلسطيني، أما الجمعة الرابعة فقد تم تخصيصها لـ"الشهداء والأسرى"، بينما تصدر "الشباب الثائر" الجمعة الخامسة أمس.
واحتدت الأوضاع خطورة أمس الجمعة على طول نقاط التماس الخمس على الحدود الشرقية من مدينة رفح، ومدينة خان يونس، مروراً بمخيم البريج، ومدينة غزة، وصولاً إلى مخيم جباليا، بعد انتهاء صلاة الجمعة، إذ باشرت قوات الاحتلال إطلاق النار الحي بهدف تفريق المتظاهرين، إلى جانب إطلاق مئات قنابل الغاز، ما أدى إلى تأزم الموقف، ليسقط شهداء ومئات الإصابات.
ويأتي الإصرار الفلسطيني على مواصلة الفعاليات وتطوير أدواتها على الرغم من التعنّت الإسرائيلي، واستخدام القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين السلميين، وارتقاء نحو أربعين شهيداً وإصابة ما يزيد عن 5500 فلسطيني بجراح في مناطق مختلفة من الجسم، واختناق بالغاز.
وتستخدم قوات الاحتلال في مواجهاتها مع المدنيين العزل الرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وكذلك تطلق مئات قنابل الغاز السام، وغاز الأعصاب، والغاز المسيل للدموع، وتصيبهم إصابات مباشرة في الرقبة والرأس، والأطراف العلوية، الظهر والصدر، والبطن والحوض، والأطراف السفلية، على الرغم من عدم تشكيلهم أي خطر.
ولا يستجيب الاحتلال لأي دعوات إلى وقف استهداف المدنيين العزل، التي كان آخرها مطالبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، أمس، إسرائيل بوضع حد لاستخدام القوة المفرطة على الحدود مع غزة، وأن تحاسب المسؤولين عن سقوط العدد الكبير من القتلى والمصابين الفلسطينيين خلال الشهر الأخير. وقال الحسين في بيان أمس إنه خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة قتل 42 فلسطينياً وأصيب أكثر من 5500 على طول السياج الحدودي في غزة، في الوقت الذي لم ترد فيه تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين من الجانب الإسرائيلي.
وأفاد بأن عدد القتلى يشمل 35 شخصاً قتلوا خلال تظاهرات مسيرة العودة الكبرى، ويبدو أنهم غير مسلحين ولا يشكلون تهديداً محدقاً بقوات الأمن الإسرائيلية، مشيراً إلى أن حالات القتل قد تشكل قتلاً عمداً في ظل احتلال، وهو انتهاك خطير لاتفاقية جنيف الرابعة. وأضاف أن أربعة أطفال قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية، بينهم ثلاثة برصاصات في الرأس أو العنق، كما أصيب 233 طفلاً آخرين بذخيرة حية. وقال إنه يصعب فهم التهديد الذي تمثله حجارة أو قنابل حارقة تلقى من مسافة بعيدة على قوات أمن تحظى بوسائل حماية قوية.
وتنقسم الحدود الشرقية إلى خطوط أمامية تتمركز فيها الخيام القماشية التي يتم فيها أداء الصلاة وتنفيذ الفعاليات والأنشطة الوطنية والتراثية الفلسطينية، وخيام تقديم الإسعافات الأولية للإصابات، إذ تُقدم الخدمات الطبية العاجلة للإصابات، وحالات الاختناق، تمهيداً لنقلها عبر سيارات الإسعاف المجهزة بالأدوية ومختلف الإمكانات الطبية.
إلى الأمام قليلاً يتجمّع عدد من الأسر الفلسطينية، التي تستظل بالأشجار، وتنظم بعض الأنشطة التراثية الخاصة بالعائلات الفلسطينية التي هُجرت من مدنها وقراها، وتزين جلساتها بأعلام فلسطين وأسماء تلك المدن، وإلى جانبها مجموعات شبابية تتبع لمؤسسات عدة، تنظم فعاليات متنوعة. وعلى بعد أمتار أيضاً تتجمع الطواقم الصحافية وسيارات البث، التي تنتصف الأنشطة المقامة على خاصرة الحدود الشرقية، وصولاً إلى شارع جكر، حيث تسلط كاميرات البث المباشر المتمركزة على التلال الرملية الضوء على نقاط التماس المباشرة مع جنود الاحتلال، بهدف نقل عمليات استهداف قوات الاحتلال المتظاهرين.
وتبدو الخطوط الأمامية أشبه بساحة حرب "غير متكافئة"، إذ يشعل فيها الشباب إطارات السيارات، التي تصنع جداراً أسود من الدخان لحماية المتظاهرين، ويبدؤون بإلقاء الحجارة، والهتاف، والتهليل والتكبير، بهدف لفت أنظار العالم إلى قضيتهم، بينما تواجههم قوات الاحتلال بإطلاق النار المباشر، وتصيبهم إصابات قاتلة.
ولا تتوقف التهديدات والمحاولات الإسرائيلية لوقف مسيرات العودة الكبرى على طول الشريط الحدودي الفاصل مع غزة، على المستويات كافة، السياسية تارة، باستخدام أوراق الضغط الدبلوماسية، وعروض إنهاء الحصار، وفتح المعابر، وعلى أرض الميدان تارة أخرى باستخدام لغة القوة وإلقاء المنشورات التحذيرية، بهدف ثني المتظاهرين عن المشاركة، وتحطيم روحهم المعنوية. لكن القائمين على المسيرة في المقابل يفاجئون قادة الاحتلال بمزيد من الإصرار على مواصلة أنشطتهم وفعالياتهم، وإطلاق أسماء ومواضيع جديدة على كل جمعة، معلنين استمرار الفعاليات الاحتجاجية حتى ما بعد الخامس عشر من مايو/ أيار 2018، الذي يصادف يوم النكبة الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم. يُذكر أن فعاليات مسيرة العودة الكبرى انطلقت في ذكرى يوم الأرض بتاريخ 30 مارس/ آذار الماضي، وحملت الجمعة الثانية اسم "جمعة الكوتشوك"، بينما خصصت الجمعة الثالثة لحرق العلم الإسرائيلي ورفع العلم الفلسطيني، أما الجمعة الرابعة فقد تم تخصيصها لـ"الشهداء والأسرى"، بينما تصدر "الشباب الثائر" الجمعة الخامسة أمس.