وأفادت الصحيفة العبرية، في تقريرها، بأن هذه التقديرات قد عرضت، أخيراً، أمام القيادة الإسرائيلية، مع تحذيرات بشأن تداعياتها وتأثيرها المحتمل على قائد "حماس" الجديد يحيى سنوار.
ولفتت الصحيفة إلى أنه خلافاً للماضي يبدو أن هناك تبايناً وخلافاتٍ في المواقف بين الجيش وأذرعه، ووزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في كل ما يتعلق بتبعات التقييمات الجديدة، وأن الأخير، الذي كان مسانداً لغاية الآن، خلال العام الأول من وجوده في وزارة الأمن، يتخذ اليوم موقفاً مختلفاً لجهة التشديد في مواجهة الأوضاع الإنسانية المتراجعة في قطاع غزة.
في المقابل، أبرزت الصحف الإسرائيلية في اليومين الماضيين تصريحات قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، الجنرال أيال زمير، التي أعلن فيها أن عملية بناء الحاجز الإسمنتي الفاصل مع قطاع غزة، بما في ذلك الجزء الذي سيقام في باطن الأرض، ستتم بشكل متسارع حتى ولو كان ثمن ذلك اندلاع مواجهة عسكرية مع قطاع غزة.
وكان زمير أعلن، في تصريح مقتضب مع مراسلين عسكريين، قبل يومين، أن عمليات بناء الجدار الفاصل مع قطاع غزة، الذي يطلق عليه الاحتلال مسمى "عقبة أمام الأنفاق الهجومية"، سيتم بناؤه وبوتيرة متسارعة، مع استيراد الاحتلال آلات حفر متطورة من ألمانيا، وتجنيد ألف عنصر للعمل في بناء هذا الجدار.
وكرر زمير القول إن إسرائيل تواصل عمليات إضعاف قوة "حماس" دون أن تقود إلى تصعيد عسكري معها، مشيراً إلى أنه "على الرغم من أن "حماس" مرتدعة، وتبذل جهداً لتفادي التصعيد العسكري حالياً، إلا أنها تواصل بناء قوتها العسكرية تمهيداً واستعداداً للمواجهة العسكرية المقبلة، مع العلم أن تقديرات الموقف قد تتغير في كل لحظة".
وادعى الجنرال الإسرائيلي أن "حماس" لم توقف للحظة نشاطها في حفر الأنفاق الهجومية، وأن بعض هذه الأنفاق يبدأ تحت بيوت نشطاء في "حماس" وذراعها العسكرية، مهدّداً بأن يحول جيش الاحتلال "هذه الأنفاق لمصائد فتاكة"، لكل من يسكن في المباني القائمة فوق هذه الأنفاق، لأن هذه المباني تعتبر أهدافاً عسكرية تم إدخالها في "بنك أهداف الجيش".
وأشارت الصحف الإسرائيلية، أمس، في سياق حديثها عن الجدار الجديد الذي يتم بناؤه، إلى أنه تم إلى غاية الآن الانتهاء من إقامته على عدة كيلومترات، بالأساس حول المستوطنات الحدودية، وأن حكومة الاحتلال، كما نُشر في الماضي، رصدت له مبلغ 3.3 مليارات شيقل، أي ما يقارب مليار دولار.
ويركز الاحتلال على أعمال إقامة هذا الجدار بشكل مكثف، أخيراً، من عشر نقاط عمل، مع إقامة عدد من مصانع الإسمنت في المواقع المذكورة، لتسهيل عملية الصب في باطن الأرض.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فقد تم جلب خبراء ومهندسين وعمال للعمل في هذا المشروع من دول أجنبية عديدة بينها: إيطاليا، إريتريا، مولدافيا، إسبانيا، والبرازيل، وأن العمل يتم في المشروع ستة أيام في الأسبوع على مدار الساعة.